سرايا - جسّدت المدن مراحل تطور الإنسان عبر التاريخ؛ جمع فيها غريزته كونه كائن اجتماعي مع فكره كونه مخلوق راق وذكي، فأنشأها وأبدع فن عمارتها وتكوين أبنيتها ومجتمعها، نقدم في مقالنا بعضاً من أهم وأقدم المدن حول العالم بحضارتها وتاريخ سكن الإنسان فيها بحسب تصنيف الموقع الرسمي لمنظمة اليونسكو للمدن بحسب قدمها في قائمة التراث العالمي (World Heritage List).

كما نشر موقع أطلس قائمة بأقدم المدن حول العالم، اخترنا من التصنيفين أقدم عشر مدن مسجلة تاريخياً لذا سيكون اعتمادنا على المدن المتوافق عليها من الموقعين (اليونسكو وأطلس):

دمشق أقدم مدينة في العالم

وفقاً للمؤرخ الشهير جوزيو فلأفيس تأسست دمشق من قبل أوز، ابن آرام، ما زال أصل اسمها مجهولاً ولكن وجدت بعض الألواح المسمارية التي تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد والتي ذكر فيها اسم دمشق كما أن لها العديد من الأسماء عبر التاريخ.

تشير إحدى المكتشفات الفرعونية القديمة والتي تعود إلى عهد الفرعون أمانوفس الثالث (1403 – 1205 قبل الميلاد) أنها كانت إحدى الممالك التابعة لهذا الفرعون والتي أشير إليها باسم دامسكا وقد حظيت باهتمام كبير خلال الألفية الثانية قبل الميلاد كمركز للمملكة الآرامية تحت اسم دار الميسيق (البيت المروي) وهم السكان الأصليون في دمشق وكانوا يتحدثون باللغة الآرامية.

كما أشير إليها باسم دمشيق في الكتاب المقدس واشتهرت بعدة أسماء منها: الفيحاء، مدينة الياسمين ولؤلؤة الشرق.

أهم الآثار الموجودة في دمشق
تعد دمشق من أقدم المدن المأهولة في الشرق الأوسط بحسب الموقع الرسمي لمنظمة اليونسكو حيث وجدت حفريات في تل الرماد (الواقع في وادي قطنا، جنوب غرب دمشق) تدل على أنها كانت مأهولة منذ 8000 إلى 10.000 سنة قبل الميلاد.

ويقدر أنها بنيت في الألفية الثالثة قبل الميلاد، كانت مركزاً للصناعات الحرفية في عهد الآراميين في العصور الوسطى كصناعة السيوف والدانتيل، ويوجد فيها 125 موقعاً أثرياً من مختلف العصور التي مرت في تاريخها منها:

كنيسة حنانيا (كنيسة القديس أنانياس).
كنيسة صغيرة تحت الأرض تعرف باسم كنيسة القديس حنانيا في حي المدينة القديم (باب شرقي)، تم اكتشاف ما تبقى منها عام 1921.
ومن أهم المعالم في دمشق أيضاً الجامع الأموي.
قصر العظم.
قلعة دمشق.
والأسواق القديمة كالحميدية ومدحت باشا.
قبر صلاح الدين.
وكنيسة القديس بولس.
ومعظم الآثار الموجودة في دمشق مهددة بالدمار بسبب الحرب القائمة في سوريا وتعمل منظمة اليونسكو على حماية المعالم الرئيسية كالجامع الأموي، وغيرها من الهياكل الدينية الهامة.

الحضارات التي وصلت إلى دمشق
أظهرت الآثار الحضارات التي مرت في تاريخ هذه المدينة كالهلنستية، الرومانية، البيزنطية والإسلامية؛ أهمها الخلافة الأموية، ويعود تاريخ أقدم آثار الحضارة الرومانية التي وجدت في دمشق إلى 64 قبل الميلاد؛ بقايا معبد جوبتير الدمشقي أمام الجامع الأموي الذي بني على معبد روماني، كما توجد آثار لكنيسة تحته أيضاً.

وصل إليها الفينيقيون عام 1000 قبل الميلاد ثم حكمها الرومان عام 64 قبل الميلاد، والبيزنطيون عام 395 ميلادي حتى تأسست الامبراطورية الأموية عام 661 ميلادي وأصبحت دمشق عاصمة لها وساعد ذلك على تشكيل صورة المدينة وأظهر مدى تأثير التاريخ والثقافة الإسلامية فيها.

جبيل واحدة من أجمل المدن في لبنان

جبيل؛ التي أخذت اسمها من الكلمة اليونانية (بيبليون) وتعني (الكتاب)، تقع المدينة الساحلية على جرف حجر رملي يبعد 40كم إلى شمال بيروت، يعود تاريخها بحسب موقع منظمة اليونسكو إلى 8000 سنة قبل الميلاد.

تُظهر الآثار فيها أنها كانت مأهولة بالسكان منذ بداية العصر الحجري الحديث وعرفت باسم بلاد كنعان، وفقاً للمؤرخ ديورانت في كتابه (قصة الحضارة)؛ مؤرخ وفيلسوف أمريكي.. "قام الإله إيل؛ أعظم الآلهة عند الكنعانيين، خالق البشر ومؤسس الحياة، بإنشاء مدينة جبيل في بداية التكوين وظلت العاصمة الدينية لفينيقيا".

غزو مدينة جبيل
كانت جبيل قرية صغيرة للصيد تدعى (جيبال) وحسب بعض المكتشفات لآثار أوغاريت ذكرت مدينة جبيل وحضارتها منذ الألفية الثالثة ثم ازدهرت بسبب تجارة الخشب الذي كان يستخدم في البناء وأصبحت بعدها أهم ميناء لشحن الأخشاب إلى مصر وأماكن أخرى، وكانت جبيل أول مدينة يتقن سكانها؛ الفينيقيون بناء السفن وأطلق عليهم لقب البحارة و (أمراء البحر)، وكانت لها علاقات تجارية مميزة مع مصر بذلك الحين.

غزاها العموريون (الأموريون)؛ إحدى الشعوب السامية القديمة والتي تنحدر من سلالة النبي نوح، عام 2150 قبل الميلاد وقاموا بإحراق المدينة وأجبروا سكانها على الخضوع لهم ثم قاموا بإعادة بنائها واستقروا فيها حتى جاء غزو الهكسوس (ملوك الرعاة)؛ شعب من أصول سامية مختلطة وآسيوية غزت مصر واستقرت في دلتا النيل عام 1725 قبل الميلاد وأخرجوا العموريين من المنطقة ثم طردهم المصريون عام 1580 قبل الميلاد.

أبجدية في جبيل وهي أبجدية مطوّرة ومأخوذة عن أوغاريت في اللاذقية
تطور الفينيقيون خلال فترة الاحتلال المصري وقدموا أهم إسهاماتهم للعالم: أبجديتهم المكونة من 22 حرفاً والتي اكتشفت لاحقاً على تابوت أحيرام (Ahiram)؛ ملك جبيل فينيقي الأصل حكم بين عامي (969-936) قبل الميلاد والتي حلت محل الكتابة المسمارية، نقلت الأبجدية الفينيقية أولاً إلى اليونان عام 800 قبل الميلاد ثم انتشرت إلى بلدان أخرى عبر التجار اليونانيين.

تعتبر مدينة جبيل رمزاً للبناء منذ أول مستوطنة من 8000 سنة قبل الميلاد إذ وجدت فيها آثار مساكن بشرية من العصر النيوليتي (Neolithic) (العصر الحجري الحديث)، وحتى وقتنا الحالي، وجدت فيها معابد أثرية من العصر البرونزي (العصر الذي بدأ فيه ظهور المعادن)، وقلاع فارسية استخدمت لتحصين المدينة، كذلك طرقات وكنائس رومانية.

آثار مدينة جبيل
أعيد البحث عن الآثار القديمة في جبيل والتي تقع على أطراف المدينة من قبل عالم الآثار الفرنسي إرنست رينان والذي وجد بعض الحفريات، وبدأ التنقيب عن الآثار بعد الحرب العالمية الأولى بإشراف عالم الآثار الفرنسي بيير مونتيه من عام 1921- 1924.

حيث تمكن من توثيق التواصل الحضاري بين جبيل ومصر القديمة حيث ازدهرت تجارة الأخشاب التي كانت تستخدم للبناء حينها ثم استأنف عالم الآثار موريس دونان العمل واستمر حتى منتصف عام 1970، وقد وجد الآثار المتبقية حتى يومنا هذا وهي:

بقايا من القلعة الصليبية.
المسرح الروماني.
الأسوار الفينيقية.
ثلاثة معابد كبرى.
مقبرة وآثار من مساكن تعود إلى العصر الحجري الحديث.
ومن المعالم البارزة أيضاً كنيسة القديس يوحنا المعمدان التي يعود تاريخها إلى الفترة الصليبية المبكر.
ومتحف الشمع الذي افتتح عام 1970 كما سجلت جبيل ضمن لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو (UNESCO World Heritage Site) عام 1984.
أرغوس، واحدة من أقدم مدن اليونان

تقع مدينة أرغوس في الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة بيلوبونيز (Peloponnese) في اليونان، كان لها مكانة بارزة في (الإلياذة) التي كتبها هوميروس، تعود الآثار فيها إلى العصر البرونزي ويقدر عمرها بـحسب موقع أطلس وموقع اليونسكو إلى 5000 سنة قبل الميلاد.

وقد سميت تيمناً بأرغوس ابن زيوس و يعد أرغوس بطلاً من الأساطير اليونانية، كانت المدينة الأبرز في بيلوبونيز حتى هزيمتها من قبل اسبرطة، ازدهرت المدينة خلال عهد البيزنطيين (1388- 1394) ميلادي إلى أن دمرها الأتراك عام 1397، أصبحت جزءً من الامبراطورية العثمانية بين عامي (1460- 1830) ميلادي وخلال حرب الاستقلال اليونانية بين عامي (1821- 1829) تأسس أول برلمان في أرغوس.

آثار مدينة أرغوس
اكتشفت في مدينة أرغوس بعض الآثار أهمها قلعة لاريسا والتي بنيت في القرن السادس قبل الميلاد خلال الفترة البيزنطية كانت القلعة ذات أهمية استراتيجية أساسية وبنيت باستخدام الأحجار القديمة لكنها تعرضت للدمار خلال القرون الوسطى وبقي منها القليل.

واكتشف معبد هيرا عام 1892 من قبل المدرسة الأمريكية للدراسات الكلاسيكية ويعود تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، كما وجدت بقايا آثار من مسرح بني في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد خلال العصر الهلنستي؛ الفترة التي تلت وفاة الاسكندر المقدوني وحتى قيام الامبراطورية الرومانية.

تعد مدينة أرغوس حالياً بلدة زراعية مزدهرة تقوم على بيع منتجاتها المحلية وخاصة الحمضيات، ومقصداً للسياح كما أنها تقاطع هام للسكك الحديدية.

مدينة حلب، واحدة من أكبر وأقدم المدن السورية

تقع حلب في الجزء الشمالي الغربي من سوريا، أظهرت الآثار المكتشفة أن المدينة بنيت في الألف الثانية قبل الميلاد حسب ما ذكره موقع منظمة اليونسكو، وقد ذكر اسم حلب أول مرة في معبد تم اكتشافه تحت القلعة، وجد فيه أرشيفاً عن مدينة إيبلا في نهاية الألف الثالثة قبل الميلا.

في أواخر القرن العشرين، اكتشف علماء الآثار ضمن البعثة الفرنسية التي نقبت تحت قلعة حلب عام 1922؛ بقايا هذا المعبد المدفون في موقع قلعة حلب منذ القرون الوسطى، فوق التل في وسط المدينة وتعود أقدم أجزاء المعبد إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وتم تجديد المعبد عدة مرات.

ذكرت حلب في المخطوطات الفرعونية القديمة في القرن العشرين قبل الميلاد ثم أصبحت العاصمة الاقتصادية والسياسية لمملكة يمحاض؛ مملكة شمال غرب سوريا في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وأصبحت بعدها مركزاً تجارياً هاماً في العصر الهيليني: حقبة زمنية بين القرن الرابع والخامس قبل الميلاد ثم أصبحت في عام 636 ميلادي جزءً من الدولة الاسلامية خلال فترة حكم الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك.

آثار مدينة حلب
تحتوي على العديد من الآثار المهمة كقلعة حلب التي بناها الأيوبيون وتعود للقرن الثالث عشر وتعتبر من أهم الآثار المتبقية من العصور الإسلامية ولكنها تعرضت للدمار بسبب الحرب القائمة في سوريا.

وفي 11 آب/أغسطس عام 2012 تعرضت البوابة الخارجية للقلعة والأبواب الحديدية التي يعود تاريخها إلى 1211م للدمار، وتعد القلعة دليلاً على القوة العسكرية، ومن آثار حلب المسجد الكبير الذي بناه الأمويون في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك والخليفة سليمان ابن عبد العزيز عام 717 ميلادي.

تعرض المسجد للدمار والحرق على يد العباسيين حين وصولهم إلى حلب ثم قام سيف الدولة الحمداني بإعادة بنائه وترميم المتضرر منه، في عام 1280 قام ملك أرمينيا سيس بالاستيلاء على حلب وتدمير المسجد وإحراقه ثم أعاد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بناء المسجد وترميمه.

كما توجد أبنية لمدارس مختلفة من القرن السابع عشر، وقصور، قوافل، كذلك الحمامات التي تشكل جزءاً من النسيج الحضري المتماسك والمتميز في المدينة.

يعد الجامع الكبير أو جامع زكريا الذي بني عام 715 ميلادي محطةً مثيرة للاهتمام، حيث ماتزال أجزاء من جدرانه الحجرية في المدينة، سجلت حلب ضمن لائحة التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو (UNESCO World Heritage Site) عام 1986.

تعرض المسجد الكبير في حلب إلى الدمار بسبب الحرب القائمة في سوريا وتوجد العديد من المعالم الأثرية المهددة في المدينة.

أثينا، عاصمة اليونان وواحدة من أقدم المدن التاريخية

العاصمة وأكبر مدن اليونان، سميت تيمناً بآلهة الحكمة اليونانية (أثينا)، ذكر موقع أطلس عمر مدينة أثينا وقد وجدت فيها آثار تعود من 5000 إلى 7000 سنة قبل الميلاد، وتحتوي على العديد من آثار الرومان، البيزنطيين والعثمانيين.

ذكر موقع منظمة اليونسكو أنه تم تدمير المدينة خلال الغزو الفارسي لها وأعيد بنائها بعد ثلاثين عاماً، ويعد معبد بارثينون (Parthenon) من المعابد الأكثر شهرة من أثينا القديمة تم بناؤه في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد وكان معبداً للآلهة أثينا، بني على جبل الأكروبولس (Acropolis) صممه المهندسان المعمارين أكتينوس وكاليكراتس ما بين عامي 432 و447 قبل الميلاد.

وقام فيدياس (من أشهر النحاتين في تلك الحقبة) بالاهتمام بأمور النحت وأصبح المعبد كنيسةً مسيحية عام 500 ميلادي، ثم أصبح مسجداً بعد الاحتلال العثماني 1460 دون تغيير في بناء المعبد ولكن تم بناء مئذنة في الجهة الجنوبية الغربية منه.

تعرض المعبد لأضرار جسيمة عند غزو سكان البندقية للاستيلاء على المدينة عام 1645 ميلادي، وتهدم الجزء الأوسط من المبنى ونقلت حجارته إلى متحف الأكروبولس في أثينا والمتحف البريطاني في لندن 1816، ولم يبقَ منه سوى بعض الآثار.

كما تعد دلفي التي تقع على منحدرات جبل بارناسوس من المواقع الأثرية الهامة، وكانت دلفي مركزاً سياسياً وعسكرياً لكثير من مدن اليونان والمعالم الأكثر شهرة في دلفي القديمة؛ معبد أبولو، المسرح القديم والاستاد القديم.

القدس.. مهد الديانات السماوية والصراعات الدنيوية

القدس واحدة من أقدم المدن في العالم حسب موقع منظمة اليونسكو، ارتبط تاريخها بالديانات الثلاث؛ اليهودية، المسيحية والإسلام، قدّر علماء الآثار عمر المدينة من 3300-4000 سنة قبل الميلاد أيّ في عصر النحاس، استوطنها المصريون والكنعانيون خلال عصر النحاس والعصر الحديدي الأول من 3300-1000 سنة قبل الميلاد.

استقرت بها ممالك يهوذا فترة 1000-732 سنة قبل الميلاد وكانت الممالك موحدة تحت حكم الملك شاول، الملك داود والملك سليمان ثم تحولت الممالك عام 928 إلى مملكتين الأولى؛ مملكة يهوذا وعاصمتها القدس والثانية مملكة إسرائيل.

الغزوات التي تعرضت لها القدس
تعرضت القدس على مر العصور للعديد من الأزمات والصراعات، تم تدمير القدس في عصر الآشوريين ثم أعيد بنائه خلال الغزو الفارسي لها، تم بناء كنيسة القيامة بداية العصر البيزنطي فيها، كما تم بناء كنيسة المهد في بيت لحم احتفالاً بمولد المسيح عام 335.

توالت الغزوات عليها حتى جاء الحكم العثماني ودخل إليها جيوش العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول، قام خلالها السلطان بترميم مسجد قبة الصخرة وبناء أسوار حول المدينة التي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا، وبقيت تحت حكم العثمانيين 400 عام وانتهت الصراعات عليها باغتصابها من قبل الكيان الصهيوني عام 1948.

مدينة لولفيدف البلغارية تضم معالم تاريخية جذابة

ثاني أكبر مدينة في بلغاريا وتعد أقدم مدينة في أوروبا، حدد موقع اطلس عمر مدينة بولفيداف بـ4000 سنة قبل الميلاد، استوطنت منذ العصر الحجري الحديث وتعرضت للغزو من قبل اليونان والرومان، أطلق ملك مقدونيا فيليب الثاني عليها اسم فيليبوبوليس عام 342 قبل الميلاد ومن أبرز آثارهم الاستاد القديم فيليبوبوليس (Philipp polis)؛ وهو الاسم الذي حملته المدينة آنذاك ولا يزال يستضيف العروض الكبيرة حتى الآن.

ثم قام الجنرال الروماني تيرينتيوس فارو لوكولوس بتسميتها تريمونتيوم (Trimontium) أي مدينة الثلاث تلال ثم أطلق عليها الرومان اسم بولبوديفا (Pulpudeva) وتم اختصاره إلى بولفيدف، خضعت المدينة إلى حكم البيزنطيين عام 970 قبل الميلاد ثم احتلت من قبل العثمانيين عام 1364، استطاعت بولفيدف التحرر من الاحتلال العثماني عام 1878.

آثار مدينة بولفيداف
تحتوي المدينة على العديد من المعالم الأثرية منها:

كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة، وتعد أقدم الكنائس في بولفيدف بنيت عام 304 ميلادي في المكان الذي أعدم فيه سيفريان ومينموس أول المؤمنين بالمسيحية، وعندما أصبح يتردد اسم الامبراطور قسطنطين كقديس قام أهل المدينة ببناء الكنيسة تكريماً له ولأمه هيلانة وسميت تيمناً بهما.
كما توجد فيها عدة كنائس يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر كنيسة سانت مارينا، كنيسة سانت نيديليا، كنيسة سانت بيتكا، كاتدرائية كنيسة العذراء المقدسة (سانت بوغوروديتسا).
وهناك أيضاً الكنيسة الكاثوليكية الرومانية (سانت لودفيغ).
كذلك كنيسة بروتستانتية وكنيسة أرمنية.
الأقصر، مدينة الفراعنة والمنطقة الأثرية الأولى في العالم
صورة من مدينة الاقصر

وفقاً لموقع منظمة اليونسكو عن محافظة الأقصر في صعيد مصر، قدّر عمرها بـ3400 سنة قبل الميلاد، كانت مقر الحكم الفرعوني في مصر، واشتهرت بعدة أسماء منها: (طيبة، مدينة الشمس، مدينة المائة باب، مدينة الصولجان، مدينة النور).

أطلق عليها العرب اسم (الأقصر) لكثرة القصور والمعابد فيها، تجذب بآثارها الفرعونية الناس من شتى بقاع الأرض، وقد بني الجزء الجنوبي من المدينة حول معبد أمون (Amon) ملك الآلهة وذلك بتكليف من الملك الفرعوني أمنحوتب الثالث (Amenhotep)، وشيد المعبد بالقرب من نهر النيل كما يعرف اليوم باسم معبد الأقصر، ويمر بجانبه طريق يصل إلى حيث تمثال أبو الهول (Sphinxes).

آثار مدينة الأقصر
يوجد فيها معابد الكرنك؛ تعد من أكبر المعابد التي شيدت لعبادة الآلهة في العالم وقد شيدت لعبادة الإله آمون، حيث بُدء بتشييدها عام (2780- 2680) قبل الميلاد، كما تحتوي مقبرة وادي الملوك ووادي الملكات على ما يقارب 62 مقبرة منها:

مقبرة الملك توت غنخ آمون التي اكتشفت عام 1922.
مقبرة رمسيس السادس.
مقبرة رمسيس التاسع.
والعديد غيرهم من الملوك الفراعنة وزوجاتهم وأسرهم، والعديد من المعابد؛ ما جعل الأقصر المنطقة الأثرية الأولى في العالم وسجلت على لائحة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو عام 1979 ميلادي.

مدينة القمر، أريحا من أقدم مدن فلسطين المحتلة

مدينة فلسطينية تقع في الضفة الغربية ويعد موقعها ذو أهمية كبيرة فهو دليل على معرفة التطور من المستوطنات الأولى للبشر وحتى الحضارة الحديثة، حدد موقع أطلس عمر مدينة أريحا بـ 3000 سنة قبل الميلاد، ولكنها تعرضت للعديد من الصراعات التي أدت إلى هدمها وأعيد بناؤها أكثر من مرة.

يوجد فيها العديد من الآثار الدينية كجبل التجربة، ويُعتقد أن قبر النبي موسى موجود فيها كما يوجد فيها برج أريحا الذي اعتبر أنه أول ناطحة سحاب في العالم وقد وجدت عدة نظريات حول سبب بنائه؛ اقترح بعض علماء الآثار أن البرج القديم الذي يبلغ طوله 8.5 متر كان رمزا للقوة، وقال آخرون أنه كان بمثابة علامة أو استخدم كأداة لمعرفة الوقت قديماً.

بعد قيام الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920 أصبحت أريحا منتجعاً شتوياً وشهدت توسعاً كبيراً بعد انضمامها إلى الأردن عام 1949 ثم سلمت المدينة إلى الإدارة الفلسطينية في أعقاب اتفاق أوسلو عام 1993.

مدينة راي الإيرانية العريقة بتاريخها الأثري

تقع جنوب شرق العاصمة طهران، ذكر موقع أطلس أن عمر مدينة راي يعود إلى 3000 قبل الميلاد، وذكرت في الابستاق أو الأفيستا (Avesta) (الكتاب المقدس لدى أتباع الديانة الزرداشتية) واعتبرت كمكان مقدس لهم.

كما ذكرت أيضاً في كتاب طوبيا (أحد الأسفار في الإنجيل)، كانت تعد من أهم المدن خلال العهود الأولى للإسلام ، كانت ري واحدة من عواصم الإمبراطورية السلجوقية في القرنين الحادي عشر والثالث عشر وتعرضت المدينة لأضرار بالغة بعد غزو المغول.

تشتهر المدينة بالحرير المزين، السيراميك والفن المعماري، وما زالت تحتفظ بإحدى أشهر المعالم المعمارية؛ برج طغرل (The Tower Of Toghril) الذي بني في القرن الثاني عشر ويعتقد أنه قبر مؤسس السلاجقة (توغرول بيك)، وقد دمر البرج جزئياً وتم إعادة إصلاحه في عام 1884 كما يوجد فيها ضريح الشاه عبد العظيم الحسني؛ أحد كبار العلماء الشيعة والذي يعد من أشهر الأضرحة في إيران.

ختاماً.. انتهت جولتنا في معرفة أقدم المدن، قد لا نكون شملنا جميع المدن ولكننا اخترنا أقدمها كي نعرفك بها عزيزي القارئ، لكل مدينة حكاية ولكل حكاية تاريخ طويل ما زال ظاهراً في معالمها حتى يومنا الحالي، وتبرز جمالية الهندسة والعمران لكل عصر مر على المدينة في آثارها المتبقية.