24-10-2021 09:21 AM
بقلم : د. حسين العموش
بعد ان توقفت انتخابات النقابات المهنية بما فيها انتخابات نقابة الصحفيين ،بسبب جائحة كورونا ،عاد الصحفيون الى صناديق الاقتراع ليقولوا كلمتهم في زملاء ترشحو للانتخابات على موقع النقيب ونائبه ومجلس النقابة في مظاهر ديمقراطية عكست الوعي الديمقراطي الذي تمتع به الزملاء يوم الجمعة الماضي.
امام هذا الاستحقاق الديمقراطي والقانوني وصلت نسبة الاقتراع الى اعلى نسبة تصلها في تاريخ النقابة وفي المجمل فان المتابع لانتخابات النقابة يمكن ان يسجل الملاحظات التالية:
اولا : ارتفاع نسبة التصويت يعكس حالة الوعي والاهتمام لدى الزملاء بنقابتهم وسط اخفاقات وتجاذبات ومناكفات حدثت سابقا.
ثانيا: لاول مرة بتاريخ انتخابات النقابة يشهد الحراك الانتخابي هذا الزخم الكبير بين الزملاء المتنافسين على مقاعد النقابة؛النقيب والنائب والمجلس ،وهذا دليل آخر على اهتمام الوسط الصحفي بنقابته.
ثالثا: شدة التنافس بين الزملاء المترشحين لموقع النقيب ،اذا جاءت الاصوات متقاربة الى حد كبير حسمها الزميل راكان السعايدة بفارق بسيط عن الزميل طارق المومني .
رابعا:الزميلة المترشحة لموقع النقيب فلحا بريزات فاجأت الجميع بعدد الاصوات التي حصلت عليها والتي كانت قريبة من الوصول لموقع نقيب الصحفيين ،وهذا دليل اخر على الفكر الانفتاحي لدى ثلث الهيئة العامة التي منحت اصواتها للزميلة المقدرة فلحا بريزات التي خاضت معركتها بكتلة متماسكة مثلما يحسب لها شجاعتها على خوض الانتخابات كزميلة سيدة لاول مرة في تاريخ النقابة.
خامسا: يبدو أن مزاج الهيئة العامة غريب هذه المرة ،اذ لم تصل ولا زميلة الى سدة المجلس،وهو امر محزن يجب ان يتم التوقف عنده طويلا.
سادسا: اجراءات الانتخابات بكافة مراحلها والتي قادها الزميل محمد التل بقوة وحسم وتنظيم كانت سليمة وسلسة ومتناغمة مع حرص الصحفيين وحسهم العالي تجاه الاستحقاق الديمقراطي الذي تأخر لسنتين بسبب والوضع الوبائي.
سابعا: لم يحقق اي من المجلس القديم اصواتا تؤهله للفوز ما عدا الزميلين زين الدين خليل والزميل المخضرم على فريحات الذي ينظر اليه الان بانه عابر للمجالس فقد حافظ على مقعده في المجلس لست دورات متتالية.
والان ما هو المطلوب من المجلس الجديد وفق الاولويات التي تراكمت وتاهت وتبخرت احيانا:
اولا:اعادة الهيبة للنقابة وللصحفيين ،وضبط التجاوزات على المهنة التي اصبحت اليوم من المهن المفتوحة ،وفِي هذا الصدد اقترح على المجلس الجديد ان يغلق الانتساب والعمل الصحفي باصدار نظام خاص للمهنة بحيث يكون الانتساب للنقابة بمجرد الحصول على الشهادة الجامعية الاولى في تخصص الصحافة وهو امر اصلاحي ذو شقين ؛الاول استيعاب خريجي الصحافة والاعلام والثاني ضبط المهنة بحيث لا يسمح لمن هم من غير المسجلين في كشوفات النقابة للعمل بها بحيث يتم اصدار شهادة مزاولة للمهنة مثل عدد من النقابات المهنية.
ثانيا:تعاني النقابة من ضائقة مالية انعكست على صندوق التكافل والتضامن وتراجعت مداخيلها وفقا لتراجع نسبة ال ??? من الاعلانات ،وهنا لا بد من السير بأربعة اجراءات هي : تحصيل اموال النقابة على الصحف اليومية فورا ،ايجاد آلية محاسبية بتحصيل مستحقات النقابة فور المحاسبة على الاعلان ،ضبط نسبة الاعلان المتحققة للنقابة وفق القانون على كافة وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة ،ويمكن الاستفادة من كشوفات ضريبة الدخل والمبيعات لدى المؤسسات الصحفية في هذا الجانب ،ايجاد استثمارات ناجحة للنقابة بالتعاون مع هيئات الاستثمار وخبرائها بحيث تضمن دخلا ثابتا لصندوقها المتآكل .
رابعا:من الملاحظ ان كتلة الزميل راكان كان من نصيبها مقعدان في المجلس،فيما نجح من كتل وتوجهات اخرى سبعة زملاء ونائب النقيب،واخشى ما اخشاه ان ينعكس ذلك على أداء المجلس واعماله مثلما حدث في مجالس سابقة ،وهنا ادعو الزملاء جميعا لان يقفزوا ويتجاوزوا مجريات الانتخابات وافرازاتها ،فقد اصبحوا اليوم اعضاء مجلس يمثل الهيئة العامة ولا يمثل كتلا وتيارات ،ارجو ان يضع الزملاء في اذهانهم ان الوسط الصحفي يراهن على هذا المجلس لاحداث اصلاحات والخروج من الازمة المالية والادارية وثقة الهيئة العامة بنقابتهم وان يتحدوا على العمل والانجاز.
هذه بعض الملاحظات اضعها على طاولة المجلس في اول اجتماعاته والله ولي التوفيق ،مباركا للزملاء ثقة هيئتهم العامة .