20-09-2021 02:09 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
كشفت السفن الايرانية التي وصلت موانئ سوريا عن الفصل والمشهد الاخير من المسرحية الهزلية بما عُرف بانه حصارٌ مفروض على ايران ، حيث عَبَرَت هذه السفن على مرأى ومسمع العالم اجمع وامام ناظريّ من كان يوهم نفسه بان ايران ( عدو ) امريكا ومن كان عنده شك في هذا فلينظر ويرى المشهد بأُم العين ، ومن كان يدرك انها شريك وحليف اساسي ورئيسي ولاعب في المنطقة موثوق به فهذا الواقع يؤكد ذلك .
بغداد ، دمشق ، بيروت وصنعاء في عهدة ايران ومسؤلة عن غازها ونفطها ومائها وأجوائها وصاحبة السيادة على ارضها ،
كل اوروبا تقولها عالياً ، ايران " ثقه"
امريكا شمالها وجنوبها ، ايران " ثقه"
الصين ، كوريا وروسيا ، ايران " ثقه" .
عندما اتجهتْ امريكا الى بحر جنوب الصين استغرَبَ البعض مما كتبتُ أن امريكا وحلفائها قد اوكلوا مهمة المنطقة برمتها بعهدة ايران
وقالوا هذه مبالغات لا مرجعية لها ،
علماً بأن حال ايران بالمنطقة يقول " انا الذي نَظَرَ الاعمى الى فِعلي " برعايةٍ امميةٍ طبعاً .
وحدِّث عن المفاعل النووي المزعوم ولا حرج،
ربما عما قريب سيُرفع الستار عن هذه المسرحية الاشد هزلاً واكثر تعمية وتضليلا ،
ولا نعرف باي طريقة ستكشف ايضا ايران الستار عنها ، فكل الاحتمالات وارده ، فبعد ان فُتِحَت لها الحدود بلا حواجز او موانع او سواتر ، هذي بواخرها ترسو كما يحلو لها وقد فُتحَت لها كل البحار .
افغانستان ومعقل حركتها قندهار ، تدافع عنها امريكا وتمتدح سلوكها في هذه الايام ، ولا غرابة إن سمعنا امريكا تتغنى بها في قادم الايام ، وربما تكون ضمن الحلفاء الأبرار ، فكل الامور قابلة للانقلاب رأساً على عقب، وكل الامور قابلة للانهيار .
سأترك الكتابة عن كل هذا الذي يدور رحاه في هذه الايام ، سأترك الكتابة عن قندهار حتى تبوح بما لديها من اسرار ، وسأترك الحديث عن البواخر في البحار ،
وسأعود الى عشقي وحبي للبدايات في ادب البادية الاصيل ، ساعود الى اشعار الملقب بأمير الشعر النبطي ، محمد بن لعبون الذي عاش ما بين ارض جزيرة العرب والعراق ، فأنا اعشق اشعاره التي احفظ واعرف الكثير منها مثلما احفظ اشعار امير الشعراء شوقي ، ساعود اكتب عن حياة الفيافي والقفار ،
ملَّ العرب ، وكما قال المهلهل بن ربيعة
" فقد ضـاقَـت رَحـيـبـاتُ الصُـدورِ "
ولم تعد تفاجئهم كل المشاهد التي تاتي بها الاخبار ، ولم تعد تعنيهم الأسرار ،
ساعود واستمع الى قصيدة ابن لعبون الشهيرة واردد ابياتها التي تقول ؛
ياعلي صحت بالصوت الرفيع * يامــره لاتـذبـيـن الـقـنـاع
ياعلي عندكـم صـفرا صـنيع * سـنها ياعـلي وقـم الـرباع
نشـتري ياعـلي كـانك تبيـع * بالعُـمُـر مـير مـاظـني تبـاع
هـم بروني وأنا عـودي رفـيع * ياعـلي مـثل مـايبرا الـيراع
سـايمـين الهـوى يامـن يبيـع * سايمين الهوى لاهل الرفاع
ودي أسـلاه والـكـون الفـنيع * سلوتي ياعـلي مـاتسـتطـاع .
ساردد ابياتها وانا في سيارتي مع صوت الراحل المبدع صالح الحريبي .
يوسف رجا الرفاعي