13-11-2021 02:29 PM
بقلم : د. ماجد الخواجا
كتب د. ماجد الخواجا... كنت دائما وما زلت ممن يجلون ما يقوم به الأمن العام من واجبات وخدمات تجاه المواطنين والقاطنين على أرض هذا البلد الطيب. لكن بالمقابل هناك شواهد عديدة على ممارسات لا تفسير منطقي لها، ومن تلك الممارسات ما تدعى بالمخالفات السهلة التي تأخذ شكل الجباية القسرية.
المخالفات السهلة أعني بها تلك المخالفات البسيطة التي لا تتجاوز الوقوف المزدوج أو الوقوف في مكان ممنوع وما شابه، وهي مضمونة لأنها لا تتطلب سوى شرطي ودفتر مخالفات أو جهاز الكتروني يصور لوحة المركبة ويخالفها. مخالفات قد تعيق الحركة لكنها بالتأكيد ليست بخطورة المخالفات التي تأخذ شكل الكوارث في كل لحظة، لكنها لا توثق ولا يمكن مخالفتها لأن أصحابها يمارسونها وهم على دراية بعدم وجود شرطي أو كاميرا ، ومن تلك الكوارث المتواصلة كل لحظة السرعة الزائدة، التشحيط، تغيير المسرب الفجائي والمتكرر والعشوائي، تجاوز طابور المركبات والسير على جانب الطريق وخاصة من الحافلات العمومية والنقل العام من أجل ملاحقة باص سابق له أو من أجل الحصول على راكب قبل غيره. عمل مسرب ثاني وثالث من أجل الإنعطاف من شارع لآخر، ناهيك عن المركبات التي تواصل السير بعد أن تصبح الإشارة حمراء وخاصة عند جامع الجامعة الأردنية وعند إشارة الجبيهة والمنهل وغيرها.
وفوق وقبل كل ذلك، مخالفات العصبية الزائدة طوال الوقت والمزاحمة واقتحام المسرب وإلقاء النفايات. هذه كلها يصعب التثبت منها ومخالفة مقترفيها، فيما يسهل مخالفة المركبات التي يريد أصحابها شراء خبز أو دواء أو أي شيء لأنها مخالفات ثابتة ومرئية وسهلة.
ما حدث معي أمر مؤسف أن أصبحت المخالفات على النوايا، أي أنه بمجرد توافر النية تكون المخالفة، وليس عند الممارسة أو السلوك. تماما كما لو أن نتخيل حكم القضاء بالإعدام على شخص أبدى اعترافا أنه ينوي قتل أحدهم وهو لم يقتله فعليا.
إليكم ما جرى :
صباح يوم الثلاثاء 21/10/2021 وبلباس مدني وسيارة مدنية بجانب حديقة الكمالية ومبنى أمانة عمان في صويلح الساعة السابعة والنصف صباحا. أوقفني رجل مدني وسألني : وين رايح فأجبته أريد الذهاب إلى الشارع المقابل المؤدي إلى عمان، فقال لي هات الرخص وانزل من السيارة.. وفعلا نزلت فقال لي أنت مخالف لأنك " تريد " السير عكس السير !!!
وسألني من الفتاة التي معك فقلت له وأنا ما زلت مستهجنا أسلوبه: إنها ابنتي وأريد أن أوصلها إلى عملها.. فقام بإعطائي نسخة مخالفة عكس السير.. قلت له: أنا كنت صادق معك ولا يوجد أي إشارة تمنع السير بذلك الاتجاه، حيث أن النقطة الواقف فيها الرقيب هي نهاية شارع باتجاه واحد وبداية شارع باتجاهين.. وأمضيت عقودا من العمر وأنا وآلاف غيري يفعلون نفس الفعلة ولم يصدف يوما أن تمت مخالفة أحدا، ولم يصدف أن كان هناك نقطة تفتيش مرورية في تلك المنطقة.
قال: لكنك قلت أنك ستقطع الشارع، فأجبته نعم أنا قلت لكن لم أقطع الشارع، فكيف تخالفني على النوايا ؟؟؟
لو أنك واقف في المكان الذي يسمح لك التأكد من تنفيذي للمخالفة فلن أعترض أبدا.
وكان بإمكاني أن لا أصدقك القول وأتجه يمينا.
أو كان بإمكانك أن تطلب مني عدم قطع الشارع لأنه يعتبر مخالفة.
أما أن يتم تحرير مخالفة على النية ودون تنفيذ المخالفة فهذه جديدة علي في الأردن.
وأتساءل من الناحية القانونية هل تجوز المخالفة دون تنفيذ المخالفة والاكتفاء بشبهة النوايا.
السيد مدير الأمن العام ومدير إدارة السير :
إنني أقدم اعتراضي على المخالفة لما أوردته من حيثيات، منوها إلى أن رقيب السير اكتفى بمخالفتي وانطلق في سيارته المدنية لمكان آخر، أي أن الغاية ليست توعية وتحذير الناس، بل كانت مجرد اصطياد للبعض وأنا منهم.
راجيا أن لا تصبح المخالفات على النوايا لأنه في هذه الحالة فلن ينج الشعب كله من المخالفة.
أما تفاصيل المخالفة فهي موجودة حال الطلب .