21-12-2021 08:27 AM
بقلم : ناجح الصوالحة
أبجديات الوجود العربي أولها وأساسها أن تكون فلسطين هي شغلنا الشاغل لرفع هذا القهر اليومي عن شعـبنا واهلنا في فلسطين, كان لنا شأن يتحدث به الغرب قبل الشرق وتسيدنا على هذا العالم بما نملكه من قيم وثوابت استطعنا أن نكون من خلالها في المقدمة ويهابنا من يخطط لدمار هذه الأمة, لهذا لن يكون لنا أثر أو تأثير في تغيير مسار التاريخ والجغـرافيا إن لم نكن على قلب رجل واحد، ويهزنا بكاء سيدة في قرية فلسطينية أو استغاثة رجل يحارب لوحده عنصرية هذا الزمان والخط الأسود في مسيرة هذا العالم والمتمثل في الكيان الإسرائيلي الغاصب..
تابعنا بطولة كأس العرب لهذا الدورة والتي عقدت في دولة قطر الشقيقة, هذه الدولة التي أصبحت بوصلة الأنتــــماء لأمة العرب وتاريخنا المجيد، جلسنا أمام أجهزة التلفاز لنتابع مجريات رفع مستوى العروبة في دمنا بعدما تركناها وذهـبنا الى ما يخرب بيتنا العربي, كانت فلسطين حاضرة بكل شموخها وعزها (وراياتها) بارزة تدغدغ مشاعرنا وبعضنا بكى من فرحته بهذا التبدل في موقع فلسطين بعدما كانت في ذيل الاهتمام, كانت هذه البطولة مفتاح خير وعز لتكون فلسطين الآن في قمة الحضور وسيدة المشهد, وإن كنا نغار من أشقائنا في شمال أفريقيا وابناء الجزائر بالذات هذا الدم العربي المتدفق بقوة وإهداء الفوز لفلسطين الحبيبة وشعبها المرابط المناضل.
دولة قطر كانت بجانبنا وبجانب كل محب يتمنى لفلسطين وأهلها الصمود وتحرير الأرض, لقد شاهدنا روح قطر الحقيقية عبر التنـــظيم الراقي والمستحق للمواطن العربي، بدأنا نشعر بأن الشعوب العربية لها من يدعم توقعاتها وآمالها في أن ترفع رؤوسها أمام الآخرين, ما يمارس ضد شعب فلسطين كل يوم وساعة هو إذلال وقهر لكل عربي عاجز عن تقديم ما يمكنه لنصرة أخيه الفلسطيني, لنجعل من فلسطين إيقونة الوجود العربي ودربنا لنفض غبار العجز والاستكانة المميتة لنا, تستحق فلسطين عروس الحب العربي أن نأخذ بيدها ونقول كلمتنا بحقها بأنها هي سبيلنا لعودة هذه الأمة إلى زمنها الجميل.
الجزائر من دولنا التي استطاعت أن تزيد من عزتنا وأملنا في أن ننهض من جديد, العلم الفلسطيني وهو يتسيد الأعلام العربية، وله العز والشموخ فقد أعادنا إلى الحلم في أن تكون فلسطين كما نتمنى أن تكون, فلسطين دولة لها أسباب التميز والحــضور والبهاء, هي أرض الأسراء والمعراج، وأرض كنيسة القيامة والحرم الأبراهيمي, هي يافا وعكا ورام الله ونابلس, فلسطين كانت درب الرسول الكريم للسماء, لن نهزم بإذن الله وبنا من يشعل العنفوان العربي ويمده بأسباب النهوض..