02-10-2021 02:11 PM
بقلم : فيصل تايه
من الملاحظ أن الدكتور "محمد خير" ابو قديس ومنذ استلامه حقيبتة الوزارية كوزير للتربية والتعليم والتعليم والعالي والبحث العلمي ، عمل على تطبيق سياسة هادئة من أجل دراسة الظروف والمؤثرات وفحص الاحتمالات بما يصل إلى تقدير سليم للمواقف ، ولذلك نجده يتروى كثيراً في اتخاذ القرارات التربوية ، فقد عمد على انتهاج سياسة تربوية إصلاحية يقتنع بها قناعة تامة مستمده من مخزونة المهني وخبرته في العمل القيادي القائم على التخطيط الاستراتيجي ، املآ في تحديث منظومة التعليم وتطوير بنائها المؤسسي ، والاهم من ذلك كلة هو العمل على اختيار القيادات التربوية وانتقائها بعناية وبما ينسجم مع متطلبات المرحلة القادمة ، في إشارات واضحة إلى أن رياح التغيير قد بدأت تهب على جسم الكيان التربوي لتمنحه المزيد من التطور والرفعة ، ذلك لتتشكل حالة صحية سليمة إذا ما أتت أكلها لبّت طموحات وآمال المجتمع التربوي الأردني ، فالإدارة الفعالة القادرة على قيادة التغيير تشكل حجر الزاوية لتنفيذ خطة إستراتيجية طموحة قادرة على التعاطي مع الحالة التربوية القادمة ، والتي يفرضها الواقع التربوي لإنجاز الأهداف الواضحة التي تتحقق من خلالها النهضة التعليمية المرجوة.
ان ثقتنا عالية بالقرارات الادارية للقيادات العليا في وزارة التربية والتعليم وضمن قِراءَتها لما يحتاجه النظام التربوي في المرحلة القادمة بعيدا عن التجاذبات الحاصلة جراء تبعات "الجائحة" وما خلفته من اعباء ومسؤوليات اضافية القت بظلالها على مختلف جوانب العمل ، ما احتاج الى قيادات تربوية مؤمنة وواعية لدورها القيادي ، مقتنعة بأهمية النهوض بهذه المؤسسة وصولاً للأهداف العليا التي تسعى الى تحقيقها ، اضافة الى مقدرتها على خلق واقع تفاعلي جديد ينطلق من قاعدة العمل التي تتطلبها حساسية المرحلة بكل تحدياتها ، ما يحتاج بالضرورة إحداث التغيير المنشود ، بالاستناد الى اساليب الادارة الاستراتيجية المقتدرة التي تمتلك المعارف والاتجاهات التربوية الفاعلة التي تلبي كل الطموحات ، ومواجهة ما قد يتعرض له النظام التربوي من مشكلات وأزمات ومعالجتها بحكامة ورشادة وهمة ومسؤولية .
اننا نعي تماماً أن وزارة التربية والتعليم تسعى وضمن سياساتها المعلنة وصولاً الى الجوده الشاملة الى مراجعة واقعية لخططها السابقة ، وان كانت قد تعرضت لمنحنيات مقلقة بسبب مباغتة "جائحة كورونا" ، فقد سعت بخطوات جادة الى تحديث منظومتها الادارية ، فما تعرضت له منظومتنا التعليمية من تحديات ومنعرجات تركت آثاراً واضحة على بنية النظام التربوي في مختلف دول العالم ، لكن ذلك لن يثنينا عن تعظيم الانجازات والحديث بافتخار عن النجاحات ، والتي تحققت خلال الفترة الماضية إبان "الاغلاقات" وما تبعها من مسؤوليات لإعادة فتح المدارس ، فالشهادة للمخلصين من أبناء تكويننا التربوي ، والذين كان عطاؤهم مبعث اعتزاز لكافة العاملين في مختلف القطاعات التربوية ، فمن يترك منهم موقعه الوظيفي اليوم في وزارة التربية والتعليم في "المركز والميدان" من أصحاب الأيادي البيضاء ، سواءً إلى موقع آخر أو بسبب التقاعد بحكم أنظمة الخدمة المدنية فقد أدى الامانه وبلّغ الرساله ، فجلّ هؤلاء من القامات التربوية المشهود لها خلال ما مرّ به الوطن في مرحلة استثنائية غاية في الصعوبة ، حيث تسابقوا ليقدموا عصارة جهدهم في سبيل تخطي المنعرجات المقلقة ، وتحقيق الرسالة النبيلة ، فضلا ً عن المشاق التي تكبدوها في ظروف بالغة التعقيد ، وهم قانعون بما حققوه ، وغير مبالين بانجازاتهم الذاتية لأسرهم ومستقبل أبنائهم ، وان كانوا سيغادرون اليوم فان اثرهم الطيب باقٍ في نفوس الجميع لما ادوه من خدمة تجاه وطنهم ووزارتهم .
نعود الى القول اننا ونحن باتجاه مرحلة جديدة من عمر العمل القيادي التربوي ، لا بد من التركيز على أداء القيادات التربوية الجديدة التي ستكمل المشوار ، والتي لن تستغني عن كفاءة وخبرة من سبقها في العمل ، فالحاجة إلى القيادات السابقة والى خبرتهم ستظل قائمة ومتصلة ، وما سيرثه منهم من سيتولى المسؤوليه الجديدة سيكون له الأثر الكبير في تحسين مستوى العمل وتطوره ، سعياً لتوفير الاستقرار في مؤسستنا التربوية ، فوزارة التربية والتعليم مقبلة وضمن هذه الظروف على اختيار القيادات التربوية البديلة وتعبئة الشواغر التي ستقود العمل التربوي المستقبلي ، بشكل قادر على التفاعل مع كافة أركان المجتمع التربوي الأردني ، ووفقاً للخبرات والقدرات واحتياجات الميدان الحقيقية ، وفي ذلك يجب أن ندرك أن هناك الكثير ممن لديهم صفات قيادية خلاقة وطاقات للعمل ، ولم يمنحوا الفرصة لإثبات ذواتهم ، فهم بحاجة لمن يشد على ايديهم ويمنحهم الفرصة ويحرر إبداعاتهم وقدراتهم ، اضافة إلى أن الاختيار الأمثل يكمن في مراجعة التاريخ المهني لمن يصلح ان يكون في موقع المسؤولية واتخاذ القرار ما يكون له دلالات واضحة من خلال الخبرة والقدره على التعاطي مع الضرورات القادمة من اجل الاسهام في رفع مستوى الأداء وزيادة القدرة على مسايرة الأحداث والاتجاهات والحاجة لمواجهة تحديات العولمة ، وتحقيق الطموحات المرجوة.
واخيرا دعوني التأكيد على أن مؤسستنا التربوية تمتاز برؤى وتطلعات وكما سبق واشرت خاصة ما هو متعلق في اتخاذ القرارات سعياً لأداء أفضل واختيار عادل ، تحقيقاُ للأهداف المؤملة ، مما يظهر علاقة سببية في ذلك بين الأداء وتلك الثقافة ، وصولاً لثقافةٍ تنظيميةٍ ستسّير سيراُ إستراتيجياً ، علما أن الثقافة التنظيمية تلك قد تكون عاملا مدعّما للتغيير ، هذا الأخير الذي يهدف في الكثير من الأحيان إلى رفع أو تقويم الأداء المؤسسي في وزارة بحجم وزارة التربية والتعليم .
بقي ان اقول ان ثقتنا عاليه بالاختيار الدقيق والواعي للقيادات الجديدة وذلك ما لخصته الآية الكريمة (إن خير من استأجرت القوي الأمين) ما يتطلب مسؤولية كبيرة على كاهل هذه القيادات ، التي لا بد ان تعرف دورها الجديد تربوياً وإداريا ومهنياً ، وتتعامل من الان مع الميدان بشكل بشعر القاعدة التربوية العريضة والمجتمع التربوي الأردني أن هناك تجديدا وتغييرا وتطويرا ملموسا ..
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير ورفعه مؤسستنا التربوية
والله من وراء القصد
مع تحياتي