21-11-2021 12:09 PM
بقلم : المحامي علاء مصلح الكايد
" زوجة تقضم أذن زوجها "، ليست مفارقة عفوية أن هذا العنوان الذي إنتشر كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل خلال يومين معاد نشره وليس بجديد، وأهم ما في الأمر أنه إنتشر قبل عامين في ذات الوقت من السنة وتبين حينئذ أنها لم تقع في المملكة.
نعم لدينا مشاكل وظواهر غير حسنة ندعو دائما إلى تشخيصها بجرأة وموضوعية ووضع الحلول اللازمة لها، لكن وفي ذات الوقت لدينا سيل من المعلومات المضللة والشائعات التي تستهدف الروح الوطنية، والأمن الاقتصادي والاجتماعي، والثقة بصورة عامة، وهذه مسألة تراكمية لا يستهان بأثرها.
هناك الكثير من الشائعات مما قد يخرج عن إطار ضرورة النفي الرسمي المباشر، لكن تركها تدور بهذه الصورة يفتح المجال لاستقبال ما هو أكثر تأثيراً وربما فتكا.
لسنا مع نظرية المؤامرة، ولا الدعوة لجعلها شماعة لكل حدث أو ظاهرة، لكن العكس غير منطقي كذلك، فهذا الحجم الكبير من المعلومات المغلوطة يؤشر بوضوح على أمر غير بريء.
وإن من وسائل المعالجة الفعالة الإتفاق القانوني مع المنصات العالمية لتوضيح الأخبار الكاذبة أو حذفها وهو ما يعرف بـ" نيتس دي جي " الذي سنّته الحكومة الألمانية لمواجهة إنتشار المحتوى الذي ينشر خطاب الكراهية.
إن العالم الافتراضي اليوم مؤثر كالواقع وربما أكثر، لا سيما في بلد كالأردن الذي يعدّ من أعلى دول العالم إستخداماً للمنصات وعلى رأسها فيسبوك.
ليس في ذلك أي دعوة لكبت حرية الرأي والتعبير، بل مع حرية سقفها السماء، حرية مسؤولة تعزز الأمن الذهني والواقعي، لا تترك المستخدم أسيراً لمعلومات مضللة تنخر في وجدانه الوطني، لا سيما مع هذا الكمّ الكبير والمتواتر منها.