بقلم : عبدالله العزام
قال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مخاطبا الشباب خلال احتفال صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيس "أنتم سلاحنا، ودوركم مهم، وصوتكم سيساعد كثيرا في عملية التحديث وتغيير الثقافة تجاه الإصلاح السياسي".

وعملية التحديث تعني عملية الإنتقال من التقليدية إلى اضفاء مظاهر الحياة الحديثة على الدولة والمجتمع ككل، خاصة في جوانب الرفاهية والتكنولوجيا والمؤسسات، علاوة على الأخذ بالتطور العلمي والتقني وبناء ثقافة سياسية داعمة للتنمية والتطور السياسي، أي أنها عملية تنمية بشرية بالأساس تؤدي إلى تحقيق التنمية الإقتصادية.

والتحديث في الواقع من الناحية المؤسسية يرتبط بالحراك المهني والتقني وبروز هياكل اجتماعية جديدة مؤهلة وكفوءة قادرة على القيام بوظائف وادوار أولئك الذين لم يعودوا قادرين على الأداء المناسب والتعامل مع العصر الرقمي وثورة التكنولوجيا والمعلومات كما يشمل توسيع حرية وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري وتعزيز ثقافة الإتصال و عن طريق الاتصالات الجماهيرية يتطور المجتمع. بمعنى أن التحديث لكي يتحقق يتطلب قوة عاملة ماهرة على دراية بالتكنولوجيا والعمليات الجديدة.

ومن الناحية السياسية يرتبط التحديث بالتصويت والأنشطة الحزبية في السياسة، وبصياغة وإقرار التشريعات التي تضمن توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، وإضفاء طابع تنافسي مبني على أسس الكفاءة و النزاهة والشفافية في شغل الوظائف الحكومية والمناصب العامة، بمعنى ان السمتان الأساسيتان للتحديث يمكن النظر إليها من زاوية المشاركة المتزايدة للطبقات الأوسع في مركز المجتمع وفي النظام المدني ، لإنشاء كيانات سياسية واجتماعية جديدة أوسع ، تصيغ رموز الهوية الوطنية في شكل غير تقليدي، وأطرها المؤسسية تتقاطع مع الوحدات الضيقة وتؤكد على معايير أكثر عمومية وشمولية.

كما ينطوي التحديث على التغييرات في الثقافة على مستوى النسق الفكري والقيمي من حيث تغيير أنماط التفكير ، والمعتقدات وكذلك التغييرات في المواقف والسلوك أي تحول ثقافي نحو بيئة مفتوحة ورشيقة ومبتكرة، و بطبيعة الحال فإن التغيير الثقافي يبدأ بالتركيز على الأشخاص والعمليات التي يستخدمونها ، بالإضافة إلى التكنولوجيا..