19-12-2021 09:12 AM
بقلم : فداء المرايات
يُصادف اليوم على الأجندة الدولية
بكل حب وفخر وانتماء
( اليوم العالمِي للُغةِ العربية )
في كانون الأول - ديسمبر عام 1973
قررت الجمعية العامة في الأمم المُتحدة جعل اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية الست المعمول بها في جميع أجهزة الأممِ المُتحدة.
من أروع الاشياء التي تجعلني أفتَخر بكونِي عربية هوَ لُغتِي العربية ( لُغة الضاد) .
في هذه اللغة الكثير جدا من التراكيب والدلالات للكلمة الواحدة ، والمعنى الواحد ، ناهيك عن التدرج والدقة ، وهذا ما لا نجده في اللغات الأخرى ، ومهما قرأتَ من الأدب والشعر في كل لغات العالم ، لن تجدَ كالأدبِ العربي والشعر ِ العربي وبراعة السطر المتزن وفن التصوير وانسيابية التشبيه ، ودقة الصورة الفنية المكتوبة التي تنقلك نحو المشهد وكأنه صورة حية ، لا يمكن للعاقل أن يصدق بأنها مكتوبة ليس أكثر ، ولطالما علمتني أمي ( أستاذة اللغة العربية ) رحمها الله ، كل فروعها وتفاصيلها ، ونحوها وصرفها وبلاغتها والدلالة والاستدلال والعَروض وحتى الأدب المقارن والنقد العربي ، وفن التدوين والكتابة وغيرها ومن يتعلم هذه اللغة ؛ سيجدُ نفسه في طلب مستمر ومتواصل للمزيد من التذوق الفني والأدبي الذي فيها ..
والمفارقة ُالعجيبةُ في هذا الصدد ، على الرغم من مرور السنوات واتقاني للغة ثانية وتعلمي لثالثة ؛ مهما قرأت من كتب بلغة ٍ غير العربية ومهما كتبت ، لا أجد الدفء في التعبير إلا في حضرة هذه اللغة ، ولطالما أخبرت أمي في مناظراتي وحواراتي العميقة معها ، بأنني أجد العربية هي اللغة المحسوسة ، التي تُخرج ما بالروح والنفس من مكنونات بوصف دقيق لا لبس فيه ، وتبرع في إخراج البوح وما وراءه ، كمِسعارٍ غريب للمشاعر والأحاسيس التي تُخالج الانسان ، وكمهندس عتي يعلم بدقة الزوايا في البناء ، فهي ليست عابرة ، أو نتاجا ً لتطور ٍ انسانيٍّ مارق ، بل هي أرثٌ بعيد ٌ، سابقٌ وجديد ، وانعكاس واقعي ومثال حي لما يحويه عقل الانسان من متسع في فضاء الإدراك ..
العربية لغة ٌ عظيمة ٌوزاخرةٌ مكتظة المعاني والجذور ، تستحق منا الاهتمام بها ، وتعلمها وتكريسها في حياتنا ، فهي جزءٌ أصيل من هويتنا وثقافتنا وحضارتنا وديننا ، ويمارسها اليوم ما يقترب من نصف مليار انسان على وجه ِ الأرض
قَالَ عُمَرُ بن الخطاب : " تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ ؛ فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ ".
اللغةُ العربيةُ أحبُّ اللغات ِ إلى قلبي ، فهي لغتي ولغةُ أمي ولغتي الأم والأهم أيضا أنها لغة المعجزة ِ الخالدة ِ القرآن الكريم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-12-2021 09:12 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |