حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2892

فاز الرمثا بصبر السنين

فاز الرمثا بصبر السنين

فاز الرمثا بصبر السنين

05-11-2021 03:24 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي الشريف
لم يحدث وعلى امتداد عمري الرياضي والذي ابتدأ منذ عام 1979 ان شاهدت تعاطفا كبيرا مع فريق اردني كالذي شاهدته مع فريق الرمثا خلال الدوري المنصرم.

ولم يحدث ان رايت احتفالات جنونية كالتي راينها في مدينة الرمثا فالرمثا الهادئة الوادعة اجتاحها الصخب من كل اتجاه ومن كل حدب وصوب .

ربما تكون حكاية الصبر الاخيرة هي التي نقلت هذا التعاطف الى كل بيت اردني وربما تكون الحاجة الماسة للفرح في مدينة عاشت 39 عاما على احلام عودة الامجاد .

ما شاهدته بأم عيني ليلة القبض على اللقب ان شوارع الرمثا طافت بالسيارات وميادينها طافت بالبشر المحبين فهم كانوا يتوافدون من كل فج عميق ومن كل بقعة قريبة او بعيدة .

هم بكل اختصار شيب وشباب واطفال وماجدات يحملن دلال القهوة العربية على ارصفة الطرقات هم اجيال تعاقبت وتوالدت واجتمعت واجمعت على حب الرمثا ونقلت حكاية الصبر صفحة صفحة لتتوارثها الاجيال حتى انتهى السطر الاخير من هذه الصفحة.

انتهى السطر بحروف من شرار كتبها كوكبة من جيل حمل احلام الرماثنه على عاتقه رغم ضعف الخبرة الا ان الكبار كانوا بالمرصاد فمصعب يصنع وحمزة يلدغ والشرر كان يأتي من شراره .

انتهت الحكاية التي طالت فما اجمل الرمثا وهي لا تنام ...ما اجمل ضجة الفوز ونحر الابل في كل مكان ما اجمل عيون الشيوخ التي تدمع بالفرح الذي اعتقدوا ذات يوم انه مستحيل.

نعم تعاطف الاغلب من الناس مع الغزلان ...مع هذا الجيل صانع النصر وصانع المعجزة و مع لجنة مؤقته جاءت لتسير الاعمال فسيرت الدوري الى معقل الغزلان رغم الضيق والضائقة والعواصف التي لم تهز الجبال.
تعاطف الناس مع جمهور يتدفق بالجنون الكروي الجميل مع دعاء الامهات مع دموع الشيوخ مع ابتهالات الرافعين اياديهم بالدعاء الذين اجلوا افراحهم للمرتبة الثانية ففرح الرمثا يأتي في المقام الاول.

تعاطف الناس مع ليالي الصبر الطويل مع كل تنهيدة وخشرجة صدر ولا يمكن للحروف ايضا ان تخفي تعاطفها او عاطفتها فلطالما اريق حبر الامنيات ليبقى حبرا سريا حتى فك فليب العراقي ومراد الحوراني طلاسمه .

وبعد ان طويت صفحة صبر السنوات فليتعلم الجميع ان الذي يزرع ويحسن الزراعة سيأتيه يوم الحصاد والثمر وان الفزعة لا يمكن ان تصنع مجدا وان العقود المرتفعة لن تساوي شيئا امام عقد لا يسمن من جوع اذا كتبت سطوره بالحب والتحدي ومزجت بحبر الارادة . ....
فاز الرمثا باللقب لانه اتخذ قرار الفوز و لأنه صبر وزرع فحصد غلالا ستكفيه سنوات وسنوات .. اخيرا فاز الصبر الطويل فقام الغزلان من غفوتهم ولن يناموا بعدها ابدا فالبطولة قرار وايمان والنصر صبر ساعة ....وان كانت الساعة تساوي في عمر صبر الرمثا سنوات .

مبروك للرمثا لشيبها وشبانها لاطفالها وماجداتها ..لقهوتها على ارصفة الطرقات لبيوتها وقصورها للاحياء فيها والاموات للرجل الذي بنى خمسين عاما ورغم مرضه وتعبه لم يبكي الما انما الذي ابكاه زرع زرعه فراه يانعا يسر الناظرين.








طباعة
  • المشاهدات: 2892
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم