16-12-2021 08:58 AM
سرايا - تمكّن علماء الآثار من الكشف عن أن بعض الأحجار المتراصة التي يبلغ ارتفاعها 20 قدما في إثيوبيا، أو "المسلات"، أنشئت منذ نحو 2070 عاما، أي قبل 1000 عام مما كان يُعتقد سابقا.
وقام علماء الآثار من جامعة ولاية واشنطن من تأريخ عينات الفحم من قواعد الأحجار في ثلاثة مواقع: شيلبا توتوتي وساكارو سودو وسوديتي.
وتقع جميع المواقع الثلاثة داخل منطقة جيدو الإثيوبية، والتي تضم أعلى تركيز من المسلات الصخرية في إفريقيا، مع نحو 10 آلاف نصب تذكاري في أكثر من 60 موقعا.
وتوصل الفريق إلى أن الآثار في موقع ساكارو سودو وُضعت على الأرجح في وقت نحو عام 50 قبل الميلاد.
ويشار إلى أن المسلات الوحيدة التي وقع تأريخها في السابق موجودة في توتو فيلا، على بعد 30 ميلا شمال ساكارو سودو. وأنشأت هذه المسلات في عام 1100 بعد الميلاد، ما يجعلها أصغر سنا بشكل ملحوظ.
وعلى الرغم من انتشار الهياكل المدهشة، إلا أنها لم تُدرس بشكل جيد إلى حد ما، ولا يزال السبب الدقيق وراء إنشائها غير مؤكد.
ويعتقد الخبراء أن بعض الحجارة استخدمت كعلامات دفن، في حين أن البعض الآخر يرجح أنها ربما احتفال بنقل القيادة إلى جيل جديد.
وأجريت الدراسة بقيادة عالم الآثار أشنافي زينة، الذي كان يعمل سابقا في جامعة ولاية واشنطن والآن في الجمعية التاريخية للولاية في نورث داكوت، وزملائه.
ووفقا للدكتور أشنافي، يعد موقع ساكارو سودو "واحدا من أكثر المواقع الأثرية التي لم يتم دراستها جيدا في العالم، وأردنا تغيير ذلك".
وأوضح: "لقد كان صادما أن نرى مثل هذا العدد الكبير من المعالم الأثرية في مثل هذه المنطقة الصغيرة. وبالنظر إلى الحجارة، التي سقط الكثير منها على الأرض وتكسر بعضها، قررت أن أركز عملي هناك بدلا من التحقيق في مواقع الكهوف في جنوب إثيوبيا".
ولا يُعرف الكثير عن الأشخاص الذين سكنوا منطقة ساكارو سودو في مطلع الألفية الأولى.
ومع ذلك، بحسب علماء الآثار، فإن التاريخ الجديد لأقدم المسلات يبدو متزامنا مع وصول الحيوانات الأليفة في جنوب إثيوبيا، وتطور أنظمة اجتماعية واقتصادية أكثر تعقيدا.
وقال البروفيسور أندرو داف، المشرف على أبحاث أشنافي: "أحد أسباب أهمية هذا البحث هو أنه يمكن أن يلقي ضوءا جديدا على ما كان يفعله الأشخاص الأوائل في هذه المنطقة من أجل لقمة العيش بالإضافة إلى ممارساتهم الثقافية والاجتماعية".
وإلى جانب تأريخ بناء هذه النصب، تمكن الباحثون أيضا من تحديد المكان الذي استخرج منه البناة الحجر الخام.
وعثر على مسلات مكتملة جزئيا في مواقع المحاجر في كل من منطقة جيدو الإثيوبية وكذلك في مناطق أبعد في منطقة سيداما.
وتمكن الفريق أيضا من تتبع مصادر قطع السبج (حجر كريم يأتي من حجارة الحمم البركانية السوداء) الصغيرة المختلفة، التي اكتشفت في مواقع النصب التذكارية عبر جيدو، ووجد، بشكل غير متوقع، أن معظمها نشأ في شمال كينيا، على بعد نحو 186 ميلا.
ويفسر هذا أن الأشخاص الذين أقاموا الآثار القديمة حصلوا على الأرجح على حجر السبج من خلال شكل من أشكال التجارة لمسافات طويلة.
وباستخدام مزيج من الأساليب الأثرية والإثنوغرافية، بما في ذلك دراسات تقاليد الشاهدة الصخرية الحية في المنطقة، خلص العلماء إلى أن الأحجار استخدمت لأغراض مختلفة، ويشمل ذلك الاحتفال بنقل السلطة من جيل إلى جيل، وكذلك إحياء ذكرى إنجازات المجموعة.
وعلق البروفيسور داف قائلا: "إن تنوع وظائف المسلات في إثيوبيا رائع حقا. وتطوير فهم أفضل لوظيفة هذه الأحجار وكيفية تركيبها مفيد للغاية من حيث الحصول على تصنيف اليونسكو للتراث العالمي".
وجدير بالذكر أنه وقع ترشيح شيلبا توتوتي وساكارو سودو كمواقع تراث عالمي.