بقلم :
مسكينة فلسطين، دائما ما كانت ورقة يستخدمها المعظم من أجل مصالحه.

لم يكن من شيء ينقص التخاذل العربي ضد فلسطين سوى فيلم أميرة المسيء للأسرى الفلسطينيين.

ما أشد فرحة العدو اليوم بكل شيء.

أحداث الفيلم حول فتاة تدعى أميرة وهي مراهقة فلسطينية ولدت بعملية تلقيح مجهري، بعد تهريب السائل المنوي لوالدها نوار الاسير في السجون الإسرائيلية.

وعلى الرغم من اقتصار علاقتهما على زيارات السجن، يظل نوار بطل أميرة، ويعوضها حب من حولها عن غيابه، لكن عندما تفشل محاولات إنجاب طفل آخر، يُكشف أن نوار عقيم، فتنقلب حياة أميرة رأساً على عقب، إذ ترفض والدتها الكشف عن والد أميرة الحقيقي بداية، قبل أن يظهر أن النطفة المهربة تعود إلى ضابط إسرائيلي، فتطلب من أميرة الهرب خارج فلسطين للمحافظة على حياتها.

ما هذا الإجرام؟ من يعلم ماذا يعني طريقة تهريب النطف ثم عرضها للفحص لتأكيد النسب يدرك أن الفيلم بقلم العدو.

نحن نعيش في أسفل محطة، محطة لا يمكن استيعاب سحقها وهوانها.

هل وصلنا إلى خدمة رواية العدو؟

يبدو ان الخدمة الكبرى اليوم لفلسطين هو أن نترك الفلسطينيين وشأنهم؛ لأننا كلما وضعنا يدنا في مياههم لوثناها.

منذ ما قبل عام 1948 لم نسمح لهم بتحرير أرضهم، فتدخلت جيوش الجامعة العربية فكانت النتيجة النكبة، ثم اذا ما عدنا نضع يدنا في مياه عام 1967 كانت الكارثة الاخرى.

الفلسطيني الوحيد الذي بقي بخير هو الفلسطيني الذي بقي في الداخل، عقب أن منعه الحصار من الاختلاط بالعرب.
بالمقابل، في قطاع غزة صار لديهم جيش يدك العدو ويدميه ويسحقه بالبساطير ويحقق الانتصار تلو الانتصار فيما هزائمنا تتراكم .

حتى أنت يا أميرة؟

الهيئة الملكية الأردنية للأفلام فرحة بفيلم أميرة فاختارته ليُمثّل المملكة في جوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة (2022).

فيلم يقدم نطف الاسرى بحسب الرواية الصهيونية، برغم الجهد الجبار للأسرى، ومن خلفهم من وراء السجن لصناعة حياة فلسطينية تغيظ العدو.

حتى عندما وضعنا نحن يدنا لوثنا هذا النضال المبهر للأسرى، وحتى من وراء جدران السجن لم يسلم الاسرى منا.

مسكينة يا فلسطين.