27-11-2021 03:38 PM
سرايا - إذا كنت تشعر أنك وحيد وأنه ليس لديك أصدقاء فهذا غير صحيح، وإذا اعتبرت أنه من الصعب تكوين صداقات جديدة، فهذا أيضا غير صحيح، ويكفي أن تكون على استعداد لبذل القليل من الجهد.
في تقرير نشره موقع (فيري ويل مايند) المتخصص في الصحة النفسية تطرق إلى الأسباب المحتملة لعدم نجاح محاولاتك لتكوين صداقات وكيف يؤثر عدم وجود أصدقاء سلبًا على صحتك العقلية، كما قدم نصائح حول كيفية تكوين صداقات جديدة.
عدم القدرة
قالت أخصائية علم النفس جيسيكا إرميليو إن الكثيرين يشعرون بأن ليس لديهم أصدقاء أو أن الآخرين لا يفهمونهم في حين هناك العديد من الأسباب التي تجعل شخصًا ما يبذل مجهودا لتكوين الصداقات دون أن ينجح في ذلك.
واعتبرت الطبيبة النفسية أن القلق من مقابلة أشخاص جدد هو السبب الشائع لهذه الصعوبة، وأن العديد من الأشخاص يعانون بدرجة متفاوتة منه، موضحة بأنه ينبع من الخوف من أن الرفض والأحكام.
الخوف من اللقاء بأشخاص جدد يمنع من تكوين أصدقاء
وتتداخل هذه المخاوف عند البعض، وفق الأخصائية، مع قدرتهم على التواصل مع الآخر لأنه من الصعب للغاية التركيز على محادثة والانخراط فيها عند الشعور بالتوتر أو عدم الشعور بالثقة في النفس.
تدفع هذه المشاعر غير المريحة حسب إرميليو على تجنب تكوين صداقات، وترى الطبيبة النفسية أن تجنب الصعوبات التي تأتي مع تكوين الصداقات هي أيضا أحد الأسباب.
وأوصت بطرح سؤال بينك وبين نفسك عن السبب في رفض الفرص الاجتماعية، موضحة أنه من الصعب تكوين صداقات جديدة عندما لا تكون مستعدًا للقيام بذلك.
توقعات عالية
يُثقل الناس كواهلهم لتكوين علاقات اجتماعية وصداقات ناجحة، فيما تذهب إرميليو إلى أنه “ليس من الضروري أن يكون لديك فيلق من الأصدقاء”.
وتابعت أن كل ما يتطلبه الأمر هو صديق أو صديقان للحصول على الفوائد النفسية التي تأتي من الصداقات العميقة.
وأوصت الطبيبة النفسية بالتركيز على تكوين علاقة أو صلة ذات مغزى، وأن تخفف عن نفسك أي ضغط قد تشعر به لإنشاء قائمة لا حصر لها من الأصدقاء.
ليس من الضروري أن يكون لديك فيلق من الأصدقاء
اعتبر تقرير (فيري ويل مايند) أن قلة الأصدقاء أو الصداقات السطحية “الفقيرة” يمكن أن تضر بصحتك العقلية.
وتبدأ الحاجة إلى صداقات آمنة منذ الولادة، وفق الأخصائية النفسية، وخلال الطفولة يلبي الآباء هذه الحاجة عبر تزويدنا بالأمان الجسدي والعاطفي، لكن مع التقدم في السن، نتطلع أكثر نحو الصداقات أو الروابط الوثيقة لتلبية احتياجات التعلق هذه.
استعرضت إرميليو بعض العقبات النفسية التي قد نواجهها عندما لا تتم تلبية احتياجات التعلق لدينا:
ضعف الانتماء: يمنحنا العثور على صداقات وثيقة والحفاظ عليها شعورًا بالانتماء، وهو عامل وقائي يساعدنا في إدارة التوتر.
الشعور بالوحدة: يمكن أن يساعدنا الشعور بالارتياح النفسي والدعم الذي يوجد غالبًا في الصداقات الوطيدة في التعامل بشكل أفضل مع أي تحديات تواجهنا.وعلى العكس من ذلك، فإن نقص الدعم الاجتماعي الملائم والذي قد يشعر به شخص يفتقر إلى صداقات يعزز الشعور بالوحدة والعزلة.
تهديد على الصحة العقلية: تعد الوحدة والعزلة من عوامل الخطر التي تؤدي إلى عدد كبير من مشكلات الصحة العقلية لأننا كائنات اجتماعية نريد ونحتاج إلى روابط وثيقة مع الآخرين.
تبدأ الحاجة إلى صداقات آمنة منذ الولادة
الصداقات تطيل العمر
اقترحت إرميليو بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لتكوين صداقات وتجربة الشعور بالانتماء.
أولها البحث عن بيئات مريحة، إذ من المهم أن تحاول إيجاد طرق لمساعدة نفسك على الشعور بالراحة أثناء تكوين صديق جديد.
من الطبيعي أن تشعر بالتوتر أثناء لقاء أشخاص جدد
ونصحت الأخصائية بأن تسأل نفسك إن كنت شخصا يشعر براحة أكبر مع التفاعلات الفردية أم ترتاح بوجود الكثير من الأشخاص من حولك، معتبرة أن الإجابات على هذه الأسئلة ستساعدك على العثور على البيئة المناسبة لك لتكوين صداقات جديدة.
أوصت الأخصائية أيضا بالتفكير في أنواع الأنشطة التي تساعدك على الشعور بالثقة في النفس، على سبيل المثال رياضة أو نشاط تستمتع به ويمنحك الشعور بالثقة، كما نصحت بزيارة أماكن جديدة.
اعتبرت الطبيبة أنه من الطبيعي أن تشعر بالتوتر أثناء لقاء أشخاص جدد، ونصحت بالبحث عن طرق لتهدئة نفسك والمرور إلى الشعور بالألفة.
ضع العلاج في اعتبارك
رأى التقرير أن إيجاد صعوبة في الشعور بالانتماء داخل الصداقات قد يستدعي التواصل مع معالج لمساعدتك في فهم الصعوبات التي تواجهك والعمل معك للتغلب عليها.
وذهب إلى احتمال وجود جوانب من ماضيك قد تؤثر على قدرتك على أن تكون منفتحًا على أشخاص جدد في حياتك، وأيضا وجود احتمال إصابتك باضطراب القلق الاجتماعي.
ويتطلب تكوين الصداقات أن تخرج وتتواصل مع الناس، على الرغم من أن هذا قد يكون مخيفًا، إلا أنه يساعد في اختيار البيئات التي تشعر بالراحة فيها والبدء ببطء.