سرايا - هو أحد المبدعين الذين ساهموا بشكل فاعل في انطلاقة وتطوير المسرح الكوميدي الجماهيري في الأردن، وفي انتشار المسلسلات الكوميدية الناقدة والهادفة محليا وعربيا، وقد أُطلق عليه لقب «عميد الكوميديين» لخبرته الفنية الكبيرة في مجال الدراما، وبخاصة المسرح.

إنه الفنان الأردني ربيع محمود شهاب المولود في عام 1956، والذي كرمه جلالة الملك عبدالله الثاني بوسام الاستقلال من الدرجة الثالثة تقديرا لعطائه وتألقه وجهوده المتميزة في تطوير الحركة الفنية والمسرحية. كما قام ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بزيارته في العام 2019، للاطمئنان على حالته الصحية، وتقديم الدعم المعنوي بلفتة كريمة وإنسانية، إذ نشر ولي العهد عبر صفحته على انستغرام، حينها، صورة تجمعه بالفنان ربيع شهاب خلال زيارته لمنزله وعلق بـ: «الفنان ربيع شهاب، قدم الكثير للفن في بلدنا والعالم العربي ورسم?البسمة على وجوهنا، قضيت وقتا طيبا بصحبته اليوم، وأدعو الله تعالى أن يمن عليه بالشفاء».

ظل ربيع شهاب، الذي ينعم بالصحة والسلامة بين أسرته، قريبا من هموم الناس وقضاياهم الاجتماعية في الأعمال المتميزة التي قدمها والتي تمثل اليوم جزءا من الذاكرة الفنية ومن الأرشيف الذي لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن أي تطور أو تجديد في المشهد الفني الأردني. فمن منا لا يذكر تلك الطلة التي كان ينتظرها الأردنيون بفارغ الصبر في مسلسل «أبو عواد»؟ ومن منا يستطيع أن يمحو من ذاكرته (عليوه) أو (عزوز)؟ أو ينسى كيف قدم الفنان المبدع ربيع شهاب الشخصية الأردنية بكل تجلياتها.

ارتبط اسم ربيع شهاب بكثير من الألقاب التي كانت تطلق عليه من جراء اختياره للعديد من الأدوار الكوميدية المتميزة، حيث أبدع في هذا المجال، ومن الألقاب التي أطلقت عليه والتي كانت في كثير من الأحيان تُستخدم في حياته الشخصية: «عزوز» و«عليوة»، كما اشتهرت بعض الجمل التي كان يستخدمها مثل «لا ما هو الصحيح يعني» والتي ما زالت تردَّد على ألسنة محبيه بالرغم من مرور سنين عليها. كما كان ربيع ربيع يشتهر بالخروج عن النص في مسرحياته.

كانت بداية شهاب لاعباً لكرة القدم في نادي شباب الحسين. وبعد ذلك سافرإلى القاهرة لدراسة فن التصوير.، وجعلته دراسته في القاهرة قريبا من مصادر صناعة النجوم، ومنحته الفرصة للتعرف على بعض أسرار المهنة وما يدور في كواليسها. وهناك بدأ يتعلق بالفن والتمثيل.

وعندما عاد ربيع شهاب إلى الأردن لم يجد صعوبة في تقديم نفسه كفنان متمكن، ليكون مسلسل «حارة أبو عواد» ممثلا للحارة الأردنية التي قدمته للشارع العربي الواسع، ويتذكر متابعو أعماله أن هذا الفنان ظل قريبا من هموم الناس وقضاياهم الاجتماعية في الأعمال المتميزة التي قدمها.

أسهم ربيع شهاب في تجاوز الحصار الذي فُرض على الدراما الاردنية بعد حرب الخليج، حيث قدم أول مسلسل أردني بعنوان «لقمة عيش» من بطولته، وقد عُرض على محطة «أم بي سي» وغيرها، وكان عرضه نتيجة طبيعية لنجاح العمل جماهيريا في الأردن ومتابعته في بعض الدول المجاورة بعد عرضه على شاشة التلفزيون الأردني، فكان الجميع في رمضان ينتظرون «عليوه» وزوجته وـمه وابنتيه لوزة وموزة، وقد تمكن ربيع شهاب من تحويل شخصية «عليوه» المحب للكاكاو، إلى شخصية شعبية ناجحة أحبها الجمهور على اختلاف أطيافه.

أدى ربيع شهاب العديد من الأدوار البطولية والثانوية في مسلسلات ومسرحيات من إنتاج التلفزيون الأردني، من أبرزها مسلسل «حارة أبو عواد» بمشاركة الفنانين نبيل المشيني وحسن إبراهيم وموسى حجازين والفنانة رشيدة الدجاني. وبالإضافة إلى التمثيل، كانت معظم أعماله من تأليفه. ومن المسلسلات التي شارك بها أيضا: «عليوة والأيام»، «فارس الفتى الشجاع»، «القرار الصعب»، «المناهل»، «لقمة العيش»، «عليوه والأيام»، «عائلة أبو أيمن»، «بير الطي»، «شمس الأغوار»، «تكسي الحبايب»، «مقادير»، «الشمس بعد الغيوم»، و«الغريب».

وفي المسرح الذي تألق فيه وحقق من خلاله نجاحا جماهيريا غير مسبوق، قدم ربيع شهاب مسرحيات: «عليوه مدرس خصوصي»، «علي عليوه»، «اللعبة»، «عليوة والوحش»، «يا أنا يا هو»، «خادم سيدين»، و"المهمة».

.تعرض ربيع شهاب لجلطة دماغية أوقفته عن الحركة والكلام, وشلّت عمله الفني منذ عام 2003 بينما كان يؤدي دور «عليوه» في مسرحية «عليوه مدرس خصوصي». ورغم أن ريح القدر العاتية قد أسدلت الستارة على فعله الفني، إلا أن روح فارس المسرح الأردني وعيونه التي تنظر برجاء، لم يقطعا الأمل في العودة إلى خشبة الحياة من جديد.

"الرأي - رشا عصفور"