27-09-2021 08:58 AM
سرايا - تترقب الأوساط السياسية الأردنية وثقة الاطار التقييمي التي يفترض أن تصدر كموقف وتقدير موقف عن أكبر احزاب المعارضة الاردنية بعد الانتهاء من الرتوش الاخيرة لوثيقة تحديث المنظومة السياسية والتي انتهت من صياغتها واعدادها لجنة ملكية عريضة كلفت بأمر من القصر الملكي بوضعها.
وشارك حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يمثل جماعة الاخوان المسلمين بأعمال تلك اللجنة من خلال ثلاثة اعضاء بارزون هم لنائب السابق ديمة طهبوب والشيخ حمزة منصور وتنقيب المهندسين الاسبق وائل السقا.
وعبر رئيس اللجنة الملكية سمير الرفاعي عدة مرات عن سروره للعمل مع الاخوان المسلمين وغيرهم داخل لجنة تحديث المنظومة فيما اشاد بحرصهم ونشاطهم عدة مرات خلافا لأنه التقى قيادين في الحركة الاسلامية في ثلاث اجتماعات على الاقل.
وشكلت ملاحظة استفهامية للرفاعي وهو أحد ابرز رجال القصر اساسا لتفاهمات محتملة مستقبلا حيث استفسر الاخير في احد اللقاءات عن ما اذا كان الاخوان المسلمون مستعدون للمشاركة بحكومة مستقبلية ولو بحقيبة وزاري واحدة.
الجواب الذي تلقاه الرفاعي يستوجب التأمل فقد قيل له بان مؤسسات الحركة الاسلامية لم تخذ قرارا بعدم المشاركة بحقائب وزارية.
وبالتالي اعتبرت تلك ملاحظة على ان التفاهمات والترتيبات بوجود الاسلاميين قابلة للتطور مستقبلا وبعد الانتهاء من ورشة العمل المتعلقة باللجنة الملكية حيث تبادل الرفاعي مع الاسلاميين سلسلة كبيرة من المجاملات السياسية في الوقت الذي يقدر فيه حزب جبهة العمل الاسلامي بأن اللجنة التي شارك بها تحت رئاسة الرفاعي كانت اصلاً مكلفة بتحديث المنظومة السياسية وليس بالإصلاح السياسي ونطاق التكليف الأساسي له علاقة بتعديل قانوني الانتخاب والاحزاب.
ويفترض خلال الايام القليلة المقبلة ان يعبر حزب جبهة العمل الاسلامي بصورة علنية عن موقفه من التعديلات والتغييرات في اللجنة بعد الانتهاء منها بصفة رسمية وسط اجماع المراقبين على ان التفاهمات عبر اللجنة والرفاعي وصلت الى مناطق متقدمة وبنيت فيها بعض جسور الثقة.
و أغلب التقدير أن الرفاعي قد يهمس خلف مراكز القرار ناصحا باختبار وزاري له علاقة باختيار احدى الشخصيات الاسلامية المعتدلة في المرحلة الوشيكة وزيرا سواء في الحكومة الحالية في حال السماح لها بالتعديل الوزاري او حتى في الحكومة المستقبلة.
دلالات النقاش بعد مشاركة الاسلاميين في اللجنة الملكية وضعت العلاقة معهم على راس الطاولة وسطحها وقفزت بسيناريوهات تفاهمات محتملة الى الامام.
الموقف سيكون واضحا اكثر خلال الاسابيع الاربعة الاولى بخصوص تنميط وتثبيت العلاقة بين الاسلاميين تحديدا ووصفة التحديث المقترحة في برنامج لجنة الرفاعي.
لكن سابقة تبادل المجاملات والملاطفات دخلت في ارشيف القصر الملكي بالنتيجة.
وهو وضع قابل للتطور لاحقا وقد يدفع باتجاه اصدار تقييم نهائي خلال الايام القليلة المقبلة عن اعمال اللجنة علنا باسم حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يصر بدوره على ان المشاركة في اللجنة كانت خطوة ايجابية وتخدم التيار الاسلامي بصرف النظر عن اجندة الاصلاح والتغيير المطلوبة.
"رأي اليوم"