01-11-2021 08:49 AM
بقلم : علي الشريف
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال ((أين السائل عن الساعة)) قال: ها أنا يا رسول الله قال: ((فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)). قال كيف إضاعتها؟ قال: ((إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة))
هذا القول هو حديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام رواه ابو هريرة ولست انا الراوي والرسول عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى والراوي لم يكذب في روايته ....
هذا الحديث كلما قراته اصبت بالحيرة لما اراه حولي من ضياع للأمانة وما ضاعت الا لان بعضا من الامور كانت توسد لغير اهلها والغريب ان بعض الناس تلهث خلف من اضاع الامانة ودمر المؤسسات وارهقها وفتتها وضرب اساسات الاخوة فيها.
هذا الواقع نعيشه حرفيا وبكل تفاصيله وتجلياته ونراه بكل تفاصيله ونرى ان الذي لا يعلم اسباب وجوده بات يعتقد انه موجود رغم انه وجد صدفة وربما نزوة وربما لان المكان الذي وجد فيه كان شاغرا فارغا وقد هجره اهله فاعتقد انه بات يسيد ويميد وانه من السادة .
هذا الشخص اكثر ما نراه يتواجد في الرياضة واكثر واكبر صنوف الانهيار بتنا نراها في الرياضة فهناك انهيار مالي وانهيار فني وانهيار خلقي وانهيار اداري والاخطر هوالعمل على انهيار روابط العشرة والاخوة.
كل هذا يحدث لان بعض المؤسسات الرياضية بات يدخلها الكثير من العالم المنسية التي لم تكن تجد لها مكانا تحت الشمس فاعتقدت ان في الرياضة شمسها وقمرها ..فزادت بعد الوهم وهما.
نقرا كثيرا ونسمع كثيرا عن كوارث مالية في الاندية وعن مديونيات فاقت الخيال الرياضي الاردني وصرنا نسمع عن شكاوي للفيفا وغير الفيفا حتى اصبحنا مثار سخرية بين الامم والاهم ان كل متسبب بهذا الامر يتشدق بالكذب ويحاول ان يلصق الامر بغيرة باتباعه اسلوب فرق تسد حتى بين الاخوة.
صرنا نسمع عن لاعبين بلا رواتب ومدربين بلا رواتب وموظفين بلا رواتب والمصيبة لسنوات وعقود توقع بلا قرارات وشكاوي تطير بالايعاز على الاندية .
واوراق ضائعة واخرى مخفية ومديونيات ارتفعت بشكل جنوني بفترة زمنية قصيرة وكأننا امام مزارع خاصة لا علاقة للوزارة بها او كأنها في بلاد الواق ويق وليست من مسؤوليات هذه الوزارة
صرنا نسمع عن خلافات وصراعات واتهامات وقصص الف ليلة وليلة ولكننا لم نسمع ان وزارة الشباب امتلكت الجرأة الادبية وقامت بتحويل ملف نادي واحد الى هيئة مكافحة الفساد مع العلم ان هناك مؤسسات تتقاضى مساعدات مالية من الوزارة.
هل يعقل ان تصمت الوزارة وهي التي تقود الان نصف اندية الاردن عن التحقق والتحقيق في مديونات اندية تجاوزت الملايين وهي التي من المفترض انها تطبق رؤية جلالة الملك بمحاربة الفساد .
مصيبة ان انطبق الحديث النبوي الشريف اعلاه على وزارة الشباب ..والعياذ بالله ان ينطبق فانا اعلم تعاون الوزير الذي اشهد انه الرجل المثالي وكوادر الوزارة ولكن ما يثير الشك والريبة هو الصمت رغم امتلاكها كل الدلائل والاسباب الموجبة التي تدفع بها الى تقديم ملفات ضخمة الى هيئة مكافحة الفساد .
همسة الى معالي وزير الشباب الاكرم: لتخرج الوزارة من دائرة الشك واللوم ولترسل اي شبهة فساد في كل المؤسسات الرياضية في الاردن المرخصة من الوزارة الى هيئة مكافحة الفساد ولتترك الامر في التحقيق للعدالة وقتها لن يلوم احد الوزارة ووقتها سننحني احتراما واجلالا لوزارة معنية بالشباب لانها تحافظ على احلامهم التي باتت تصطدم بألاعيب الصغار...صديقي العزيز كل هذا فيض من غيض.... فهل اقتربت قيامتنا ام قامت ونحن في غفلة من أمرنا