بقلم : زاهي السمردلي
استأجرت شقة صغيرة في منطقة مانهاتن أرقى احياء نيويورك في شباط من عام 2003 لم أستطع التعايش ولا الاندماج بين من حولي من السكان رغم أن أمريكا شرعت أبوابها، مطاراتها وموانئها الساحلية لاستقبال ملايين من البشر المهجرين والمهاجرين الهاربين من بلادهم والتواقين لنسمات الحرية والحياة الكريمة ورغد العيش وحال وصولهم تمنحهم الاستقرار والحياة الحرة والسعادة والسلام على اختلاف أطيافهم الوانهم اجناسهم اختلاف دياناتهم واعراقهم فجميع من يعيش على أرضها وتحت سمائها يتمتع بحقوق المواطنة كاملة . المساواة الاجتماعية والعدالة وتكافؤ الفرص حتى ولو كان مهاجرا غير شرعي،. انا شخصيا لم أشعر يوما بالأمن والأمان حتى عندما كنت اتوجه للتنزه في Center Park القريب من منزلي

كنت لا انسى ان اتسلح بمسدسي اخفية تحت الثياب على خاصرتي مرفوع الأقسام وعتلة الامان مفتوحة وطلقة في بيت النار تحسبا لأية طارئ قد يهدد امني او حياتي،وخاصة أن هذا المنتزه يعج بالامريكيين من الأصول الافريقية .مدينة نيويورك منظمة وكانها قطار سريع يسير على سكة الحديد يتوقف عند المحطات يحمل الركاب و ويعاود الانطلاق نحو هدفه. فإذا اغمي عليك في الشارع لا سمح الله يهتم بك الإسعاف فورا و اذا تعرضت لاعتداء في الطريق يهتم بك البوليس . اذا ارتكبت مخالفة او جرم تهتم بك مصلحة السجون اما اذا سقطت ميتا فجأة إثر جلطة قلبية او دماغية لا سمح الله يهتم بك الحانوتي. الناس من حولك لا يلتفتون ولا يردون التحية كأنهم الرجل الآلي مندفعون كل نحو هدفه ...وينك يا مدينة السلط اشتقت اليكي وانت في طريقك مروح تحت ابطك عبطة خبز وكيلو بندوره تعشي العيال، مية واحد بتعربشك على جانبي الطريق ومن البلاكين المطلة على الشارع .. ميل جاي يا سمردلي ...افلح خلينا معازيبك.. القهوة صايرة...جيرة الله عل غدا..الخ.. الخ.. تشعر بنشوة وسعادة تشعر بالتاخي بالاوخوة الإنسانية بأروع صورها وقمة معانيها الحضارية


بقلم زاهي السمردلي
متقاعد من هيئة الأمم المتحدة في نيويورك