22-11-2021 10:53 AM
سرايا - كتب - إبراهيم قبيلات .. من يساعد هذا الطفل؟ أمير مات، فماذا عن الأطفال الآخرين؟ ماذا عن الطفل فرهود؟
أقول هذا وأنا أمام طفل آخر يعاني من انتفاخ في بطنه، الطفل فرهود، سألت والده محمد، عما يعانيه طفله، فأبلغني أن لديه مشكلة في الطحال، وأن هذه المشكلة هي أبسط ما يعانيه الطفل.
ما يعانيه الطفل فرهود أنه بحاجة الى كلية وكبد معاً، حسبما أكد والده. تخيلوا.
الأب لم يسبق له وخرج للإعلام أو تحدّث مع أحد بصورة عامة، لم يطلب من المسؤولين، فهو عموماً يدرك الإجابة، وها هي تجربة أمير تثبت ظنّه.
قبل فترة أبلغه طبيب تركي كشف على الطفل في الأردن ان مشكلة الطفل سهلة، لكنه تكلّف مئة ألف دينار.
قال الطبيب: "أجري مثل هذه العمليات لنحو عشرين طفلاً في العام".
الطبيب التركي كان قادما الى الأردن من أجل رؤية طفل كان أجرى له عملية مماثلة، وان حالته متطابقة مع حالة طفلنا هذا.
سألت والده عن قدرته على تأمين مبلغ العملية فقال: أنا موظف فمن اين سآتي بالمئة ألف.
بحسب ما قاله الأطباء للوالد فان مشكلة الطحال ستعالج بنفسها من دون تدخل جراحي اذا ما جرى زرع كبد وكلية للطفل.
وتبقى هذه العقبة بحاجة لمن يفكفكها، أعني عقبة المئة الف.
وأنا أستمع للهفة الأب تذكرت حديث وزير الصحة، وهو يقول عن حالة الطفل المرحوم أمير، إن عالجنا أمير سنفتح على أنفسنا باباً لن نستطيع إغلاقه.
هذه هي السياسة التي تتبعها الحكومات باستمرار، ليس في شأن الطفل أمير أو طفلنا هذا، بل في كل الملفات.
عندما يخرج مواطنون احتجاجاً على ملف ما، سترفض الدولة الاستجابة لهم، ليس لأنها غير مقتنعة بالمطالب، بل لأنها اذا استجابت ستفتح على حالها باباً عريضاً.
عندما رأيت الطفل، وقد انتفخ بطنه بصورة كبيرة، وسألت والده، علمت أننا امام كوارث صامتة لا يدري عنها أحد.
كوارث يموت فيها كثير من المواطنين ألف مرة من دون أن يسمع بهم أحد.
بعض المواطنين لديهم قدرة على إيصال صوتهم، أو أن صوتهم لسبب ما وصل، أما البقية الباقية وهم الأغلبية فصامتة. لكن هذه المرة الأغلبية الصامتة تئن.
لعل هذه الكلمات تسهم في حل مشكلة فرهود، ولعلها تصل لشخص بضمير حي فينجو الطفل فرهود.