بقلم : هاشم الخالدي

عدت بالامس من مدينة الانيا التركيه وما زلت مبهورا من موقف حصل معي قبل ايام رغم انه موقف بسيط لكنه عنى لي الكثير من مفهوم كيف ينظر الاتراك للسياحه وكيف يتركون لك بصمه تدهشك فتتحدث عنها .
الموقف كالتالي :
ارتأينا مجموعه من الشباب( انا والصديقين همام الكيلاني وناظم ابو عروق ) القيام برحله من الانيا الى مدينة ( فتحيه) السياحيه التي تبعد عن الانيا ما يقارب ال (٤٠٠) كيلو متر .
بالفعل جهزنا امورنا وانطلقنا بسيارتي الى مدينة فتحيه دون ان يكون لنا حجز باي فندق او معرفه للطريق وبعد ٦ ساعات وصلنا تلك المدينه الجميله وامضينا فيها يومين اعتبرناها من اجمل الايام .
في طريق عودتنا الى الانيا وبعد ان قطعنا مسافة ٢٠٠ كيلو متر بعيدا عن الفندق تذكرت بانني نسيت في غرفة الفندق ( سلك شاحن موبايل ) عزيز علي بسبب انني كنت قد اوصيت احد اقاربي لشراءه من امريكا وهو بطول مترين ويحمل ماركة اصليه ، لكنني استعوضت ربنا بفقدانه ومضيت في طريقي بعد ان فقدت الامل باعادته .

بعد نصف ساعه فوجئنا بهاتف من ادارة الفندق يعلموننا فيه بان عاملة النظافه وجدت في غرفتي ( سلك الشاحن ) ، فاعتذرنا منهم بعدم قدرتنا على العوده الى الفندق بسبب بُعد المسافه فطلبوا منا فورا اعلامهم باقرب بريد من مكان سكني بالانيا فاستغربنا طلبهم لكنهم اصروا على ارسال ( سلك الشاحن ) بالبريد وبالفعل اعطيناهم العنوان وقاموا على مدار ٦ ساعات هي مسافة الطريق بالاتصال بنا عدة مرات للتأكد من العنوان في الانيا .

في اليوم التالي اتصلت بنا ادارة الفندق واعلمونا بانهم ارسلوا موظفا من الفندق وقام بارسال ( سلك الشاحن) بارساليه الى بريد ( الانيا ) ثم عاودوا الاتصال وارسلوا لنا صورة الشحنه ورقمها .

بعدها بيوم قاموا ايضا بالاتصال بنا واعلامنا ان الشحنه وصلت وقاموا باعطائنا عنوان البريد الموجود في الانيا وبالفعل ذهبت مع صديقي وجاري ( ناظم ابو عروق) واخذنا المغلف البريدي الذي كان يحوي ( سلك الشاحن) .

ربما هو موقف بسيط ... اعترف ، لكنه بالنسبه لي شكل لمسه جميله سابقى اذكرها بكل خير للاتراك الذين يعشقون وطنهم ولادارة ذلك الفندق الذي جعل من هذه اللمسه حكاية نجاح للسياحه في تركيا .

ربما اكون ممن زار معظم دول العالم وحصل معي ان انسى ملابس او احذيه في فنادق اوروبا وامريكا ومعظم الدول العربيه لكن لم يحصل معي مثل هذا الموقف ابدا .
حين تعشق وطنك يمكنك ان تجبر الاخرين على محبته ... الاتراك نموذجا
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
hashem7002@yahoo.com