27-11-2021 08:57 AM
سرايا - بعيدا عن التراشق السياسي الحاصل بين فرنسا وبريطانيا على خلفية أزمة المهاجرين الذين يعبرون السواحل الفرنسية نحو القناة الإنجليزية، أملاً بتحقيق حلم "الرخاء"، تقبع مأساة.
إنها كارثة مئات اللاجئين الذين تبتلعهم المياه بين البلدين، ولعل آخر فصولها مقتل 27 شخصا يوم الخميس غرقا في بحر المانش.
ومن بين هؤلاء الغرقى، تم التعرف على أولى الضحايا، ألا وهي العراقية مريم نوري محمد أمين.
رسالة من على متن رحلة الموت
فالشابة الكردية التي تبلغ من العمر 24 عاماً، كانت تستعد لملاقاة خطيبها، إلا أن البحر غدر أحلامها، فانتشلت جثة زرقاء، ولفت بكفن بدل فستان العرس الأبيض.
وفي السياق، أوضح خطيب الشابة، أمين باران الذي يعيش في المملكة المتحدة، أنها كانت تراسله خلال رحلة الموت هذه، عندما بدأ الزورق يغرق.
وقال لشبكة "بي بي سي" البريطانية، إنها كانت تحاول طمأنته باستمرار، مؤكدة أن أي مكروه لن يحص، وأن فرق الإنقاذ ستسعى لمساعدتهم.
كما أكد الشاب الآتي من بلدة صوران في كردستان العراق، أنهما كانا يتبادلان الرسائل على Snapchat قبل أن تبدأ المياه بالتسرب إلى الزورق الذي راح يفقد توازنه، فيما بدأ الركاب يخرجون الماء منه. وقال إنه كان يتابع موقعها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
إلا أن الرياح لم تأت بما تشتهي أحلام العروس، فتوفي جميع الركاب باستثناء اثنين، قبالة الساحل الفرنسي الشمالي.
فرحلة الموت هذه لم تخطف مريم وحدها، بل ضمت أيضا ست نساء أخريات، إحداهن حامل، وثلاثة أطفال، فضلا عن 17 رجلاً .
يذكر أن فرق إنقاذ فرنسية بريطانية مشتركة كانت استنفرت عند الساعة 2 من بعد ظهر يوم الأربعاء، بعد رصد قارب صيد صغير في وسط المياه يقل عشرات المهاجرين غير الشرعيين، قبالة سواحل فرنسا.
إلا أن عملية البحث ألغيت في وقت متأخر لاحقا، لتشتعل أزمة تقاذف المسؤوليات والاتهامات بين الطرفين، فوق الجثث الطافية في المياه.