حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7568

فساد الرابطة الزوجية في قانون العقوبات

فساد الرابطة الزوجية في قانون العقوبات

فساد الرابطة الزوجية في قانون العقوبات

23-10-2021 10:00 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح مفلح الطراونه
حين دعاني الأستاذ تيسر الهواري لكتابه مقدمة هذا الكتاب توقفت كثيراً أمام ضخامة المعنى وشمولية الكتاب بهذا الحجم ولأنني اعرف المؤلف المتخصص بالبحث وسبق وأن   صدر لي كتاب تحت عنوان " الصحافة الإلكترونيه طريق المستقبل  "  حيث كانت  إحدى  أبواب هذا الكتاب تتحدث عن ظاهرة العنف المجتمعي نتيجة إنفتاح  قنوات التواصل الإجتماعي دون وجود ضابط أو  رقيب في هذا الإطار  والتي بدأت تنتشر منذ زمن بعيد ولكن بطرق مختلفه وآلية من التواصل تختلف عما هو الآن قائم فمنذ عام " 1844 م "  حينما نجح صمويل مورس في نقل رساله إلكترونيه مُشفّرة من مدينة بالتيمور إلى العاصمة الأمريكية واشنطن باستخدام جهاز التلغراف، وكانت الرسالة عبارة عن سلسلة من النقاط والشرطات الإلكترونية التي يتمّ إنشاؤها يدوياً بالضغط على الجهاز، وبقيت رسالة موريس المحطة الأولى لظهور شكل بدائي من أشكال وسائل التواصل الاجتماعي حتّى ظهور إحدى الشبكات التكنولوجية التي أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية عام 1969م، وهي شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المُتقدمة " اربنت" التي سمحت بتشارك البيانات بين أربع  جامعات أمريكية ترتبط جميعها بذات الشبكة ,  الى أن جاء 2006 وظهر الفيسبوك والذي  أصبح أحد أشهر مواقع التواصل الاجتماعي في العصر الحاضر، حيث يستخدمه ما يزيد عن 1.7 مليار مستخدم , ثم تلي ذلك  اليوتيوب  وجاء عام 2010 وظهر إستخدام منصة الإستنجرام وفي عام 2011 ظهرت منصة " سناب شات "  الى أن ظهرت بعد ذلك وفي عام 2016 من قبل الصينين منصة " تك توك " والتي يقدر حتى مشتركيها ب800 مليون إنسان , هذه الأرقام تؤكد أهمية إحتواء الواقع اليومي لتطور الحياة وإنعاكساتها الخطيره على تصرفاتنا الإجتماعيه وميولنا الإنساني أمام أي حدث يحصل هنا  أو هناك وبالتالي باتت الخطوره تشكل منعطفاص مهم في إنهيار بعض الاسر وتحديداً ما جاء به عنوان الكتاب اعلاه .

تشير البيانات أن المشاركين الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعي جاء لتلبية احتياجاتهم الاجتماعيه ويسعون للحصول على الدعم العاطفي وهذا يسبب  مشاكل لأنها تتعارض مع الحياة الإجتماعية الواقعيه حيث وصل النظر الى إن الفيسبول " جعلنا وحيدين " ووفق آخر الإحصائيات العالميه لقضايا الطلاق على المستوى العالمي بلغت نسبة الطلاق بسبب الفيسبوك 20% , وحسب دراسه اجريت على نحو 509 طالب وطالبه موزعين على 6 جامعات حكوميه وخاصه فإن ما احدثته مواقع التواصل الإجتماعي من تغيرات أثرت على العلاقات العاطفيه بين الشباب من حيث دفعهم للزواج وهذا يؤشر الى بداية تغير في أشكال وانماط الزواج داخل المجتمع الاردني  من حيث المحددات الأجتماعية المفروضه من الأسر والأقارب علاوه على هذا الأمر فقد وجد بأن ما يعادل 91.6 من الشباب الأردني يستخدمون الفيسبوك , و 60.1% اليويتيوب , 25.1% التويتر , اما فيما يتعلق بنسبة الطلاق في الأردن بسبب المواقع وفي مقدمتها " واتس آب " بلغت نحو ثلث الأسباب المؤديه الى الإنفصال بين الطرفين وفق تقديرات لمحامين شرعيين .

ختاماً ان الانفتاح الإعلامي، زاد من فجوة الخلافات بين الأزواج، كما شجع من جهة أخرى على الزواج من دون الاستناد على أسس المحبة والتفاهم، ما يستدعي توعية الأسر بالأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي تنعكس سلبا على حياتهم , وقد وبلغ إجمالي حالات الزواج في المملكة العام الماضي 81 ألفا و209 حالات، أما حالات الطلاق في العام ذاته فبلغت 4523 حالة حسب إحصائيات رسمية صادرة عن دائرة قاضي القضاة , أن اختلال العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل خاص، تحول لعلاقة تنافس أو استقواء بدلا من التعاون، إذ يريد كل منهما فيها اثبات أنه الأقوى برغم أن دوري المرأة والرجل في الحياة عموما وفي الأسرة خصوصا، لا يتعارضان  بجانب إن وعي المرأة وصل لمرحلة المطالبة بحقها في الطلاق، بعيدا عن الضغط المجتمعي نتيجة البرامج التي تتبناها منظمات تدافع عن حقوق المرأة , وسائل التواصل الاجتماعي، سحبت البساط من تحت قدمي 'الخطّابة'، فبعد اتساع دائرة العلاقات الانسانية، فإن أبرز أسباب الطلاق الحديث هو 'الواتس اب' و'الفيسبوك' وأصبح 'الهاتف المحمول' نقمة على بعض الاسر لا نعمة، اذ حدثت قضايا طلاق جراء عدم تغيير الزوج لهاتف زوجته المحمول بآخر أسوة بشقيقتها او جارتها او صديقتها، وأخرى تطلب الطلاق لعدم دفع الزوج لفاتورة 'النت'.

هذا الوضع، يستدعي استنهاض مؤسسات المجتمع المدني، بخاصة المؤسسات المعنية بشؤون المرأة، بوضع اليد على الجرح .








طباعة
  • المشاهدات: 7568
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم