12-12-2021 01:43 PM
سرايا - طالب الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبدالرحمن المعاني بالعمل على تحليل الاسباب التي ادت الى الزيادة المؤلمة بأعداد الوفيات بكورونا خلال الفترة الاخيرة.
واوضح المعاني ان المملكة سجلت 230 حالة وفاة في الاسبوع 49 المنتهي يوم الجمعة وفي الاسبوع الـ48 سجلت 201 حالة وفاة، مقابل 60 حالة وفاة في الاسبوع الـ40.
وبين المعاني أن ارتفاع أعداد الوفيات اخر شهرين، مشددا على ضرورة النظر الى عدد الحالات النشطة (وهي الحالات المصابة بكورونا خلال اخر 14 يوماً وتخضع للحجر المنزلي) حيث وصلت يوم امس الى ما يزيد عن 66 الف حالة.
واشار الى ان اكثر الحالات التي سجلت لا تلتزم بالحجر المنزلي بل انها اكبر مصدر لزيادة اعداد الاصابات، وان بعض هذه الحالات تراجع المستشفى بعد ان تتفاقم حالتها الصحية وتصبح الاعراض حرجة وتصل الى المستشفى بمرحلة متأخرة، وهو ما يؤدي الى زيادة نسب اشغال الاسرة بالعناية الحثيثة، خصوصا في اقليمي الشمال والوسط مما يؤدي الى زيادة المرضى على اجهزة التنفس الصناعي وبالتالي تؤدي لزيادة ملحوظة بحالات الوفيات.
وبين المعاني أن الاجراءات المطلوبة للتقليل من حالات الوفيات المرتبطة بالاصابة بفيروس كورونا وفي ظل الوضع الوبائي الحساس والمقلق للغاية وقف جميع الانشطة التي تؤدي للتجمعات بكافة اشكالها لانها اكثر الاماكن التي توجد بيئة خصبة لانتشار الفيروس، وتغليب الملف الصحي على بعض القطاعات، منبها ان المواطن يجب عليه عدم حضور هذه التجمعات وان يغلب مصلحة اسرته والمجتمع على حاجاته الشخصية.
واضاف المعاني انه يجب التشديد على مراقبة ومتابعة الحالات النشطة في المنازل ومخالطيهم، علما ان اي حالة يكون معها ما لا يقل عن ثلاث حالات مخالطة، وهو ما يمكن ان يظهر في حالة زيادة الفحوصات حيث انه مقابل كل حالة يتم اكتشافها يكون هناك ما بين 8 الى 10 حالات غير مكتشفة وهو ما يظهر في زيادة ايجابية الفحوصات فكل ما زادت اعداد الفحوصات زادت نسبة الايجابية وبالتالي معرفة المصابين والتعامل معهم ضمن الاجراءات التي تضمن حصر الجائحة.
وشدد المعاني على ضرورة مراقبة مدى التزام المصابين بالحجر المنزلي، وماذا يتلقوا من علاجات وما هي الاعراض التي يتوجب فور ظهورها انتقالهم للعلاج في المستشفيات لتلافي الوصول المتأخر لهذه الحالات، على ان تكون المتابعة يومية مع المحجورين منزليا لمدة اسبوعين اذا ما اردنا ان نضبط الوضع الوبائي.
وعن البرتوكول العلاجي في المستشفيات طالب المعاني بمراجعتها حيث يلاحظ وجود مشكلة في الاقسام الحثيثة، متسائلا هل يتم توفير جميع الاجهزة اللازمة لهذه الاقسام وبمختلف المستشفيات وهل جميع الادوية الخاصة بعلاجات الفيروس متوفرة، لافتا الى ان احد الاطباء في الميدان اشتكى عن نقص واضح في احد الادوية الهامة التي تقدم للمرضى في المستشفى. ودعا المعاني الى تدريب الكوادر التمريضية، خصوصا وانها تتحمل العبء الاكبر من التعامل مع الحالات في المستشفيات بالاضافة لاعادة تقييم وتأهيل اقسام العناية الحثيثة وتقييم البرتوكول العلاج? من قبل المختصين في الميدان ومراجعته بشكل دوري والعمل على تعديله ان استوجبت ذلك بعض الحالات.
واوضح المعاني ان المسار الموازي لهذه المتابعة هو زيادة وتيرة التطعيم التي شهدت في الشهرين الماضيين تراجعا واضحا فيها وذلك من خلال تكثيف الحملات الاعلامية والترغيب في اخذ المطعوم على اعتبار انه خط الدفاع الاول حاليا ضد انتشار الوباء، مضيفا ان هناك اشكالية في الحملة الوطنية للتطعيم ضد كورونا وهي عدم استقطاب المواطنين للتطعيم، مبينا ان تشكيل الفرق الميدانية للوصول لجميع المواطنين في مكان سكنهم في جميع محافظات المملكة، ووضع مراكز للتطعيم في جميع المراكز الصحية الاولية والشاملة، والقيام بحملة تثقيفية توعوية بال?جتمع والاستعانة ببعض افراد المجتمع المؤثرين على المواطنين في محيطهم لتشجيعهم على تلقي التطعيم هي الحلول الاكثر نجاعة التي تمكننا من تجاوز الوضع الوبائي المقلق الذي نمر به حاليا.
واعتبر المعاني ان الخروج من هذه المحنة هي مسؤولية مشتركة بين الحكومة وافراد المجتمع ويجب على الجميع تحمل مسؤولياته لنتجاوزها.