حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4428

"بسبوس عاشق بسة"

"بسبوس عاشق بسة"

"بسبوس عاشق بسة"

04-12-2021 08:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي الشريف

انتشرت اغنية بين اوساط الشباب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تقول بداية كلماتها بسبوس عاشق بسة ويدلعها بسبوسة .
وتطورت هذه الاغنية فيما بعد وخلال وقت قصير لتصبح دبدوب عاشق دبة ويدلعها دبدوبة ..ثم تطورت فاصبح قردون عاشق قردة ويلعها قردونه .. ثم بطوط عاشق بطة ويدلعها بطبوبة مع تفير الاصوات ووجوه المطرمين والمطرمات .

ثم ظهرت العبقرية وتجلت لتصبح الاغنية مجنون عاشق هلبة ويدلعها مجنونة وعلى ما يبدو ان التطور قادم بأشياء اكثر واغرب وسط ضياع تام للأغنية العربية المحترمة .

هذه الاغنية اشبه ما تكون بالبيانات الوزارية التي تطلب الحكومات الثقة على اساسها من مجلس النواب فكلها نفس النغمة ونفس الموسيقي مع تغيير بالعناوين .

فمثلا تأتي حكومة فتتحفنا بان حربها على الفساد لا هوادة فيها ثم تذهب لتاتي التي تليها وتقول ستكون حربنا على الفساد لا هوادة فيها ..وتأتي التي بعدها لتصدح بأعلى الصوت حربنا غلى الفساد مفتوحة ولا هوادة فيها ..والغريب يستمر الفساد.

الحقيقة ان مشكلتنا الحقيقية ليست بالأغنية انما مشكلتنا وصلت الى مرحلة كبيرة من التردي الفكري والتردي الاكبر في عدد المتابعين لمثل هذه الامور تماما مثل الحكومة التي تطرح بيانا وزاريا منقول ومنسوخ واكل الدهر عليه وشرب وفارغ فيأتي مجلس النواب ويمنحها الثقة .

او مثل مجلس نواب يقضي فترة الاربعة سنوات وهو يتوعد الحكومة بالويل والثبور ان هي رفعت الاسعار فترفع الحكومة الاسعار كل شهر والمجلس فقط يستعرض علينا بالخطابات الرنانة التي هشمت اللغة العربية.

بصراحة اغنية بسبوس عاشق بسه هي استنساخ حقيقي لواقع اجتماعي سياسي رياضي ادبي ثقافي متردي بكل تقلباته واكاذيبه ويقاد بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت مسرحا لكل تافه ليدلي بدوله سواء من خلال ما يكتب او ينشر او ما يبث من مباشر....

بكل اختصار حين تفقد الامم تاريخها ولغتها وحضارتها فحتما ستهوي نحو الهاوية وحين تصبح اهم الاشياء في نظر الناس واخطرها عبارة عن بسبوس وقردون وبطبوط فلا احد يتوقع ان نمضي للأمام .

وحين تصبح اغنية بوس الواوا وبسبوس وبحبك يا حمار اهم واكثر انتشارا من اغاني ام كلثوم وكاظم وكلمات نزار علينا ان ندرك لماذا تهشمت اللغة العربية حتى في خطابات اهل المناصب .

ما علينا من كل هالسيرة فالأيام القادمة ربما تشهد مزيدا من الابداع الغنائي والذي ربما ينتقل ليكون انطلاقة للأغنية السياسية العاطفية الاجتماعية في الاردن مثل( منتوف عاشق منتوفه وبدلعها الحكومة)








طباعة
  • المشاهدات: 4428
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم