12-10-2021 12:11 PM
بقلم : سيرينا الزعبي
منذ الأزل عندما تنجب المرأة أنثى تدفن بعد ولادتها مباشرة وهي على قيد الحياة ، هل سنعود للوراء؟؟
قاتل والدته، حارق زوجته، قاتل أبناءهُ، قاتل ابنتهُ، مغتصب بناته لأنه أولى من الغريب بهن، فهل من مزيد، فإنَ جهنمَ تتسع لهم و لأمثالهم جميعاً.
ما يحدث اليوم من عنف تجاه المرأة والطفل خارج عن المألوف وبعيداً عن الأخلاق قبل أن يكون بعيدا عن الدين.
يمكننا القول أن الوسط الأسري والاجتماعي والأوضاع الاقتصادية لدى الفرد تولد الضغوطات السلبية مما يجعلهُ يلجأ إلى الجريمة بشتى أنواعها.
لم تكن الجريمة يوماً بالوراثة، إنما هي من البيئة المحيطة، عندما يعلمون أبنائهم منذ صغرهم أنه من العيب أن يبكوا، ويجب أن يخرجوا لوحدهم لشراء الحاجات كي يصبحوا رجال، عندما يسمحوا لِشباب بإكمال دراستِهم لأنهم أولى من الفتيات، محاولين إقناع المرأة أن نهايتها إلى بيت زوجها، فلا داعي لينفقوا عليها أكثر، عندما يقفون أمام المرأة كي لا تعمل فمن العيب أن تعمل وهي من عائلة ميسورة الحال، وإن كانت من عائلة غير ميسورة الحال فلا يحق لها بالعمل الذي تريد، وإن عملت فيما يرغبون يأخذون أموالها دون أن يتركوا لها شيئاً.
عندما يخبرون أبنائهم بأن الحرام حلال عليهم، لكن الحرام يبقى حرام فقط على اخواتِهم، عندما يبيحون لأبنائهم ما لا يبيحونهُ لبناتِهم، وخارج عن الدين، ثم يبحثون عن امرأة حسنة الخلق لابنهم.
ثم يطالبون الدولة بقوانين رادعة للمجرمين، ونسوا أنهم هم المجرمون بحق أبنائهم وبناتِهم، نسوا أنفسهم كيف وعلى ماذا ربوا أبنائهم وبناتِهم.
ما زال هناك أمهات تكتم على أبنائها الذين يتعاطون المخدرات، ويفعلون المحرمات السبع، لانهُ ابنها الغالي الذي لم تحسن تربيتهُ، ثم تعترف بأنها أخفت أبنائهُ عنه خشيةً أن يؤذيهم، أما زوجته فيجب عليها أن تكتم عنه لأنها إن انفصلت عنه فلن تتزوج مرة اخرى وعائلتها لا تستطيع أن تنفق عليها وعلى أبنائها.
اما قاتل أبناءهُ فهو قتلهم لانهُ خسر عملهُ، وأنهكوهُ أبنائهُ بكثرة حاجاتِهم، والحل بالتأكيد هو قتلِهم بدلاً من البحث عن عمل آخر.
اما قاتل ابنته فهي تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات ونسيت إبلاغه بأنها ستتأخر اليوم وستعود غدا في الصباح لأنها كانت مناوبهَ، فقتلها بتهمة الشرف، أما مغتصب بناتهُ الأربعة يفسر ذلك بأنه أولى من الغريب.
ماذا ننتظر من مجتمع ربى أبناءهُ كما يلي
" أنت شاب ما يصير عليك اشي"
وبقي يقول لابنته" انتِ بنت لازم تصوني نفسك"
عندما تتعرض الفتاة لمشكلة ما الحق عليها أما الشاب فالحق معهُ.
لا يمتلكون المال للإنفاق على أبنائهم لكنهم يمتلكون المال لشراء الدخان والمخدرات، يعلمون أبنائهم بأن الرجال لا تبكي ونسوا أن في ذلك زرع القسوة، يُفهمونَ الرجال أن كل شيء محلل لهم، لكنهُ حرام على المرأة فقط، ونسوا أن الزاني والزانية فاجلدوا كل منهما ثمانين جلدة، نسوا المساواة التي أخبرهُم بها كتابهِم الكريم.
أساءوا التربية إلى ذلك الحد الذي جعلهم يصلوا إلا ما وصلوا إليه، وتبقى الضغوطات التي وضعتها الدولة والقوانين الغير رادعة، هي السبب الرئيسي في ذلك فستبقى هذه الكلمات على ألسنة الناس….
فإما أن تعيش ظالماً أو مظلوماً، لكن في المجتمع الذكوري ستكون أنت المجرم وأنت الضحية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-10-2021 12:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |