25-10-2021 09:08 PM
بقلم :
السودان كما هو معروف تاريخياً بأنه يقع على بركان هائل من الانقلابات والحركات العسكرية ، وبتاريخ ٢١ تشرين اول ١٩٦٤ حدث اول انقلاب عسكري ضد الرئيس السوداني الراحل الفريق ركن ابراهيم عبود واطيح بنظامه السياسي ،وكانت اول ثورة شعبية في قارة افريقيا وكذلك يعد اول انقلاب في العالم العربي .
عشية يوم ١٠ نيسان ٢٠١٩ وقع الانقلاب العسكري للاطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير وذلك عقب احتجاجات شعبية واسعة ادت الى اعتقاله فجراً وتكليف حكومة انتقالية حتى موعد الانتخابات الرسمية العامة فيما بعد والتحول من الحكم العسكري الى الحكم المدني ، كما تحدث بذلك قائد الجيش السوداني الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان والذي قاد هذا الانقلاب العسكري مؤخراً حيث اعطى الاولوية للتوقيت وتم دراسة ساعة الصفر لبدء الانقلاب والاتفاق بأن وقت فجر يوم ٢٥ تشرين اول ٢٠٢١ سيكون الانسب حيث تم اعتقال رئيس الوزراء عبدالله عبود من منزله واعتقال عدد من الوزراء وكذلك اعتقال والي الخرطوم من منزله وعدد من كبار موظفي وزارة الاعلام والاعلاميين البارزين في القطاعين العام والخاص.
من احد اسباب هذا الانقلاب بأن هناك بطء واضح في اداء الحكومة الانتقالية بكافة مجالات الحياة في السودان وان الثورة على النظام السابق لم تؤتى أُكلها الى الان ، وذلك باعتراف منتمي قوى الحركة والتغيير وان الانقلاب جاء من احل تصحيح مسار الثورة وذلك من خلال الشعار الذي يردده المدنيين من الشعب في معظم اقاليم و ولايات ومدن السودان .وهو ( احرار ..احرار .. نكمل المشوار ) حيث ان هذا الانقلاب متوقع حدوثه بل وقد تأخر كثيراً ، كون الثورة السابقة على نظام البشير لم تتمكن من ضبط ومسك زمام الامور والتخفيف عن كاهل الشعب السوداني كما هون متوقع منها .
المتتبع لما يجري الان على الساحة السودانية يلاحظ بأن اغلب الاحزاب والتيارات واللجان والقوى السياسية والشعبية هي ضد هذا الانقلاب الاخير بل انهم يحثون مناصريهم والشعب للخروج الى الشوارع لافشال هذا الانقلاب كونه يعيد السودان للمربع الاول وعدم التحول الديمقراطي والوصول الى حكم مدني .
بعض دول العالم الكبرى هددت السودان باتخاذ اجراءات حازمة اذا بقي الوضع الى ماهو عليه الان وعليهم اطلاق صراح جميع المعتقلين وتهدئة الشارع وعدم الوصول الى حرب اهلية لا يحمد عقباها .
السودان دولة مهمة جداً بسبب مساحتها الجغرافية الشاسعة التي تشارك بحدودها اكثر من سبع دول ، بالاضافة الى مواردها الطبيعية والتنوع المناخي فيها وخصوبة اراضيها ومرور نهر النيل وتفرعاته على طول ارض السودان من جنوبه الى الشمال ، كما ان اقليم (دارفور ) جغرافياً لوحده يعادل مساحة جمهورية فرنسا .
والملاحظ من الجانب السياسي الاخر جمهورية الصين الشعبية (بكين) لم تدلي بأي بيان حول ما يجري على ارض السودان والمتابع للعلاقات السريعة و(السرّية) مابين السودان والصين يدرك سبب ذلك .
واخيراً اللهم احفظ السودان و وحدة اراضيه واستقراره وشعبه.