بقلم : المحامي د. مهند صالح الطراونة
تعيش الشقيقة المملكة العربية السعودية هذه أيام أفراح وإحتفالات وفرح يعم أرجاء الدولة احتفاء بمناسبة عيدها الوطني ، وهنا نقول أن فرح الأشقاء بوحدة بلادهم وفرحهم بإنجازاتها لا ينحصر فقط على مواطنيها بل هي فرحة ومناسبة عزيزة على قلب كل أردني ، هذه الذكرى الخالدة التي سطر فيها الأشقاء أسمى النماذج في التوحيد لمسيرة التقدم والتطور والتميز والإزدهار.


اليوم الوطني السعودي يوم يستذكر فيه الأشقاء التحديات التي واكبت تأسيس إلى غاية هذا اليوم وكيف ساهم جهد وفكر الملك المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى لم شمل القبائل تحت راية الإسلام الخالدة وأسس الدولة ، وكيف إستمرت هذه المسيرة إلى عهد الملك سلمان الذي عزز بناء هذا الحمى العربي الإسلامي المنيع المهاب وأضحى سندا منيعا ووطنا للإسلام ، وكيف كان هذا الوطن مخرزا بعين الإرهاب والتطرف والغلو والصورة المثلى للفكر الإسلامي الوسطي الذي يقبل الآخر ويتعايش معه وتلك هي صورة الإسلام الناصعة السمحة .

مسيرة خير وعطاء
في اليوم الوطني السعودي نستذكر مسيرة العطاء والبذل السعودية التي إمتدت منذ تأسيس الدولة السعودي الأولى إلى وقتنا الحالي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين يحفظهم الله، مسيرة عنوانها العمل الإنساني والمحبة ومساعدة الشقيق والصديق وخدمة الاسلام والمسلمين، فوصلت الأيادي السعودية البيضاء إلى كل أرجاء المعمورة وتركت بصمات في العمل الإنساني خالدة عبر السنين ، كيف لا وأرض الحرمين الشريفين كانت ومازالت أيقونة للكرم والسخاء والشهامة العربية الاصيلة ومن يعيش في السعودية أو يزورها يلامس هذه السمات في ابناء شعبها ، وهم من تشرفوا برعاية حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين على مدى السنين دخلوها آمنين مطمئنين توفر لهم كل وسائل الرعاية والراحة .

الدبلوماسية السعودية

في اليوم الوطني السعودي يقف فيه أبناء الشعب السعودي وغيرهم من الأشقاء العرب وقفة اعتزاز وإعجاب لدور الدبلوماسية السعودية في تعزيز العلاقات السعودية مع الدول الشقيقة والعالم ، وكيف ساهمت هذه الدبلوماسية في حل الكثير من القضايا العربية والإقليمية وهي لا تألوا أي جهد للدفاع عن الإسلام والمسلمين ، والقضية الفلسطينة،ولعل وحدة الصف والموقف والمشاعر بين الاردن والسعودية على الصعيد الرسمي والشعبي تجاه هذه القضايا و أولها القضية الفلسطينة خير مثال على خصوصية العلاقة بين الدولتين، وعلى الاندماج العضوي والفكري والتاريخي الراسخ بينهما

نظام دستوري إسلامي

في اليوم الوطني السعودي يقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية بل وكل العالم العربي والإسلامي وقفة عز واجلال للنظام الدستوري السعودي الذي اعتمد على القرآن الكريم وسنة النبي محمد صل الله عليه وسلم دستورا للدوله ينبثق منه كل نظام وكل تشريع مهما كانت درجته ،ووقفة إعجاب للأنموذج الفريد والمتطور الذي يتسم فيه نظام الدولة الدستوري والذي يعتمد على ستة وثائق دستورية استمدت مضامينها من كتاب الله وسنة رسوله وهي (نظام الحكم الأساسي، نظام مجلس الوزراء، نظام مجلس الشورى، نظام القضاء ، نظام المناطق، نظام هيئة البيعة ) وكل وثيقة من هذه الوثائق عالجت ركنا أصيلا دستوريا قامت عليه الدولة ، فعلى سبيل المثال جاء نظام الحكم الأساسي ليبين شكل الدول ونظامها وتقسيم السلطات فيها وأهم الحقوق الأساسية التي يتمتع بها المواطنين في الدولة ، وحدد اختصاصات السلطتين التنفيذية والتشريعية ، ثم جاء نظام مجلس الوزراء ليحدد اختصاصات المجلس التنفيذية في ادارة الدولة واختصاصاته التشريعية حيث يمتلك المكنة التشريعية في إصدار الانظمة والتشريعات، وهذا يؤكد على التعاون الوثيق بين مجلسي الوزراء والشورى وخاصة في الإطار التشريعي الذي حدد قواعده نظام مجلس الشورى ورسم اطار التعاون بين السلطات في الدولة وبالذات السلطتين التنفيذية والتشريعية ، وكذلك نظام المناطق الذي قسم المملكة لوحدات إدارية مستقلة ومناطق تضم كل منطقه محافظات وتصنف هذه المحافظات إلى محافظات درجة (أ) ومحافظات درجة ( ب) ثم إلى وحدات إدارية اقل منها ، ويعتمد هذا التصنيف الإداري على حجم السكاني والاقتصادي لهذه المحافظات، وهذا بالطبع تطور تشريعي كبير نحو تحقيق نظام اللامركزية الإدارية للوصول لتقديم الخدمة المثلى للمواطنين وتحقيق التنمية ، ثم جاء نظام القضاء الذي اعتمد على نموذج القضاء المزدوج بحيث تنقسم المحاكم في المملكة إلى نوعين من المحاكم ، المحاكم النظامية محاكم الدرجة الأولى ومحاكم الاستئناف و يراسها مجلس القضاءالاعلى ،و القضاء الإداري وفيه المحكمة الإدارية ومحكمة الإستئناف الإداري ويراسه مجلس أعلى للقضاء الإداري ، ثم جاء نظام هيئة البيعة ليبين قواعد انتقال الحكم وآلية تعيين ولي الأمر معتمدا في ذلك على قواعد الإسلام المستمده من كتاب الله وسنة رسوله صل الله عليه وسلم في تولية لي وهيئة البيعة تتكون من ١٥٠ عضو من أحفاد الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى.
وعليه إن نظام الحكم في المملكة العربية السعودية_ وقد كان لي شرف تدريس هذا المقرر لسنوات طوال في الجامعات السعودية_ من أكثر الأنظمة الدستورية رصانة ٠وتطور بين الأنظمة الدستورية الأخرى في العالم لارتكازها على القواعد الربانية التي تصلح لكل نظام الحياة وكل انواع الحكم في كل زمان ومكان .

يوم وحدة وتسامح

جاء اليوم الوطني السعودي رسالة للاشقاء داخل السعودية وإلى اشقائهم العرب في الخارج أن المملكة العربية السعودية تعتبر الركيزة الاساسية في الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين،وقد تجلت في هذا اليوم معاني الأخوة السامية والتسامح والوقوف صفا واحدا في مواجهة الأخطار التي تحدق في الاقليم وفي الأمتين العربية والإسلامية.

نختم حديثنا

إن ذكرى اليوم الوطني السعودي ذكرى غاليه على قلوب كل الاردنيين، وشأنها في ذلك شأن أي ذكرى أردنية ، عزز ت هذه المشاعر مواقف العز المشتركة بين الدولتين ، ووحدة الحال والصف بين الدولتين حيال القضايا العربية والإقليمية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، وعزمنا ايضا وشائج القربى بين الشعبين الأردني والسعودي فهم أبناء عمومة وقبائل جدها واحد واصلها واحد، وعلاقات متميزة وراسخة بين الدولتين عنوانها التقدير والمحبة والتعاون رسم قواعدها ولاة الأمر يحفظهم الله سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، فكل عام ووطن الخير ومملكة الخير السعودية بالف خير.

Tarawneh.mohannad@yahoo.com