19-12-2021 09:07 AM
بقلم :
أحلم أن أكون رئيس وزراء في الاردن، ولن أكتفي بوزير لحقيبة لا تسمن ولا تغني من جوع.
في الاردن أن تكون رئيس وزراء، فهذا يعني أنك طمرت الفقر طمراً، ثم أضفت إلى اسمك الكثير من المساحات الشاسعة، ثم "يتبغدد" أولادك وأحفادك أيضاً بنعيم لا يفنى.
حينها سأجتهد كما لم أجتهد من قبل لتحقيق الولاية العامة على الغني، سأحقق الاكتفاء الذاتي لي ولأبنائي ولأحفاد أحفادي.
حين أصبح رئيس وزراء ساحاضر القوم عن افضل الطرق واقصرها لتحقيق الرفاهية، وكيفية وضع اليد على الأراضي، ربما أضيف بعد كلمة الرفاهية والازدهار مثلا كلمة للمواطن.
ألست انا مواطنا!. اذن سأحاضر عن اقصر الطرق لتحقيق الرفاهية للمواطن.
حين أصبح رئيس وزراء سيصبح لدي عقارات واراض شاسعة، ومسابح لا تغور مياهها، ومزارع غورية لا تطالها أيادي الفقراء، وبيوعات لأصناف لا أعرفها، وقسم خاص لي للمشتريات.
سأنثر دنانير الموازنة - موازنتي أنا - في أراضي الوطن، سأشتري قطعة ارض في العقبة، وساشتري مئات الدونمات بأبخس الأثمان، وسأشتري قصراً شاهقاً وسيارات فارهة وسأجعل لها زمورين: للرعاع واحد، وواحد لي.
حين أصبح رئيساً للوزراء ساكتب كتاب الرد على خطابي، وأجعل نوابي يردون علي، تماماً مثل الدول الحقيقية.
حين اصبح رئيساً للوزراء سأخرجهم من عنق الزجاج، ومن أولى من أبنائي وأحفادي لأخرجهم من عنق الزجاجة؟.
وبعد أن أنهي مرحلتي كرئيس وزراء ساسافر في رحلة استجمام في العاصمة البريطانية، وسأصطحب معي الكثير من الرفاق والرفيقات؛ فقد أُنْهكت جمعًا، وتخطيطاً وسياسة.
وبعد ان أنتهي من ابتلاع كل شيء، سأظهر في لقاء تلفزيوني محترم، لأقول للناس إني قلق، وإن الحال لم يعد يحتمل.