حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3974

مدرستي أشبه بسجن

مدرستي أشبه بسجن

مدرستي أشبه بسجن

18-10-2021 11:02 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زكريا محمد إبراهيم الخطيب
لماذا تنتشر ظاهرة التسرب من المدارس؟ لماذا يكره طفلي المذاكرة لساعة ويمسك "الموبايل" للعب لساعات؟ لماذا كثيرٌ من الطلاب لا يحبون مدارسهم؟
إن أسلوب التلقين والتعامل مع عقل الطالب وكأنه وعاء يجب ملؤه تماماً بالمعلومات أسلوبٌ منفر، فلو سألنا كثيراً من الطلاب لماذا تذهب إلى المدرسة لأجاب جلهم؛ لا أعرف لأصبح طبيباً مثلاً. عندما كنت في المرحلة الإعدادية تردد على سمعي تساؤل عدد من الطلاب لماذا ندرس الرياضيات بماذا نستخدم في حياتنا هذه المادة المعقدة.
إني أرى أن التعليم لدينا في مدارسنا يفتقد إلى المتعة والشغف ووضوح الهدف فأنا أدرس لكي أقدم الامتحان ثم أنسى ما درست ولا يبقى في ذهني سوى ما فهمت وما طبقته في حياتي اليومية وما علق في ذهني من قصة من أحد المعلمين المربين، فما الفائدة من تاريخ يُدرس مثلا لينسى بينما لو تابعت فيديو جذاب مترابط على اليوتيوب عن تاريخ أمتنا الإسلامية لاختزلت فصلاً دراسياً كاملاً؛ لذلك لابد من إعادة النظر في مناهجنا وأساليب تدريسها لتكون مشوقة تطبيقية بعيدة عن التشتت ولتركز في أمور معينة فمثلاً لو درست عن مبدأ عمل ساعة الحائط وكل شيء يتعلق بها على مدى ثلاث صفوف دراسية وصنعت بالنهاية ساعة ولو كانت بدائية لكان أفضل لي من دراسة مبادئ عمل أجهزة مختلفة ولا أصنع شيء بل أنسى ما درسته.
إن من الاجحاف في حق التعليم اختزاله في سنة واحدة "التوجيهي" فترى كثيراً من الطلاب قبله في الصفوف غير مبالين ويدرسون أوقات الامتحانات فقط ثم ينسون ما درسوه ما هذا التعليم!
لا بد أن تكون كل الصفوف على درجة كبيرة من الأهمية عند الطلاب توظف التكنولوجيا المتاحة في التعليم ويُعتمد أسلوب التكرار في طرح المعلومة لتكون كل مرة بلباس جديد يراه الطلاب فيهمهم التعلم والاختراع والاكتشاف وليس الامتحانات والدرجات.
لا بد أن يكون بعد كل مرحلة من المراحل الثلاث الابتدائية والاعدادية والثانوية امتحان وزاري يقيس اكتساب الطلبة للمفاهيم المختلفة وفهمهم الصحيح لها فليس الهدف الحفظ فقط فأيهم أهم أن أحفظ قانون السرعة أم أن أعرف ما هي السرعة فلتركز تلك الامتحانات على قياس ذلك.
يجب أن يكون لكل مجموعة من الطلبة مربي يرافقهم حتى تخرجهم في المدرسة فيجمع توصيات المعلمين في كل مرحلة عن وجهة نظرهم في كل طالب وبماذا يتميز؟ وهذا نراه في تاريخنا فالشافعي تتلمذ على يد أنس بن مالك، إن ذلك يسهل اختيار التخصص المناسب للقدرات في الجامعة، لتهتم مدارسنا بالجسم والعقل والروح فتنظم الرياضات والنشاطات والأعمال التطوعية ويُعلم الطلاب دينهم الجميل غذاء روحهم وتوظف التكنولوجيا في التعلم فلا أهمية لمعلومة لا تفيدني بالتطبيق على أرض الواقع.
إن التعليم ليس لمهنة لكسب المال فقط بل هي رسالة حب تربي الأجيال الذين يبنون المجتمعات فالمعلم الذي هدفه المال فقط لا يصلح للتعليم فيتبع سياسية الثواب والعقاب مع الطلبة فلا يضرب المخطأ بل ان تنظيف ساحة المدرسة على سبيل المثال يغرس القيم ويعد أفضل عقاب .
إن عاد الشغف للتعليم ولمس الطلاب ثمار تعلمهم فسيهربون من البيوت إلى المدارس للتعلم والاستمتاع وعندما سأل نستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية وزرائه وكانت سماء بريطانيا مطراً بالقذائف الألمانية (ما وضعنا في التعليم والقضاء؟؟!!) فجاءت الاجابة بثقة انهما جيدان..فعلق تشرشل اذن وضعنا سليم، لذلك ان أول خطوة للاصلاح هو جودة التعليم والرقي بها فعقول الأبناء المثقفة والمبدعة تُنسي اخفاقات الأباء وتغير تفكيرهم.











طباعة
  • المشاهدات: 3974
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم