01-12-2021 09:19 AM
بقلم : المحامي علاء مصلح الكايد
بكثير من التناقض، شهدت الصفحات الزرقاء تغنيا بالجموع السياحية في مطار شرم الشيخ الدولي وفي الأقصر، مع تعليقات كثيرة حملت نقداً كثيرا تحت بند " شو الفرق بيننا وبينهم، شو ناقصنا ما يكون عندنا زيهم " والكثير من سهام الانتقاد والإتهام بالتقصير.
المفارقة أن هذه الصفحات هي ذاتها التي وصفت جموع السياح الوافدة إلى مطار العقبة مؤخرا بأنها تحمل كارثة صحية وإزدواجية في تطبيق المعايير الصحية رغم أن البروتوكولات المتعلقة بالمسافرين موحدة بين الدول.
وتلك الصفحات هي ذاتها التي سال عبرها طوفان التعليقات التي هاجمت وبضراوة الحفلات الغنائية التي أقيمت في المملكة، ووصمت بأقذع الأوصاف، فحتى مهرجان جرش التاريخي الذي يرتاده الأردنيين والأردنيات، النشامى والنشميات، وصف كغيره بأنه مهرجان العري والفجور وغيره ممّا يعفّ اللسان عن ذكره، ووصلت اتهامات إلى حد التكفير!
تلك معادلة عصية على الفهم والاستيعاب، فما نغبط غيرنا على تحقيقه نريده لدينا لكن بشروط من إعجاز!
لا ننكر التراجع في إدارة ملف مكافحة الوباء، لكن السياحة تحديدا وما يدخل في بابها من نشاطات فنية تستدعي انفتاحا ذهنيا كالذي يمتلكه اشقاؤنا المصريين، فالشعب هو العامل الأهم في رفع مستواها أو تثبيطه، وإذا أردنا نشاطا سياحيا ثقافيا فنيا حقيقيا يتوجب علينا أن ندرك أهمية تلك العوائد على الاقتصادين الشعبي والرسمي بصورها المباشرة وغير المباشرة، وعلينا أن ندرك بأن ما يكتب على وسائل التواصل سهل الوصول إليه في عصرنا الذي نعيش، وقد يكفي ذلك لأن يكون عاملا طاردا لما يظهره من صورة ملتبسة غير حقيقية لمجتمعنا وأخلاقه المشهود لها من القاصي والداني.
لست أتخيل لو كنا قد أقمنا حفلا وطنيا مهيبا كالذي قام به أشقاؤنا المصريين في الأقصر، فحجم الهجوم والاتهام بتبديد المال العام عندها سيتجاوز المألوف وحتى المتوقع!
ان تلك الأوصاف لم تكن موجودة في قاموسنا بالأمس، وبصرف النظر عن التراكمات التي أدت إليها، نحتاج إلى معالجتها وتصويب آلية إشتباكنا مع العديد من الظواهر إذا أردنا حقيقة أن نغير من الواقع للأفضل، وإنا لقادرون على ذلك ومؤهلون له، وكنا كذلك بالأمس!