28-09-2021 09:38 AM
سرايا - صدر حديثًا عن دار خطوط وظلال للتّوزيع، ديوان جديد للشّاعر عيسى حمّاد بعنوان «مَا يُشْبِهُ الحُلُمَ».
وتضمن الديوان مقدمة بقلم الشاعر سعيد يعقوب، يقول فيها: «الشاعر المبدع عيسى حمّاد أحد الأصوات الشعرية الأردنية المميزة، وهو صاحب تجربة شعرية ناضجة وممتازة. يترسَّم الشاعر عيسى حمّاد، في هذا الديوان خطى الشعراء العرب القدماء، أصحاب الأصالة والعراقة، من حيث الحفاظ على شكل القصيدة في إطارها العمودي الكلاسيكي، في كثير من قصائد هذا الديوان ولكنه في الوقت نفسه يضم إلى باقاته الشعرية تلك، عددا من قصائد الشعر الحر أو الشعر الحديث وهو مما يزيد الديوان جمالا على جمال، ونورًا على نور.
«ما يشبه الحلم»، مجموعة شعرية جديد للشاعر عيسى حمّاد تنضاف إلى مجموعاته الشعرية السابقة، ولكنها تتميز عنها بالنضج والاكتناز والارتقاء على مستوى الوعي والفكر والعمق، والهيمنة على مفاتيح اللغة، والسيطرة على الأدوات الفنية، «ما يشبه الحلم»، هي المساحة التي اقتطعها الشاعرالمبدع عيسى حمّاد لنفسه، من المدى المفتوح على الإبداع، ليُعبِّرَ من خلال قصائدها الجميلة، وأبياتها الرائعة، عن أفكاره ومشاعره، وتصوره الخاص للكون والحياة والإنسان، الذي ينبثق من إيمانه العميق بالإنسان، وحقه في الكرامة والحياة الفضلى، يحارب الظلم والقبح، وينتصر للجمال والأمل والحق والخير، ينظر للواقع فيَنْفِرُ ممَّا يراه ويسعى لهدمه ليبني عالمًا جديدًا، يرتكز على الحق والخير والجمال، ولكنه يحمل الواقع معه ليدينه ويرفضه، ويعيد صياغته على نحو أمثل، وشكل أجمل.
ومن أجواء الديوان نقرأ قصيدة بعنوان «نَمِيرُ الشِّـــعْرِ»، وفيها يقول:
مَهْــــمَـا تلا الجِنّيُّ مِــــنْهُ أو انتحَـــى
أوْ رنَّم الِمخْـــــيالَ كي يَتَرنَّحَـــــــــــــا
أوْ عطّل الإحْسَـــاسَ في مَلَــــــــكُوتِنَا
أوْ جال بين شِـــغَافِنا وتفســـــــــــــحا
فالشِّــعْرُ نَسْلُ خَــــــــيالِنَا مَـا مِنْ فَتَىً
إِلاَّ وَيَحْــــمِلُ مِنْ أَبـيهِ مَلْمَــــــــــــحَا
حِينَ اسْــتَرَاحَ الوَجْدُ في هَذَيَانِــــــــنَا
وَتَعانَقَ النَّغَمُ الأثــــــيرُ معَ الرَّحَــــى
أَسْــــرَى بِعُــــودِ خَــــــيالِنَا مُتَـهَجِداً
وَهَمَى بِثَـغْرِي كَيْ يَصِيرَ مُوَشَّــــــحَا
وَالشِّــعْرُ لَيْسَ صَدَىً يَشِي بِخُــــرَافَةٍ
أو عَزْفَ نايٍ في النَّوازِلِ نَوَّحَــــــا
بلْ واحَـــةَ الأرْوَاحِ تَحْفِزُ طَلْعَنَـــــــــا
ليَعُبَّ أَطْيَافَ الرَّحِــيقِ ويَنفَحَـــــــــــا
وَبِـهِ نُعتِّقُ يَأْسَـــــــــنَا وَحَنِيــــــــــنَنَا
وَنُعدُّ لِلشَّـــغَفِ الْمُتيَّمِ مَـطْرَحَـــــــــــا..»