06-11-2021 11:02 AM
بقلم : علاء العياش
ارتبط اسم البريد منذ بداياته بحمل الرسائل المكتوبة بحبرٍ ممزوج برائحة مرسلها معطر بدمعة شوقٍ لامست مغلفها
كان يلصق على هذه الرسائل طابع بريدي ، هذا الطابع البريدي الذي أرََخ للدولة ونقل اخبارها قبل الانترنت وتطبيقاته و حتى قبل ان يكون هنالك تلفزيون رسمي للدولة لم يترك شيء الا ووثقه سواء للوطن او للعروبة من سياسة واقتصاد لرياضة وطبيعة و تراثٍ بكل مكنوناته
و قبل ان نسمع بكلمة ديلڤري وقبل ان تدخل قاموسنا ، كان ساعي البريد يمشي على اقدامه او فرسه بدون خرائط JPS يقطع مسافات طويلة متحدياً كل الظروف المناخية القاسية و صعوبة الطرق الوعرة غير المعبدة بعد ، حاملاً معه اخبار الحبايب والتعازي والمباركات ولا ننسى انه حمل رسائل معطر ورقها برائحة البارود فيها اخبار الجنود من استشهد ومن يبعث لاهله وجيرانه من الحدود السلامات .
البريد عِلمٌ يدرس وكان يعتبر في مرحلة من المراحل التعليمية السابقة احد فروع المرحلة الثانوية مثله مثل الادبي والعلمي حيث كان هنالك التوجيهي البريدي ، وكان يدرس كتخصص في جامعات الدول الشقيقة المجاورة .
عانى البريد من تهميش واهمال الحكومات المتعاقبة ولم يكن يوماً من اولوياتها ، رغم انه من اعرق منشآت الدولة التي اقترن عمره بعمرها ، واستمر التهميش لغاية ان تردت احواله وانعكست على خدماته وأُجهضت كل محاولات التغير فيه حيث كانت تردعها قلة الامكانيات واليوم أصبح عاجزاً حتى عن تسديد رواتب موظفيه وغير قادر على الوفاء بحقوق الدائنين .
الوطن غالي لانه هويتنا والبريد الاردني هوية وطن و مسؤولية الجميع ان يحافظ عليها .
علاء العياش
مواطن اردني
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-11-2021 11:02 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |