15-09-2021 11:28 PM
سرايا - من خوذات الواقع الافتراضي وأنظمة صوتية متكاملة وكاميرات ذكية، يقدم عمالقة التكنولوجيا مزيداً من المنتجات العالية المستوى للمواءمة بين العمل من المنزل وفي المكتب، غير أن هذه الخدمات الجديدة قد تفاقم أكثر الهوة الرقمية بين الأغنياء والفقراء.
في أواخر أغسطس (آب) أطلقت فيس بوك منصة "هورايزن ووركرومز" التي تعد قاعة اجتماع على الإنترنت ينضمّ إليها المشاركون على شكل شخصيات افتراضية باستخدام خوذات "أوكولوس" التي تكلّف 300 دولاراً للقطعة.
أما غوغل، فطرحت "سيريز وان"، وهي رزم أدوات متطوّرة جدّا لتنظيم اجتماعات تتيح التوفيق بين لقاءات حضورية لعدّة أشخاص في قاعة، وأخرى عن بعد.
ويصل سعر الرزم الأكثر تطوراً إلى 7 آلاف دولار، تشمل أنظمة صوتية، وكاميرات ذكية، أو اتجاهية.
وبغض النظر عن انتشار الوباء في العالم، باتت المرونة الهدف المنشود في العمل وتحتدم المنافسة في أوساط عمالقة التكنولوجيا لتطبيق هذا المفهوم على أرض الواقع قدر المستطاع.
الواقع الافتراضي
وترى ريانون باين المتخصصة في أساليب العمل عن بعد أن الواقع الافتراضي سينصهر في نظام العمل، كما كانت الحال سابقاً مع الحاسوب أو الهاتف المحمول.
وتسعى شركات التجهيزات المعلوماتية بها إلى "استنباط سبل تيسر العمل عن بعد وتحسن التواصل مع الزملاء"، حسب باين.
وأضاف بعض أصحاب العمل الإلمام ببرمجيات العروض الافتراضية أو إدارة العروض عن بعد، لشروط للانتساب إلى شركاتهم.
وقالت مونيكا ساندرز الأستاذة المحاضرة في جامعة جورجتاون إنه "أمر يبدو عملياً وغير مؤذ للوهلة الأولى، لكنه قد يفاقم انعدام المساواة إذا لم نتنبه إليه".
فبالنسبة إلى كثيرين، "يبقى العمل من المنزل ترفا ليس في مقدورهم"، على حد قول ميشيل بوريس الباحثة في مركز الفكر"ذي سنتشري فاوندايشن".
وقدّرت منظمة "برود باند ناو" التي تنشط لتوسيع النفاذ إلى الإنترنت عدد الأمريكيين الذين لا يتمتّعون بشبكة عالية السرعة بحوالى 42 مليوناً، أي 13 % من إجمالي السكان، وفق دراسة نشرت في مايو (أيار).
وفي بعض المناطق الأكثر حرماناً، قد تكون هذه النسبة أعلى بكثير وتشمل مثلاً ربع السكان في لويزيانا حوالى 40% منهم في ميسيسيبي.
وبالإضافة إلى شبكة الإنترنت، يشكّل اقتناء تجهيزات معلوماتية عائقا بدوره.
قبل 18 شهرا، انتقلت باتريسيا ماكجي من عملها في مركز لوجستي لـ "أمازون" إلى منصب تتولى فيه التعامل مع الزبائن عن بعد في ظل انتشار وباء كورونا.
واضطرت هذه الأم لأربعة أطفال إلى إنفاق حوالى ألفي دولار لاقتناء حاسوب شخصي، فضلاً عن مدفوعات خاصة ببرمجيات التشغيل والربط بالإنترنت.
وتقول: "ليس في مقدور الجميع تكبّد هذه التكاليف. فيحرم البعض من وظائف معيّنة لأنهم لا يملكون الموارد المالية أو المهارات اللازمة" لاستخدام أدوات معلوماتية أصبحت شائعة في ظل الوباء.
ومنذ بضعة أيام تعطل حاسوب باتريسيا ولم يعد يحق لها أخذ إجازة، وهي مضطرة الآن إلى انتظار إصلاح الجهاز لتكسب رزقها.