11-11-2021 11:58 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
بذل جلالة الملك عبدالله الثاني، الوصي على المقدسات العربية والإسلامية في القدس، جهوداً كبيرة في صون وهوية وعروبة المقدسات، انطلاقاً من تاريخية الوصاية الهاشمية ودروها على امتداد أكثر من مئة عام.
وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني، لا زالت شواهدها حاضرةً في العمران المادي وفي المواقف السياسية والجهود الملكية المبذولة على الساحة الدولية لأجل أنّ تبقى القدس وعروبتها، ومقدساتها، محل اهتمامٍ دوليٍ.
فمنذ تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني، سلطاته الدستورية عام 1999م، كان ترميم منبر صلاح الدين، كما كان، هو المعلم الأول الذي كان في طليعة عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي امتدت خلاله جوانب الوصاية الهاشمية.
ولا زال إنقــاذ هذا المنبر، علامة شاهدة على استمرارية وصاية ملوك بني هاشم، وفي منتصف نيسان عام 2007م، تأسيس الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك، ورسالته هي ترميم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وحماية وصيانة المسجد الأقصى/ الحرم الشريف والحفاظ عليه.
وعلى مدار الأعوام 2008 وحتى 2020، وجه جلالة الملك عبدالله الثاني بترميم فسيفساء الصخرة المشرفة والمسجد القبلي، وهو مشروع حافظ على كل حجر فسيفساء وزخرفة تاريخية بصورتها الأصلية في المسجد الأقصى.
وخلال العام 2013م، جرى في عمّان توقيع اتفاقية تأكيد الوصاية الهاشمية، لتجسد التعاون الأردني الفلسطيني في حماية المقدسات، عبر تجديدها التأكيد على أنّ أجلالة الملك عبدالله الثاني هو صاحب الوصاية والشرعية الدينية في المحافظة على الأماكن المقدسة في القدس الشريف خصوصا المسجد الأقصى والممتلكات الوقفية التابعة له.
أما قرارات اليونسكو، وهي جهد بذلته الدبلوماسية الأردنية انطلاقاً من الوصاية الهاشمية، فهي قرارات لها من الأهمية بأنها تؤكد على إجماعٍ عالميٍ على عروبة المدينة المقدسة، وكان آخرها قرار اليونسكو الذي أعاد التأكيد على اعتبار جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير طابع المدينة المقدسة ووضعها القانوني لاغية وباطلة، وكما طالب القرار إسرائيل بوقف انتهاكاتها وإجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية ضد المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، وفي البلدة القديمة للقدس وأسوارها، بالإضافة إلى أنّ القرار ثبّت المكتسبات في القرارات السابقة وعلى وجه الخصوص تثبيت تسمية المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف كمترادفين لمعنى واحد.
وشهد المسجد المرواني، وهو من المعالم البارزة تحت ساحات المسجد الأقصى المبارك الجنوبية، أعمال ترميم امتدت للأعوام ما بين 2005 وحتى 2020، كما تم فرشه بالسجاد وترميم 13 رواقا من اصل 16 ، رغم كبر مساحته التي تزيد عن الخمسة دونمات، إضافة إلى تأهيل شبكة الكهرباء فيه.
إنّ الإعمار الهاشمي الخامس اليوم، لا زال موصولاً، وقد أسهم في صون عروبة المدينة ومقدساتها، بإرثٍ هاشمي أرساه ملوك بني هاشم، منذ عهد الشريف الحسين بن علي (طيب الله ثراه).
وبنظرة سريعة إلى إرث الوصاية الهاشمية العميق، فإن عهد الملك الحسين بن طلال شهد الإعمار الهاشمي الثاني والثالث والرابع، وبداية الخامس، وخلاله أقر قانون ولجنة الإعمار الهاشمي، وخاض الجيش العربي الأردني معارك الدفاع عن القدس القديمة جبل المكبر، وعصيون، والشيخ جراح عام 1967م.
كما تم في عهد الملك الحسين، تذهيب الصخرة المشرفة، والأمر بصناعة منبر صلاح الدين، وهي جهود موصولة للملك طلال بن عبدالله الذي حارب على أسوار القدس الشريف عام 1948م.
وفي عهد الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، تم الإعمار الهاشمي الأول (1922 – 1952م) ولا زالت الوثائق شاهدة على مواقف بارزة له في سبيل القدس، حتى سمي بشهيدها، إذ رمم كنيسة القيامة، ودعم ثورة البراق، وقاد معركة إنقاذ القدس عام 1948م، وبايعه أهل القدس، ليرسي وحدة الضفتين.
إنّ هذا الإرث لملوك بني هاشم، موصول منذ بايع أهل القدس بإمارة المؤمنين، عام 1917م، الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، عام 1917م، ولا زالت مواقفه حية وشاهدة على عروبة فلسطين، برفضه التنازل عن شبرٍ منها، وقد بايعه أهل القدس بالخلافة عام 1924، وتوفي في عمّان ودفن في المسجد الأقصى المبارك عام 1931م.
إنّ الوصاية الهاشمية على المقدسات، ذات إرثٍ عميقٍ ولا زالت وثائقها تروي جهود ملوك بني هاشم في صون عروبة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.