28-10-2021 12:54 AM
سرايا - تفاعل رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة مع مداخلات قدمها عدد من المنتدين في حفل بالجامعة الأردنية مساء الأربعاء ناقش كتاب (من الدعوة إلى السياسة.. الإخوان المسلمين في الأردن..تاريخهم وأفكار”.)
الروابدة الذي لم يكن يرغب في التعقيب على الحديث الرئيس للمعلقين على كتاب الباحث والكاتب الصحفي إبراهيم غرايبة، استفزته بعض المداخلات وتحديدا حول عدم وجود فرق بين الهويتين الأردنية والفلسطينية والتي جاءت في معرض مدافعة أحد شبيبة الإخوان ضد من اتهم الجماعة بعدم الاهتمام بمفهوم المواطنة.
الروابدة قال: الحديث عن أن الهوية الفلسطينية والهوية الأردنية نفس الشيء غير صحيح، المشروع الفلسطيني هو مشروع أردني لأنه قضية عربية، ومن يطالب بأن تتحول الهوية الفلسطينية إلى هوية أردنية هو مطلب غربي.
وتابع "نحن في مرحلة تثبيت الهوية الأردنية على الأرض الأردنية وتثبيت الهوية الفلسطينية على الأرض الفلسطينية، لكن يبقى المشروع الفلسطيني والعربي والإسلامي لنا جميعا شركاء به. وحذر من أن تمر هذه الجملة ببساطة.”
وفيما يتعلق بالمواطنة، بيّن الروابدة أن الأحزاب جميعا شيوعية ويسارية وإسلامية لم تعترف يوماً بالمواطنة في أيٍّ من مناهجها وتربياتها، لأن كلا منهم كان يقصر المواطنة على من معه، ويبعد الآخرين وينفيهم، ولذلك دخل تعبير المواطنة دخولا جديدا وما زال الأخوان وغيرهم يتعاملون معه بحساسية مفرطة، ويخشون أن تثير عليهم ضجة كبيرة وهذا ليس في الأردن فقط، فالمواطنة لم تكن جزءاً من تفكيرهم.
وأضاف: أخطر ما في الموضوع أن بعض الحركات الدينية تمارس السرية وقد مارسها الإخوان وكنا نعرف ومارسناها معهم، وقد آن الأوان لرفع سيف السرية عن بعض الأنشطة التي تقوم بها الحركات السياسية، دينية أو غيرها.
وزاد الروابدة: أشكر الكاتب على رفعه سيف القدسية عن الأحزاب، مبيناً "كنا نعيش مع أحزاب اليسار وأحزاب اليمين لها قدسية، وحقها أن تنتقد كل الدنيا على زملائها والسلطة لكن ليس من حق أحد أن ينتقدها، كلنا أجهزة متحفزة إما في الدفاع عن الإخوان المسلمين أو لانتقادهم.”
ونوه الروابدة بأن "الإخوان المسلمين تنظيم ولا أعتقد أنّه تنظيم سياسي، لأنّه لا يمكن للتنظيم السياسي أن يقوم على أساس ديني، والأصل في الدين أن لا يقبل الآخر وإن قبله فبأسلوب مختلف له صيغه”.
وتابع الروابدة "وبالتالي الماركسية والإسلام ليست أحزاب. هذا الكتاب يتحدث عن النقلة من الدعوة إلى العمل السياسي وليس تأريخا للجماعة، والكتاب يتحدث عن المواقف السياسية”.
وحول اشادة البعض بتجربة مشاركة الإخوان في الحكم، علّق الروابدة، "حينما دخل الدكتور اسحق فرحان الحكومة طردوه وجمدوا عضويته لأنه دخل الوزارة، وأنا كنت من استشاره بذلك”.
وفي تعليق بارز يرد على مقولة تاريخية حول موقف الإخوان المسلمين والقول بأنهم وقفوا إلى جانب الدولة في خمسينيات القرن الماضي، قال الروابدة: كثير من الإخوان يقولون إن الإخوان وقفوا مع الدولة الأردنية وأنا لا اعتقد أنهم وقفوا يوما واحدا مع الدولة الأردنية بل كانوا يدافعون عن روحهم حيث كانوا مطلوبين كما الدولة الأردنية من اليسار ومن عبد الناصر (يقصد الرئيس المصري الراحل) ومن غيره فوقفوا مع روحهم.
وأوضح "هذا لا يكتب لهم أنهم وقفوا إلى جانب الدولة الأردنية وإنما وقوف مع نفسهم، كما الأحزاب الأخرى تلجأ لمن يقف إلى جانبها. ”