16-11-2021 10:44 AM
بقلم : علام منصور
يعاني قطاع الانتاج التلفزيوني في الاردن معاناة مزمنة على ما يبدو؛ وتفاقمت وازدادت حدة في "عهد كورونا" وما تبع تلك الجائحة من نتائج اقتصادية واجتماعية علي الصعيد المحلي والعربي والدولي ؛ اللافت في الأمر؛ أن دولة مجاورة تعاني من حرب اهلية منذ اكثر من عقد من زمن؛ لكن ماكينة الانتاج الدرامي فيها لم تتوقف؛ بل أنتجت مسلسلات من رحم معاناتها ولاقت حضورا حماهيريا على المستوى العربي؛ وهذا امر يبدو محيرا ومربكا في القاء اللوم عن المسؤول في تردي الانتاج الدرامي الاردني وادخاله لغرف الانعاش؛ بالرغم من توفر تاريخ مشرف في ذلك تجلّى في العديد من المسلسلات التاريخية التي لاقت صدى وحضورا مميزا على مستوى الوطن العربي؛ نذكر على سبيل المثال لا الحصر مسلسل الاجتياح؛ مسلسل سلطانه (رائعة الاديب غالب هلسا) ومسلسل نمر بن عدوان وعَودة ابو تايه وآخرها مسلسل مالك بن الريب للدكتور صالح الشورة الذي كان أول عمل درامي تاريخي له؛ وأبدع فيه؛ هذه أعمال ما زالت في ذاكرة المشاهد العربي من حيث جودة النص؛ وتوفر كادر ذو خبرة؛ سواء من ممثلين أو من ممثلات؛ ومن حيث الانتاج أيضا اضافة لرؤية اخراجية مميزة؛ لكن يبدو وللأسف أن ما بعد كورونا لم نعد نرى مسلسلات ذات حضور؛ لغاية الآن على الأقل؛ وهذا بالطبع يعود للجائحة كما أسلفنا؛ ويعود لشركات الانتاج التي تناضل وتجاهد في السوق المحلي والعربي كي تجد من يدفع ويقدر كلف الانتاج الدرامية المرهقة التي اصبحت ترهقها وتثقل كاهلها؛ وتجعلها تترد في القيام بمشاريع درامية ضخمة في ظل غياب الدعم الحكومي لها سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر؛ ومن خلال اعفائها من الضرائب والرسوم الجمركية على مدخلات الانتاج التلفزيوني؛ وإن كانت تلك الشركات أيضا تتحمل عبئا في ذلك هي الاخرى من خلال قيامها في البحث عن أفكار نصوص ريادية؛ تلامس عصب المشاهد العربي وتراعي ذائقته الدرامية؛ بعيدا عن الابتذال والاسفاف؛ وأن تنوع من طرحها وانتاجها الدرامي في ظل عالم متسارع في مجال الاعلام والاتصالات المرئية، تجعل للمشاهد ترفا فكريا وثقافيا في اختيار ما يناسبه وما يلائم ذوقه؛
"نعلم بان المسلسلات التلفزيونية في طريقها الى التغيير فالأمر لم يعد يتعلق بمجرد مُشاهد جالس على الأريكة. انها تحفز المشاهدين على التفاعل معها. وهنا نتحدث عن الفيسبوك وتويتير و الشاشة الثانية، أي اللوحة. نحن المستهلكون، اننا في مركز سوق الابتكار هذا .
الإبداع لا يعني تغيير كل شيء، بل التأكد من امكانية الاستمرار في رؤية مشاهيرنا المفضلين على شاشاتنا الصغيرة"
علام منصور
كاتب وباحث
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-11-2021 10:44 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |