14-12-2021 03:35 PM
بقلم : مصطفى صوالحه
ما الذي يعنيه احتكاك الرأس بالنافذة طوال الطريق الممتدة على مسافة تزيد عن 40 كيلومترًا دون الاهتمام بنتائج ذلك؟...وما الذي نشعر به عندما ترشقنا إحدى المركبات بالمياه دون أن يتوقف سائقها جانبًا معتذرًا منا؟...وماذا يمكن تسمية ما يطفو داخل كل واحدٍ منا دون أن تكون لدينا الجرأة للإشهار به؟...ولم نصر على عدم التجرد من الكبرياء في وقتٍ من الواجب فيه اللجوء للإفصاح عمَّا يعترينا؟...ولماذا لم نعد نأبه لحقوقنا الضائعة التي جاءت لترسم ملامح الحياة الرشيدة؟...وأين العدل في الغابة التي يتغذى البعض فيها على حقوق الآخرين؟.
السؤال الأول يتمحور حول ما يشد نظرنا، لكن الملفت أن النظر من حافلة النقل العام التي تتسابق مع أخرى في سبيل الفوز بالوليمة الكبرى، إلى جانب الحفر الخندقية التي تعج بها الشوارع، تجعل مهمة التمعن فيما يدور حولنا خيارًا مرهقًا، خاصةً مع الحركة السريعة التي تتخطى الحدود القانونية، ودخان السجائر الذي يجعلها تشبه الكازينو من الداخل، ليكون آخر قول السائق: "الحمد لله على السلامة يا إخوان".
السؤال الثاني يتعلق ببنية المنظومة الأخلاقية التي يتكون منها المجتمع، والذي بتصدعه يكون الإنهيار الكبير، ففي كثيرٍ من الأحيان، يكون اقتراف الأخطاء الصغيرة بحق الآخرين تمهيدٌ مبطن لاقتراف أخطاء أكبر، وما يبدأ برشقة مياه، قد ينتهي برشقة دماء، ذلك قد يحصل جرّاء قطع إشارةٍ حمراء، والإفراط في السرعة، وإطلاق الأعيرة النارية، لذلك، القانون الذي لا يحترمه أحد، يمكن اعتباره لاغٍ أو غير موجود.
السؤال الثالث بوابةٌ مبهمة، يجب على الشخص الذي يريد فتحها أن يكون قويًا، خاصةً مع ما يعيقنا من التحدث عمّا يخنقنا؛ إذ إن ذلك يتولد من التركيبة المُهشَّمة لنشأة التيارات العاطفية لدينا، والتي دائمًا ما نحرص على تقويمها، وتغذيتها بشكلٍ سِلمي وصحي، لنتفاجأ بأننا نبني حائطًا وهميًا خرسانته فقاعات من الهتافات الطنانة التي نصرخ بها حتى لا يلاحظ البعض قوتنا الخائرة.
الأسئلة المتبقية تحتاج إلى أكثر من مجرد مقال، ربما تحتاج إلى لقاءٍ، وطاولة، وقواسم مشتركة!.
لكن المتسائلون كثر، أليس كذلك؟.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-12-2021 03:35 PM
سرايا |
2 - |
كلامك صحيح
اوجزت وابدعت ما داخل النفوس... |
15-12-2021 10:36 AM
ابو مصطفى التبليغ عن إساءة |