حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3790

((أين هم صناع الحكايا))

((أين هم صناع الحكايا))

((أين هم صناع الحكايا))

21-10-2021 10:33 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتورة ردينة بطارسة
كان الشتاء قديما يعني لنا صوت بائع الكاز ووهج صوبه الحطب ...تهبرج فيها

قرامي السنديان وبقايا قنابة الزيتون .ورائحة الشاي و اعواد القرفه والميرميه تختلط بأبخرة العدس او لبن الكشكية وريحة فطاير أمي تعبي البيت - كنا ننام بجانب بعضنا و كان لصوت حبات المطر وصفير الرياح نغمة تعني لنا التدثر بألحفة الصوف وبطانيات الجيش نستنشق عبقها عند قصف الرعد او لمع البرق ....صوت أمي يرتفع ...المجد لك يا الله المجد لك ....كانت الجدران الندية المطروشة بالشيد في بيت جدي القديم تأخذنا بنعاس يجاوزه صوت المزاريب ..ثمة صوت يصدح للراديو القديم وفيروز تغني للشتاء يقاطع شدوها صوت المرحوم مازن القبج وبرنامجه الصباحي مع المزارع يرافق تلك المقدمه ثغاء المواشي وزقزقة العصافير ..بينما أمي تدور في حركة دؤوبة بين افراد العائلة والمطبخ توبخ هذا من القفز حول الصوبه محذرة من انسكاب الماء المغلي او ابريق الشاي .كنا نرسم على بخار زجاج النوافذ احلامنا - كنا نمسحها ونعيد الرسم بنفخه من انفاسنا الدافئه ...وفي المساء نلتف حول جدتي

ندخل أرجلنا الصغيره تخت شرشفها المصنوع من بقايا قماش ولكنه فخم وجميل .قيه نسق هندسي محترف ....كنا نتحلق حول الصوبه لنستمع للحكايا الممتعه ونعيش لحظات الحماس مع صوت الجدة المتهدج عندما تروي الأحداث عن الغوله والضبع وابو الحصين . كان خيالنا يرسم صوره لتلك العوالم المخيفه والتي اكتشفنا عندما كبرنا بأنهم بشر ولكن باسماء مرعبه .

ما يهمنا من ذلك الشتاء هو العطلة والغياب عن.المدرسة تند قدوم الثلج ..

اليوم ...كبرنا وبقيت الذكريات وياليتنا ما كبرنا . وذهب صناع السواليف والحكايا . فلم نعد نجتمع حول الصوبه ولا نأكل الخبز المحمص .صرنا نذرف الدمع كلما جاء الشتاء وتطايرت اوراق الخريف معنلة برودة في القلوب ..نعم ذهب صناع الحكايا وبقيت اسرارها معهم . وتركونا نواجه الضباع والوحوش البشريه تنهش بعضها بعضاً .كانت ولازالت رائحة قشور البرتقال المحروق على الصوبة تنشر عبقها في..الذاكرة...الموجوعه تختلط برائحة البخور والبلوط وخشب الزيتون ..تركونا هنا في زمان .. نوهم أنفسنا فيه بأنا في عز ننعم بتدفئة مركزية تدفئ المكان و تفرق أفراد العائله كلن في غرفته

تركونا دون حكايا وسواليف

فلم يعد للمطر رائحة ولا للمزراب صوت ولم يعد الخبز يسد..جوعنا..نشتاق ولكن هيـــــــهات ...هيــــــــــهات..
أم عون








طباعة
  • المشاهدات: 3790
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم