14-11-2021 11:31 AM
التعاطي والادمان على المُخدرات مفاهيم ومُصطلحات نقرأوها كل يوم ، وتطالعنا الارقام التي تعج بكثير من القصص التي اصبحت تهز صورة المجتمع وامنه الاجتماعي ، فيوما نقرأ اخبار الذين قاموا بقتل اباهم وامهاتهم جراء ما تجرعوه يوما ما وادمونا عليه فاصبحوا خارج نطاق الحضن الاسري والمجتمعي تتقاذفهم رياح الزمن تارة جراء انحرافهم عن طريق الصواب ، وتارة جراء رفاق السوء وتجار المخدرات ومروجيها .
المجتمع اليوم أصبح وبكل صراحة يُعاني من قضايا التعاطي والادمان ، فقد لا يخلو يوما الا وتقوم ادارة مُكافحة المُخدرات بالقبض على مُتعاطين او مروجين او تجار ، واصبحت الجهود التي تبذل تفوق المعقول ، مُقارنة مع ما يظهر من قضايا للمخدرات كل يوم ، في حين تغيب الجهود المجتمعية بعض الشئ لكبح جماح هذا المارد الذي يطل براسه كل يوم بشكل شرس ووحشي اكبر من اليوم الذي يسبقه ، فاصبح مروجي المخدرات يرون في هذا العمل اللاخلاقي نوعاً من البزنس لما له من دور في تحسين رفاههم الاجتماعي جراء ما يدر عليهم من مال على حساب حياة الاخرين ، غير ابهين فمن يترنحون خارج الحضن الاسري والمجتمعي ، فيما يجني الاهل والمجتمع والوطن ما يزرعه هولاء الخارجين عن حدود الاخلاق ويتميزون بغياب الضمير عن النفس البشرية التي تحولت إلى وحش مُفترس ينهش جسد كل من يتم التغرير بهم بكافة الاشكال .
إشكالية التعاطي لا يزال يُعاني منها عناصر المنظومة المجتمعية كافة جراء ما ينتج عنها من اضرار كبيرة لم تتوقف عند حد مُعين وتفاقمها كل يوم يجعل المشهد اكثر تعقيدا ً ، في حين تعيش الاسرة حالة من الخجل خوفاً من منظومة القيم الاجتماعية وما ينضوي تحتها من عادات وتقاليد واعراف ، مما يجعل الوضع السري يزداد سوءاً جراء الخوف والسكوت عن افراد الاسرة المُتعاطين فيمتد التعاطي الى باقي الاسرة ، ويزداد الطين بلة اكبر مما كان عليه بتعاطي فرد واحد من الاسرة ، فيتحول الانفاق من انفاق من اجل الحياة ، والرفاهية الى انفاق ليتحول الفرد والاسرة الى عناصر غير فاعلة كسولة ، يتحول بها المطاف الى المعاناة من الامراض العصبية والنفسية والاجتماعية لينتهي بها المطاف الى الانطواء وترك العمل والسعي الى توفير اثمان المخدرات باي شكل مما يجعل الافراد يحققون ذلك باي طريقة ووسيلة مهما كانت حتى وان ادى ذلك الى بيع اي شئ او رهن اي شئ او التحول الى تحصيل المال بطرق غير شرعية ، ولو وصل الامر الى القتل .
اليوم وكل يوم نحن امام مشهد يزداد تعقيدا ، وبحاجة إلى جهود كبيرة سواء كانت أهلية او مجتمعية من أجل كبح جماح هذا المارد الذي قد يكون يوما ما امام منزل أي فينا ويدلف الينا بدون أي أذن او موافقة ، وعندها لا ينفع الندم حتى وان كان الشعور بالخجل هو الملجأ إلى ذلك .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-11-2021 11:31 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |