14-11-2021 09:27 AM
سرايا - تقدم وزير الخارجية أيمن الصفدي بإستدراك دبلوماسي علني هذه المرة يحاول يخفف من جرعة الاندفاع في العلاقات الأردنية السورية بعد جدل سياسي ودبلوماسي توسع خلال الأسابيع القليلة الماضية تحت عنوان وعناوين التوسع الأردني في التفويض الأمريكي المتعلق بعلاقات التطبيع مع الجانب السوري.
وعلى هامش مشاركة وزير الخارجية في مؤتمر دولي من أجل الملف الليبي أمس الأول نقلت عنه قناة فرانس 24 دعوته مجدداً الى أن بلاده تتبنى الحل السياسي والمعالجة السياسية للأزمة السورية و تعمل مع الشركاء والاشقاء على هذا الاساس .
الاهم في تصريح الوزير الصفدي الجديد هو تلك الاشارة إلى أنه لا ينوي شخصيا القيام بزيارة قريبة الى دمشق أسوة بزميله وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد الذي قام بزيارة خاصة لدمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد فيما تسببت زيارته بجدل بين الدول الحليفة للإدارة الامريكية في المنطقة ووسط الأسرة الدبلوماسية حول طبيعة رضا الإدارة الامريكية عن زيارات التطبيع من هذا النوع.
وكانت العلاقات بين عمان ودمشق قد ذهبت الى اتجاهات غير مسبوقة في الأسابيع القليلة الماضية خصوصا بعد اتصال هاتفي بين الملك عبد الله الثاني و الرئيس السوري بشار الأسد إضافة الى فتح معبر جابر على الحدود المشتركة بين البلدين و إجراء سلسلة طويله من الاتفاقيات المتعلقة بالطاقة والتبادل التجاري والتبادل الزراعي وعودة مظاهر التنسيق الأمني.
لكن كل تلك الخطوات كانت في إطار توقع أن يقوم وزير الخارجية أيمن الصفدي بزيارة خاصة الى دمشق خصوصا بعد زيارة نظيره الاماراتي ،الأمر الذي نفاه الصفدي قبل قليل من الساعات مما يوحي بأن الدبلوماسية الأردنية تسعى نحو الاستدراك و الإيحاء بأنها لا زالت أو لا تزال مستمرة في الجزء السياسي من العلاقات مع الدولة السورية ملتزمة بالنصوص التي حددها المجتمع الدولي أو على الأقل بالرؤية الأمريكية للملف السوري .
ويبدو أن ما صرح به الوزير الصفدي له علاقة بجدل سياسي نخبوي تواصل في عمان مؤخراً تحت عنوان انزعاج وصل عبر القنوات الدبلوماسية الى الحكومة الاردنية ونتج عن مظاهر الاندفاع في تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ويوضح بصورة غير مباشرة أو في زاوية التلميح تصريح الوزير الصفدي وجود عدم رضا امريكي عن التطبيع السريع في العلاقات مع النظام السوري وبالتالي اضطر الصفدي للحديث عبر الاعلام الدولي والمحطات التلفزيونية عن عدم وجود خطط تخصه لزيارة دمشق قريبا.
وهذا الموقف المعلن في معطيات العلاقة الاردنية السورية يؤدي الى صنف من “الفرامل السياسية” في اندفاع العلاقات الدبلوماسية وهي فرامل لا يمكن لها ان تظهر على هامش نصوص الدبلوماسية الاردنية بدون مراجعات يبدو ان الادارة الامريكية على الارجح هي التي طالبت فيها ووسط تكهنات و توقعات بأن البيت الابيض أرسل لعمان رسالة واضحة لا تقبل اللبس والغموض يؤكد فيها بأن التفويض الممنوح من الرئيس جو بايدن بتدبير علاقات إيجابية او اقتصادية مع الجانب السوري لا يشمل عودة العلاقات بكل ثقلها او يؤشر على أن عمان فهمت بصورة خاطئة التقدير الأمريكي.
وقد وصلت تلك الرسائل من السفارة الأمريكية في عمان أيضاً و التي تقول ضمنيا بان ما وافقت عليه الإدارة الأمريكية هو عودة تصدير بعض السلع والمنتجات الأردنية الى الجانب السوري و إجراء مناقشات لها علاقة بتصدير الكهرباء الأردنية و الغاز المصري عبر الأراضي السورية إلى لبنان فقط و ليس العودة لسلسة كبيرة من الاتفاقيات ذات البعد السياسي او العسكري والأمني و الاقتصادي وهو أمر بات مسؤولون أردنيون في حالة الإدراك له الآن.
"رأي اليوم"