26-10-2021 09:13 AM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
إن تلا الناسُ أشعاراً على وطنٍ فقد تلونا عليه كتاباً وعتابا فقد أفنينا العمر الموجوع شجنا حين كانت الأرض جرداءَ فلا دمشق عادت ولا صهيل الخيل أنجب مهرةً لطارق تهيم على شعاب الفاتحين بالبيداء والفلوات هلالاً ينبت القمح اذ شحت مواسمنا .
فأنا كلما أممت وجهي الى الأرض ولدمعة جفن يضرعُ معي زيتونٌ وقمحٌ ليمسح الأحزانَ عن وجه التراب ِ ومن كل فج جاء الذين يقرأون قصيدة الوطن المقدس يبوحون بغيم قراهم لذاك الأفق البعيد .
يا حارس الزيتون اني رأيتك في أرواحنا تُضيء دروبنا الخجلى فارفع للقرى بهجتها فلن نقوى على ثقاب الرمح حين تهوي على أرواحنا التي وزعت دمها على فروع الجرح أيها المجبول في طين البلاد وأيها المنبثق في الصحراء نبعا اهديك قنديل الصباح حين جاء مع اولئك الطالعين من الضحى تضيء قلوبهم فرحاً يضيء دروبنا الخجلى .
فمع أي نسمه تريدنا أن ننشر يا خريف الذكريات روحنا الثكلى ام آوي لمحرابك وأكتم الدمع في جفني لكي لا يظهر جرحي العتيقْ كطفلاً يخاف البوح، فأنا كلما ضاقت بي الأرض ساتيك يا أقرب دروب البر التي لها بين الضلوع رفات عاريه نقشنا على وجوهها قناديل الأمهات التي كانت أعذب الاغنيات وكانوا كالنخيل أعلاهم غصوناً.
يا طالعين الصباح حين يفج الظلام....
ويا صوت الدرب للقاصدين وادي العقيق ....
سنكتب عن أهلنا الطيبين وعن نخلةٍ تعبر الآن فصل الصيف وعن وطن العاشقين عن رائحة الخبز وعن نافذة الطفوله...رغم بأنه لم يبقى من فرح العمر إلا الصور ...والممر العتيق يشتاق لوقع الطالعين حين يفج الظلام ...