25-11-2021 10:01 AM
سرايا - صدر حديثا، ديوان نثري، بعنوان «ظلال الروح» للكاتبة أمل مصطفى الخواجة، جاء في مائة وخمسين صفحة، وضم بين دفتيه أكثر من سبعين نصاً، قدّم له أ.د محمد صالح الشنطي، في مقدمة بعنوان «في انتظار الحلم المستحيل» ومما قال: «ما بين الحقيقة والحلم والحضور والغياب والواقع والخيال تعزف الكاتبة كلماتها الشجية شعراً متحرراً من أغلال الأوزان والقوافي» وقدمت له أيضا الكاتبة والأديبة هيام ضمرة فقالت: «ورغم فيوض من الحملات الهوجاء على قصيدة النثر، إلا أنها ثبتت بقوة وعناد كنوع أدبي شعري جديد تُمكن الأديب من البوح بطريقة غير ملتزمة بقواعد الخليل وبحوره شاء من شاء وأبى من أبى.....»
رغم تنوّع عناوين ديوان «ظلال الروح» إلا أنها تصب في بوتقة واحدة، فالحزن والألم خيم على كلمات الشاعرة أمل الخواجة، ورغم ذلك نراها تلتمس الأمل في نصوصٍ كثيرة، فقد بدأت ديوانها النثري بنص عنونته (لا زلت على قيد الأمل) ناجت بها طيف الروح وعانقت همسات النجوم، وكانت سعيدة بوقوف الأحلام معها « هي الأحلام وحدها من تقف معنا دائماً/ تُبعدنا عن واقع مليء بخيباتٍ موجعة/ تحتضنا تلملم بعثرتنا/ تهمس في أعماقنا سراً/ أنتم بخير وغداً أجمل/.ص16
الشوق والحنين، مفردات عزيزة على نفس الشاعرة أمل الخواجة، فقد كان لها الحظ الأكبر في نفس الشاعرة، فقد حمل ديوانها العديد من النصوص التي تحاكي الشوق والأمل، فهي تحمل أشواقاً مخبأة في حقائب الغياب، وأفكاراً تتسلل وعطراً ينساب، أفكار تراود الوقت عن نفسه/ وترمي بخطواتها على حافة المسافات/في زمن أمعن بالغياب/ وجه من سراب/يُطلّ من كوة وهمٍ/ ص45
وفي نص آخر بعنوان (ومضات شوق) تطرق الشاعرة باب الذكريات، الباب الذي من خلاله أحياناً قد يعبر بصيصٌ من الأمل، فما أكثر الذين يعيشون على الذكريات الجميلة، فشريط ذكريات الشاعرة يؤججها، وتلمع من خلاله ومضات الفرح...» يؤججها شريط ذكريات/ ومضة فرح/ تدغدغ روحي/ تغزلها عقد لؤلؤ/ تعطر الفؤاد/ تمسح عن وجه القمر/مساحات الوهم/ شعلة عالقة/ على جدار التمني/ ص 75
تخلل الديوان الكثير من الصور البلاغية الجميلة التي تنم عن ثقافة الشاعرة الواسعة «أرسمُ حلماً غافياً/بريشة عازف على أوتار الوهم/ أقلب صفحات أيامي/ أكتب رواية أحزاني الخالية/ أخلدها في دفتر ذكرياتي/ أسطرها حروفاً... شعراً يملأها الحنين/ص 18، الشاعرة أمل حلمت... وناجت.... وتأملت.... في ديوانها، واختارت المفردات التي تناسب موضوعاتها كمن ينسج أثواباً من الحرير، نبارك للشاعرة أمل مصطفى الخواجة ديوانها (ظلال الروح) ونرجو لها المزيد من النجاحات.