بقلم : الدكتور فايز أبو حميدان
أعداد الإصابات الجديدة في أوروبا بفيروس كورونا تشهد تزايد دراماتيكي مستمر وتتسارع بوتيرة كبيرة تثير القلق العالمي وتدق ناقوس الخطر مجدداً ، حيث تتوقع بريطانيا تسجيل حصيلة اصابات تصل الى مائة الف حالة يومياً والارقام في بولندا تقفز الى مستويات لم تصلها سابقاً وموسكو اعلنت اغلاق جميع المحال التجارية باستثناء البقالات والصيدليات ابتداءً من 28/10/2021 واعطاء العاملين اجازه مدفوعة الاجر لمده اسبوع بعد تسجيل اكثر من 35 الف حالة يومياً.

الخطر الكبير يكمن في الضغط الكبير على المستشفيات وانخفاض نسبة الاعمار للمصابين مقارنةً مع الاشهر السابقة وهذا يعني ان التأخر في تطعيم الاطفال والشباب والتراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية المطلوبة للتصدي لفيروس كورونا له أثر كبير على زياده الاعداد وتفشي فيروس كورونا ، حيث بلغ عدد دخولات المستشفيات اليومية في بريطانيا الف حاله وهذا رقم كبير سيؤدي الى انهيار النظام الصحي اذا استمر الوضع على ما هو عليه.

على الرغم من كل هذا الا ان سياسه الانفتاح و رفع القيود واعادة الحياه الى مجراها الطبيعي مازالت قائمه وهذا يعود الى اسباب كثيره منها التداعيات الاقتصادية السلبية وضجر الناس من الوضع القائم الذي قارب العامين والتوجه نحو التعايش مع الفيروس من قبل دول متعددة حول العالم والتأثير السلبي على التعليم في المدارس والجامعات .

ان ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا أشد فتكاً مما سبقهما و أكثر قدرة على الانتشار مثل دلتا بلس (AY 4.2) في بريطانيا وانتشاره في عده دول مثل امريكا ، البرتغال ، سويسرا ، اليابان ، بولندا ، نيبال ، روسيا والصين يجعل الامر اكثر تعقيداً ، وهذا ما دفع بعض الدول إلى العودة إلى سياسة الإغلاق التام وفرض القيود لاحتواء جائحة كوفيد-19 مجدداً على الرغم من ان نسبة التطعيم بلغت مستويات قياسية في الكثير من دول العالم كما هو الحال في تايلاند ، كما ان عدم ثقه المواطن الروسي باللقاحات وامتناع الكثير من المواطنين عن اخذ المطعوم وضع البلاد في مأزقٍ صعب حيث تجاوزت حصيلة الوفيات حاجز الالف حالة وفاة يومياً ، كما ان عدم توفر المطعوم في بعض الدول الفقيرة سوف يزيد الطين بلة مما سيؤدي الى نشوء سلالات جديدة سيكون بعضها ربما اكثر فتكاً وانتشاراً.

كما ان الحاجة الى مطاعيم بأعداد اضافية اصبح مطلب عالمي وذلك للقناعة الراسخة بأخذ الجرعة المعززة ضرورية مما زاد الطلب على المطعوم .

اوروبا ليست بمعزل عن العالم والوضع الحالي قد ينتقل بسرعه الى دول اخرى وخاصه ان امكانية السفر والتنقل مسموحة رغم كافة الاجراءات الرقابية المعمول بها في المطارات ، كما ان الرقابة والتشديد وفرض القيود على الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح سوف تزداد وقد تتجه بعض الدول الى فرض اجراءات الاغلاق وحظر التجول على الأشخاص الغير مطعمين فقط .