23-10-2021 09:10 AM
سرايا - حقق وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية فيصل الشبول معدلات ملموسة من الاعتراض و الاحتجاج والمعارضة احيانا عبر منصات التواصل والمواقف العامة في أول إطلالة إعلامية بعد غياب طويل له تحدث فيها عن سياسة الحكومة وشرح فلسفتها في مجال تطبيق أوامر الدفاع في المرحلة المقبلة.
وقال الوزير الشبول بأن التباعد الجسدي ضرورة صحية في المساجد مشيراً إلى أن الحفلات و المهرجانات الغنائية ستتواصل دون توضيح الفارق في ذهن الحكومة حول هذه المفارقة التي سبق أن أثارت الكثير من الجدل.
وكان أكبر احزاب المعارضة وهو حزب جبهة العمل الاسلامي قد اعترض على رفض السلطات ترخيص احتفال طالب به بذكرى المولد النبوي الشريف لدواعٍ صحية في الوقت الذي تسمح فيه للحفلات الفنية بالاستمرار حيث ثار جدل كبير بعد حفلات فنية حاشدة لمطربين مصريين من بينهم عمرو دياب و تامر حسني في الوقت الذي تم الإبلاغ فيه عن تنظيم حفلات قريباً لمطربين آخرين من لبنان ومضر من بينهم مصطفى قمر و وائل كفوري.
ويخوض الأردنيون بحالة تجاذب بسبب هذه الاحتفالات في الوقت الذي لا تزال فيه تطبيقات أوامر الدفاع مستمرة و نافذة فيما يخص التباعد في المساجد و أثناء الصلوات فيها وحتى الاجتماعات الدينية، الأمر الذي يعتبره الإسلاميون تحديداً جزء حيوي من معركة ضد الهوية الوطنية و الدينية للأردنيين.
ولم تقدم الحكومة بصفة عامة شرحاً مُقنعاً لسياستها في هذا السياق في الوقت الذي تواصل فيه ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس كورونا و تجاوز حاجز ال 5% من الإصابات الإيجابية طوال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي يضع البلاد مجدداً وسط تحذيرات من خبراء الوباء و الأمراض تحت عنوان سيناريو الموجة الثالثة للفيروس كورونا.
وفي الوقت الذي تحدث فيه الوزير شبول عن رصد ما أسماه بحسابات و همية تمولها بعض الجهات وملمحاً لبعض الدول في المنطقة لإنتاج البلبلة في الأردن و التأثير عليه كان رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة قد ظهر أيضاً في مقابلة تلفزيونية موسعة تحدث فيها عن استهداف بلاده بسبب مواقف سياسية لها وهو ما ألمح له ايضاً الملك عبد الله الثاني شخصياً في لقاء لم يتم نشر تفاصيله مع نخبة من الشخصيات السياسية ورؤساء الوزارات والوزراء السابقون تمت الإشارة خلاله الى ان الحملة التي تستهدف الاردن تظهر كلما اتخذ الاردن موقفا سياسيا من القضايا الكبيرة.
ويبدو ان الاتجاهات الرسمية عموماً تحاول التركيز على مظاهر ومؤشرات تلك الحملة و تربطها بمواقف سياسية لها علاقة برفض صفقة القرن في عهد الرئيس الامريكي الراحل دونالد ترامب و مرة اخرى في القضية الفلسطينية و مؤخرا لها علاقة بالانفتاح الكبير للعلاقات مع النظام السوري ومع المعادلة العراقية الداخلية إضافة الى استعداد الاردن وجاهزيته لتلبية احتياجات لبنان من الطاقة والكهرباء.
ويتحدث الأردنيون هنا بكثافة عن سيناريوهات المناكفة و التحرش في بلادهم وعن التقارير والمعلومات السلبية التي تتحدث عن الشفافية والفساد وحقوق الافراد والحريات العامة بشكل متزامن وعبر سلسلة من الصحف العالمية وهو امر يربطه كبار المسؤولين الاردنيين بمواقف سياسية للأردن بصفة عامة.