04-10-2021 11:15 AM
سرايا - الحراك السياسي الأردني في عمق المعادلة اللبنانية مؤخرا له ما يبرره في سياق سعي الاردن للتحدث باسم دول المنطقة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مؤخرا كما يؤكد مسؤولون أردنيون خلال حديثهم لصحيفة "رأي اليوم اللندنية".
و تقول الصحفة: "لكن هذا الحراك في عمق المعادلة اللبنانية أظهر قدرات دبلوماسية خاصة عند الأردنيين قد تنطوي على مجازفة برأي بعض المراقبين خصوصا و ان الاردن ليس بصدد التعامل الحريص مع ما يسميه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بتلبية احتياجات الشعب اللبناني بأفضل الطرق الممكنة قياساً بالإمكانات الذاتية والوضع الاقتصادي الاردني حيث تقديرات سلبية جدا من جمهور النخب الخبيرة بالاقتصاد والمال.
رئيس الوزراء الخصاونة زار بيروت مؤخرا وحظيت زيارته إلى بيروت وهي الاولى عمليا من نوعها بعد سلسلة طويلة من المجاملات الدبلوماسية بتغطية اعلامية واسعة النطاق سلطت الضوء مجدداً على الحركة الأردنية التي تحاول تبديد انطباعات الكسل واظهار القدرة على الاختراق.
المخاوف بالتوازي مع هذه الزيارة زادت لأنها ترافقت مع انفتاح غير مسبوق وسريع جدا في العلاقات بين الاردن وسوريا.
الهدف الأساسي من الزيارة هو تلبية احتياجات الشعب اللبناني من فائض الكهرباء الاردنية وتوفير ارضية تسمح بتصدير الكهرباء الاردنية الى لبنان عبر الاراضي السورية وتحقيق حالة تنسجم مع معايير الادارة الامريكية الجديدة برئاسة جو بايدن والتي وعدت الأردن لتمكينه من الأسواق السورية وأسواق الضفة الغربية و السوق اللبناني قليلاً في المرحلة المقبلة نوع من التعويض جراء الدوري الأردني الاقليمي والأمني والداعم للاستقرار في المنطقة.
استدرك بوضوح الخصاونة بعد ساعات من وصوله الى بيروت و استقباله من قبل الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء الجديد نجيب ميقاتي ونخبة من حكام المشهد اللبناني حالياً و حاول الإيحاء بأن بلاده ليست لديها القدرة على التقدم لوعود لا تستطيع الإيفاء بها.
وهنا قال الخصاونة بوضوح بعد ساعات من وصوله الى بيروت إلى أنه لن يطلق وعوداً من النوع الذي ينطوي على شكوك بإمكانية تحقيقها.
لكن الأردن في الاثناء تحرّك بسرعة كبيرة باتجاه دمشق و عادت الرحلات الجوية بين عمان و دمشق و تم تشجيع المواطنين من البلدين على زيارة البلد الآخر.
وانتقل التنسيق الأمني و العسكري بين الأردنيين و السوريين الى مناطق غير مسبوقة و بتسارع ملحوظ في الوقت الذي أرسل فيه الخصاونة تحيات الملك عبد الله الثاني الى الشعب اللبناني معلناً امام الرئيس ميقاتي بأن الأوامر و التوجيهات العليا لحكومته تقضي بالتعاون مع الشعب اللبناني الشقيق والعمل على تلبية احتياجاته وهي مهمة حساسة وخطرة يعتقد مراقبون خبراء او ينصحون بان لا يبالغ الاردن في التحدث عنها بسبب امكاناته الحقيقية.
وثانيا بسبب عدم توفير غطاء امريكي لكي يتولى الاردن مسالة مساعدة لبنان في تلبية الاحتياجات بالصورة التي يمكن ان تكون منتجة ومفيدة لكل الاطراف مع ان الأردن من الدول المحتاجة أصلا.
الاردن بهذا المعنى في المسالة اللبنانية والسورية يغرق في التفاصيل لكن يمكن ملاحظة ان الحديث الاردني مع الدولة السورية العميقة والتنفيذية ومع الرئاسة ورئاسة الحكومة في بيروت فيما تبقى الاطراف الفاعلة الاساسية في المعادلتين السورية واللبنانية الممثلة عمليا للنفوذ الايراني او لمحور المقاومة خارج نطاق الاتصالات الاردنية او الاختراقات التي قامت بها المؤسسة الاردنية مؤخراً.
يعتقد هنا و في الخلاصة وعلى نطاق واسع بأن البوصلة الأردنية عليها أن تجيب على اسئلة محددة في الأيام القليلة المقبلة لها علاقة بإمكانية تطوير العلاقات مع سوريا و لبنان بدون أطراف فاعلة في معادلة البلدين واساسية يمثلها حزب الله على الاقل او المجموعات الشيعية القريبة من ايران او المحسوب على خطوط محور المقاومة خصوصا و أن عمان تبني مجدها الدبلوماسي على فكرة انها الطرف الوحيد في المنطقة الذي يستطيع التحدث مع كل الاطر.
عمان تتقدّم باتجاه بيروت ودمشق بحذر شديد ودون ايحاءات تؤشر على أن لديها القدرة والاستعداد على التواصل مع لاعب مهم في المعادلة اللبنانية واساسي و أيضا في المعادلة السورية هو مثلاً حزب الله اللبناني الذي يفترض أن تمر الكهرباء الاردنية داخل الاراضي السورية الى لبنان عبر مناطق نفوذ تتبع مسلحيه وهو لاعب اساسي في المياه وفي ملف الطاقة اللبناني ايضاً.
السؤال العالق: هل تستطيع عمان الإستمرار في جملتها التكتيكية بعيداً عن حزب الله و تنجح في قطف ثمار هذا الاختراق على الجبهتين اللبنانية و السورية؟