02-11-2021 12:03 PM
بقلم : الدكتور فايز أبو حميدان
ممارسة الديمقراطية شيء جميل وحضاري ونحن نفتخر في بلدنا بوجود مجلس نواب منتخب من الشعب له حق مراقبة عمل الحكومة واقرار القوانين التشريعية لتنظيم العمل المؤسسي في البلد، ولكن للديمقراطية بعض السلبيات. ونحن ايضا على دراية بأن أغلبية أعضاء مجلس النواب أشخاص وطنيون يهمهم مصلحة البلد والوطن ولكن ممارسات البعض منهم هجينه. وتعبر كثيرا على تغلب المصالح الشخصية على الوطنية وتتسم بالأسلوب الاستعراضي الشعبوي وإشباع الذات بالعظمة وفرض الرأي وفي أحيان كثيرة فيه استهتار بالمواطن وعدم احترام له وعدم مراعاة للقوانين التي يجب أن يكون أكثر الناس التزاما بها هم أعضاء مجلس النواب.
ولهذا امثلة كثيرة فتدخل بعض النواب في سير العمل في الشركات والمصانع الخاصة ومحاولة فرض رقابة مباشرة على هذه المؤسسات الخاصة والتدخل في شؤون هذه المؤسسات ومحاوله تمرير طلبات هذا النائب أو ذاك على هذه المؤسسات يعتبر تدخل سافر لا يحق للبرلمانيين اقحام أنفسهم به وذلك لوجود مؤسسات حكومية من واجبها القيام بالرقابة والمتابعة وإذا كان هناك رأي اخر للنواب فعليهم محاسبة الحكومة على عمل هذه اللجان والمؤسسات الحكومية.
ولوحظ ايضا محاولة بعض النواب فرض موظفين على المؤسسات الخاصة بأسلوب الواسطات والضغط السافر وللأسف يستعمل بعض النواب رسائل خطية مروسة من مجلس النواب ترسل الى الشركات لتوظيف بعض الناس فهذا السلوك يتعارض مع التوجيهات الملكية في القضاء على أكثر وباء أصاب مجتمعنا الأردني وهو الواسطة فلا أستطيع فهم هذا التصرف من قبل بعض النواب. والذين لا يتركوا فرصة في مجلس النواب إلا وينتقدون الحكومة لتفشي الواسطات والمحسوبيات. فلماذا ازدواجية المعايير أيها النواب الكرام؟
التأثير السلبي لتدخلات بعض أعضاء مجلس النواب في المؤسسات الخاصة منفر للاستثمار والمستثمرين مما سيؤدي الى زيادة البطالة في البلد، فالجهود الملكية لجلب المستثمرين تصطدم في واقع مرير لتيارات الشد العكسي مما يعمق السلبية في المجتمع داخلياً.
ما أدهشني أخيرا هو تدخل بعض النواب في العلاجات الطبية لمرض الكورونا وأنواع الأدوية التي تعطى للمرضى ومحاولة فرض أمور لا علاقة لها بالطب على المستشفيات والمضحك في الموضوع أن من يريد فرض بعض الآراء الطبية نواب ليسوا أطباء. وبأسلوب فظ وغير مسؤول وبه إهانة لأصحاب الشأن والمعرفة.
مع العلم انه يوجد لجنة طبية في مجلس النواب من نواب ذوي خبرة في المجالات الطبية يمكن رجوع النائب لهم في اي لحظه فهم زملائه في العمل. ويعرفون في الأمور الصحية أكثر منه.
وأخيرا النغم الموسيقي هو الذي يعطي الأغنية زخم خاص بغض النظر عن الكلمات فأسلوب تعامل النواب مع الناس وخاصة المؤسسات الاقتصادية الخاصة تصرف فوقي ينقصه مقومات الحوار الحضاري والاحترام فبعضهم يتعامل وكأنه فوق القانون، فيا دولة رئيس مجلس النواب من يراقب عمل بعض هؤلاء النواب في بلدنا؟؟