حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,19 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 84

الرمثا إذ ينهي رحلة التيه نحو لقب الدوري

الرمثا إذ ينهي رحلة التيه نحو لقب الدوري

الرمثا إذ ينهي رحلة التيه نحو لقب الدوري

06-11-2021 11:06 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
سرايا - مساء يوم الخميس الموافق للرابع من تشرين الثاني لعام ألفين و واحد و عشرين و في تمام الساعة الثامنة إلا خمس دقائق بتوقيت عمان و استادها الرياضي الذي امتلأ بالجماهير المترقبة ، صافرة تنطلق من فم الحكم البحريني علي السماهيجي لتنهي مباراة و تشعل احتفالاً و تكتب تاريخاً سيبقى محفوراً في ذاكرة عشاق غزلان الشمال.

نعم لقد فعلها أبطال فريق الرمثا و توجوا بلقب دوري الأردني للمحترفين لكرة القدم بعد موسم صعب و صراع مرير حتى الرمق الأخير مع منافسه المارد الأخضر فريق الوحدات ، صراع على لقب طال انتظاره أربعين سنة و شاءت الأقدار أن يأتي الفرج أخيراً نهاية هذا الموسم و من بوابة فريق الجزيرة الذي تعادل مع الرمثا بهدف لمثله في آخر مباراة في الموسم ليتعادل غزلان الشمال نقطياً مع صاحب الوصافة فريق الوحدات برصيد سبعٍ و أربعين نقطة لكل منهما و ليتفوق الرمثا بفارق المواجهات المباشرة بين الفريقين حيث مالت الكفة له في مباراتي الذهاب و الإياب ليتجه لقب الدوري من المصدار إلى طريق اوتوستراد الشام اتجاه مثلث الرمثا و ليظفر الرماثنة أخيرا بفرحة اللقب الأغلى الذي طال انتظاره منذ عام ألفٍ و تسعمائة و اثنين و ثمانين آخر عام لمست فيه الأنامل الزرقاء كأس الدوري لتبدأ بعدها سنوات الضياع و المستوى المتذبذب و التأرجح بين المراكز على سلم ترتيب الدوري و لتمر ثلاثة أجيال كاملة من لاعبي النادي بناشئيهم و شبابهم و محترفيهم و معتزليهم دون أن يستدلوا على طريق الفوز بالدوري و إعادة ما مضى من سالف الزمن الجميل حين حصد الرمثا لقب الدوري لمرتين متتاليتين عامي ألفٍ و تسعمائة و واحد و ثمانين و ألفٍ و تسعمائة و اثنين و ثمانين ليعلن نفسه رقماً صعباً بين أندية الدوري و لتستبشر جماهيره بعهدٍ جديدٍ تمتلئ فيه خزائن النادي بكؤوس بطولات الدوري و لتتفاءل برؤية الفريق الذي صدحت حناجرهم بالهتاف له عبر مدرجات الملاعب "ايطاليا ايطاليا" كلما أحرز هدفاً أو حقق نصراُ يعتلي منصات التتويج عاماً تلو الآخر .

لكن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث ، و لم يتوقع حينها أشد المتشائمين أن يطول غياب غزلان الشمال عن لقب الدوري كل هذا الوقت الطويل حتى بات بعض أنصاره في حالة استغراب ٍ من تراجع مستوى فريقهم و عزوفه عن إحراز بطولة الدوري و عجز إدارة الفريق خلال العديد من المواسم من تأمين الفريق بصفقات جيدة و مدرب محنك يعيد للرمثا بارقة الأمل بعودة أمجاد الماضي لتبدأ رحلة معاناة الرمثا مع عدم الاستقرار في النتائج و تلاحق الهزائم و لتغيب شمس الرمثا عم بطولات الدوري لأربعة عقود خلت ذاق جمهوره من الأحزان و الحسرات ما الله به عليم فمن غياب التنسيق المطلوب بين كوادره الفنية و الإدارية في بعض المواسم إلى مواجهة الظروف المادية الصعبة إلى تراجع منسوب اللياقة البدنية و كثرة إصابات اللاعبين و غيابهم عن التدريبات في مواسم أخرى عدا عن قلة خبرة بعض اللاعبين و خروج بعض اللاعبين المهمين من أروقة النادي لأندية أُخرى و للاحتراف الخارجي إضافة لعدم كفاءة المدربين في قيادة الفريق نحو طريق الانتصارات أحياناً ، و هو ما تسبب في نهاية الأمر من حرمان الرماثنة من فرحة الظفر باللقب المنشود.

كل تلك الأسباب آنفة الذكر أدت لتأرجح غزلان الشمال طوال الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي على سلم ترتيب فرق الدوري ما بين مركز الوصافة و لغاية المركز الثامن في بعض تلك المواسم وصولاً لموسم كارثي تعيس في صفحات تاريخ هذا النادي و هو موسم الدوري 2007/2008 عندما هبط الرمثا لدوري المظاليم بعد أن احتل المركز تاسع في واحدِ من أسوأ مواسمه خلال نصف قرن من الزمن تاركاً شقيقه نادي اتحاد الرمثا ليمثل المدينة في دوري المحترفين بدلاً منه في الموسم التالي و الذي مر كأثقل ما يكون على نفوس عشاق النادي و محبيه.

سرعان ما عاد غزلان الشمال للمكان الصحيح في الدوري الممتاز بعد موسم واحد على الهبوط ليواصل البقاء فيه مع تطور لافت في المستوى المبذول على صعيد الإدارة و اللاعبين و الكادر الفني لكي لا ينتكس مرةً أُخرى و يتراجع و ليبقى النادي حاضراً في الدوري الأردني للمحترفين و قد كان له ما أراد ، ثم استمر في تقديم عروضه اللافتة مع استمرار الاهتمام بقاعدة اللاعبين الناشئين لديه مما أكسبه عدداً لا بأس به من العناصر الواعدة و التي قدمت مستويات مبشرة باقتراب عودة الفريق لسابق عهده.

رغم استمرار غياب الرمثا عن التتويج بلقب الدوري إلا أن هناك محاولات طموحة بمحاولة الاقتراب منه بداية من موسم 2011/2012 حيث كان اللقب قاب قوسين أو أدنى منه قبل أن يخسر المباراة الفاصلة أمام فريق الفيصلي بعد أن تقاسما ذات الرصيد من النقاط ليحصل الرمثا على وصافة الدوري بعد أن كان يمني نفسه بالتتويج به و بعد ذلك الموسم حاول الرمثا في أكثر من موسم تكرار نفس الفرصة إلا أن عوامل مثل سوء مستوى المحترفين و عدم تفاهم اللاعبين مع المدرب و عدم حل المشكلات المالية و الإدارية من قبل إدارة الفريق ألقت بظلالها على أدائه داخل المستطيل الأخضر لتذهب جهود النادي أدراج الرياح.

و جاءت لحظة الفرج خلال الموسم الحالي و الذي لم يسلم فيه نادي الرمثا من الصعوبات و المعيقات التي تمثلت بالظروف المالية الصعبة التي واجهت الفريق و حرمانه من إبرام صفقات جديدة و استلام إدارة مؤقتة لقيادة النادي ورحيل مدربه بلال اللحام في بداية مرحلة الإياب ليحل مكانه المدرب العراقي أمين فيليب و الذي قاد دفة الفريق للوصول للقب ثمين طال انتظاره، بعد أن حصد الرمثا نقاطه السبعة و الأربعين خلال اثنين و عشرين مباراة فاز في ثلاثة عشر منها وتعادل في خمسة وخسر ثلاثة مواجهات أمام الفيصلي ذهابًا وإيابًا وأمام الجزيرة ذهابًا مسجلاً ثمانية و ثلاثين هدفاً و مستقبلاً ستة عشر هدفاً في شباكه ليعانق الرمثا بعد طول انتظار لقباً غالياً ثالثاً بعد الكثير من المثابرة و الصبر و المعاناة .

هنيئاً لجماهير الرمثا و لاعبيه و إدارته الفنية و الكوادر الإدارية فيه هذا اللقب المستحق و يستحق غزلان الشمال التحية و الاحترام بعد الجهود المتضافرة التي بذلها النادي إدارة و لاعبين وجماهير و كانوا على قلب رجل واحد في سبيل حصد هذا اللقب ليكون عنوناً لمرحلة جديدة ملؤها الأمل و التفاؤل بمستقبل هذا الفريق الذي يضم عناصر واعدة قادرة على تكرار الإنجاز في قادم السنوات بإذن الله عز و جل.








طباعة
  • المشاهدات: 84
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-11-2021 11:06 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم