10-11-2021 10:23 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
في مرفأ يكشف عن ملامحه الممتلئة هدؤاً ونضارةً ضياءُ الفجر الذي يرفع عنه ستارة الندى الذي يبلل المكان كرذاذِ عطرٍ صباحيِّ ،
مشينا خلف صاحبنا الى ذلك اليخت المنتظرِ منذ الامس مجيء صاحبه الذي يعرف تفاصيل صورته وينعشه رائحة عطره المميز ،،
ركبنا ثم انطلقنا بهدوء ، وابتعدنا وتركنا المرفأ يصحو على مهل دون ضوضاء او ضجيج .
لم يَطُل بنا المسير وإذ بأشرعة البحر تُفتَحُ على منظر يأخذ الابصار ، وبدى لنا المنظر البديع من بعيد حيث أطلَّت الشمس خجلى ،،كأنها الياقوتة" معلقة على صدر البحر الازرق الهادئ الجميل .
سار اليخت بنا متهاديا وقد فَتَحَ لنا البحر كل ابوابه الواسعة جداً وترك لنا حرية الاختيار ،
وعلى صوت مداعبة اليخت لصفحة البحر المبتلة الساكنة التي لم تصحو من غفوتها بعد ، اشار لي صديقي ان آني اليه وهو يُمسك دفة اليخت ليريني تلك الاحياء التي تظهر في جواله وكأنها منتجعات على سفوح ً وتلال ، بل كأنها مدنٌ ذات ابراج ملئى بالاحياء الراقيه قائلاً ، هذه هي وجهتنا ففي هذه الامكان اسماك البراكودا وهي الآن بالانتظار .
اكمل اليخت المسير متهادياً الى ان توارى خلف ستارة البحر كل شيء ،
وعلى موجٍ مخمليّ أوقفَ صديقي يخته بلا اربطة او حزام ، واخبَرَنا بالوصول ، ودعانا لالقاء شباكنا المحملة بما لذ وطاب ، واخبرني انا تحديداً بأن اجعل سنارتي تهبط الى ان تلامس ارض البحر ، كاني شعرت بانه لا يريد ان يجعل الاسماك تأتي الى شباكي تطلب ما تحمل من مغريات ، بل يريد ان يضع لها ويقدم لها تلك المغريات دون ان تشعر بالحاجة او ان تشعر بالانكسار .
فهنا الخير وفير ، فهنا التمر ، وهنا القمح ، وهنا فاكهة الصيف في عزِّ الشتاء ، وهنا البحر ليس فقط اسماك وماء .
ودون طول انتظار ، ومع ابتعاد الشمس عن البحر واقترابها منا وإذا باسماك البراكودا كأنها اللؤلؤ في ابهى بريق خرجت لتلقي علينا تحية الصباح وبدى البحر من حولنا كأنما قد أُشعلت في كل طرقاته الانوار ، وراح كل واحد منا في اتجاه ، وبلا ترتيب او تحضير وبلا ترجمان اذهلني ذلك الحوار ، احدهم يقول اقتربي ايتها الرائعة الجمال كلي مما ترين ولا تتعجلي ، فنحن لا نمل الانتظار ، وتارة يقول صديقي الآخر انتظر قليلًا فقد بدت اسراب قادمة من بعيد ، ربما يردن الوصول الينا ، ارجوك انتظر حتى يأخذن القرار ، ولم نزل كلنا في حوار ،،،،،،،،،،،،
فقط مع صديقي إن اردت يوما ان ترى شيئا ً فريداً او ترى البحر كما لم تكن يوما تراه ،
،، فصديقي ليس شخصًا ساذجاً او عابراً "فهو استاذٌ وبحر ُ علمٍ ومميز ، فهنا لن ترى شيئًا على الإطلاق عادي ، فهنا اينما كنت ستُدهَش ، وهنا كل التحدي ، كتحدي الهجن والخيل الاصيله حين تأتيها جموع الناس من كل الجهات ،
كل هذا ستراه حتما ان كنت يوماً فوق هذي الارض وعلى ثرى وبحر الامارات .