14-12-2021 09:06 AM
سرايا - يعد كل من إيلون ماسك وجيف بيزوس من بين أغنى أغنياء العالم حاليًا، لكن ثروات المليارديرات المعاصرين لا تقارن بما امتلكه بعض أغنى الأشخاص في التاريخ.
وفي مقال نشره موقع "إنفيستوبيديا" (investopedia) الأميركي، تحدث الكاتب ديفيد فلويد عن بعض أغنى الشخصيات في التاريخ، الذين كان لثرواتهم تأثير على اقتصاد دول بأكملها.
ما قيمة كنز جنكيز خان؟
من الصعب تقدير ثروة الأغنياء في العصور الماضية لأن مفهوم الثراء يختلف من حقبة إلى أخرى؛ فكيف يمكن مثلا تحديد مدى ثروة أباطرة الفرس؟ وهل يمكن تقدير قيمة ثروة كنز جنكيز خان لو علمنا أن سعر أونصة الذهب يساوي 1769.75 دولارا (حسب بيانات أبريل/نيسان 2021)؟
من غير المنطقي استعمال الدولار لتقدير ثروات أشخاص عاشوا في عصور كانت فيها الاقتصادات لا تعتمد عملات حقيقية، وكانت الضرائب عبارة عن حبوب، لكن مجرد تخيل قيمة ثرواتهم في الوقت الحالي أمر لا يخلو من الطرافة.
ماركوس ليسينيوس كراسوس واستثمار العقارات
من بين أغنى الشخصيات التاريخية ماركوس ليسينيوس كراسوس الذي عاش خلال القرن الأول قبل الميلاد، وكان صافي ثروته في ذلك الوقت يقدر بنحو 170 مليون سيستر.
كان هذا الجنرال من أوائل المستثمرين في العقارات، حيث اشترى مساحات شاسعة من الأراضي والمنازل في روما بعد تدميرها، واعتمد على جيش عبيده من بنائين ومهندسين ومعماريين لترميمها وإعادة بنائها.
وتقول الأسطورة إنه مات عندما سُكب الذهب المصهور في فمه، في إشارة إلى مدى تعطشه للثراء.
ثروة جون دي روكفلر
مع ذلك، لا نحتاج إلى العودة بالتاريخ إلى العصور القديمة للعثور على أشخاص فاحشي الثراء.
فعلى سبيل المثال، تشير التقديرات إلى أن ثروة جون دي روكفلر (1839-1937) كانت تتراوح بين 300 و400 مليار دولار.
جي بي مورغان يقرض أميركا
تجدر الإشارة إلى أن جي بي مورغان أقرض الولايات المتحدة وأنقذها من الأزمة الاقتصادية والكساد الذي تبعها عام 1893، وذلك قبل إنشاء الاحتياطي الفدرالي.
شخصان امتلكا ثروة لا مثيل لها
وبدلاً من محاولة قياس ثروة أغنى الشخصيات في التاريخ بالقيمة المطلقة، يمكن تقدير حجم هذه الثروة من خلال معرفة أغنى شخص في ذلك العصر وفي منطقة جغرافية معينة، واتخاذه مرجعًا لقيمة المال.
وفي التاريخ كله، كان هناك شخصان امتلكا ثروة لا مثيل لها؛ لدرجة أن إنفاقها في العصر الحالي يمكن أن يغرق الاقتصاد العالمي في حالة من الفوضى.
مسجد جديد كل يوم جمعة
في عام 1324م، ذهب مانسا موسى حاكم الإمبراطورية المالية لأداء فريضة الحج مع حاشيته التي تألفت من نحو 60 ألف شخص، ومعه كمية لا تحصى من الذهب وزعها على الفقراء في مدن البحر الأبيض المتوسط التي مرّ بها أثناء رحلته. ووفقًا لإحدى الروايات فإم مانسا كان يبني مسجدًا جديدًا كل يوم جمعة.
وهو المَلِكُ الأَشْرَفُ الحَاج مانسا موسى أو كانجا موسى أو كانكو موسى نياري نياكاتي أو موسى الأول، وولد نحو 1280 وتوفي عام 1337م، وهو المانسا العاشر لمملكة مالي بين 1312 و1337م. وعند اعتلائه العرش كانت مملكة مالي تتكون من الأراضي التي كانت تابعة لإمبراطورية غانا ومالي وما جاورهما، حسب ما ذكرته ويكيبيديا.
كان يُنفق ببذخ في القاهرة والمدينة المنورة بشكل خاص، وأدى التدفق المفاجئ للأموال إلى ارتفاع أسعار السلع اليومية في ذلك الوقت.
وإدراكًا منه لموجة التضخم المفرط التي ابتليت بها منطقة بأكملها بسببه، لجأ مانسا إلى ما يسمى اليوم "التسهيل الكمي"، حيث قام بشراء كل الذهب في القاهرة على سبيل الإعارة بسعر فائدة مرتفع.
فدية تملأ غرفة كبيرة بالذهب
ماذا عن الأميركتين؟ في عام 1532م، كانت حرب الخلافة الوحشية بين الإخوة غير الشقيقين أتاهوالبا وهواسكار توشك على الانتهاء، وكانت إمبراطورية الإنكا بدأت مرحلة التعافي.
والغريب أن هذه الحضارة الوحيدة المعقدة وواسعة النطاق التي تطورت من دون وجود أي شكل من أشكال السوق، ولم تكن لديها أي فكرة عن المال على الإطلاق.
كانت الدولة بأكملها في ذلك الوقت قائمة على نظام الوحدة الأسرية، حيث كان الإنكا (الإمبراطور) يتحكم في كل شيء: الطعام، والملابس، والسلع الفاخرة، والمنازل، والأشخاص.
وكان الناس آنذاك يخدمون الإمبراطور مقابل تزويدهم بكل ما يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة.
وعندما نصب الغزاة الإسبان كمينًا لأتاهوالبا في مدينة كاخاماركا وأخذوه أسيرًا، كان قادرًا على دفع فدية لا مثيل لها تملأ غرفة كبيرة بالذهب.
وحاليا، تقدر الفدية التي دفعها آنذاك بنحو 1.5 مليار دولار. لكن الإسبان قتلوه واستولوا على إمبراطوريته، وقيل إن ثروته من الذهب والفضة التي أغرقت أوروبا بعد ذلك تسببت في تضخم كبير وركود اقتصادي.