23-12-2021 09:44 AM
سرايا - صدر عن الدار الأهلية مؤخرًا كتاب «حارس الحكايات» تكريما للناقد الروائي والمفكر العربي الكبير الدكتور فيصل دراج بتحرير د. عيسى برهومة وعامر أبو محارب، يذكر أن الدكتور دراج نال شهادة الدكتوراه وتخرج في فرنسا عام 1974م في قسم الفلسفة، عن أطروحته (الاغتراب بين ماركس وهيجل)، وقد حظي هذا الكتاب بمشاركة لافتة وواسعة من لفيف من النقاد والشعراء والباحثين الذي ينتمون إلى عدد من الجامعات العالمية والعربية والمؤسسات الثقافية والفكريّة في العالم أجمع.
ويندرج هذا الكتاب في سياق عرف أكاديمي على مستوى العالم يرى أن تكريم العلماء ممن أسهموا في نشر المعرفة يستوحب النهوض بإصدار كتاب تكريمي يضم عددا من المقالات والمراجعات والدراسات المهداة إلى هذا العالِم وفاء لما قدم للمعرفة من جهود تستحق الإشارة والإشادة.
وقد جمع محررا الكتاب لوحة فسيفائية من النقاد والشعراء والروائيين ليجتمعوا في صعيد واحد ويسهموا في تكريم الدكتور دراج، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: د. إبراهيم السعــافين، ود.أمـين الـزاوي، ود.رامي أبو شهاب، ود.شكري الماضي، ود.شيـرين أبو النجا، ود.صبري حافظ، والقاص والروائي طالب الرفاعي، ود.عبد الرحمن تــمارة، ود.عبد القادر فيـدوح، والروائي عبد المجـيد إبراهيم، ود. عــمـاد عبد اللطيف، ود.ةغزلان الهاشمي، ود. غسان عبد الخالـق، ود. فـائــزة لولـو، والناقد والمترجم فخري صالح، ود. فهمي جدعان، ود.محسن جاسم الموسوي، و الراحل محمد دكـروب، ود. المنصف الوهـايبي، ود.نضال الشّمالي، والروائية هـدى بركات، والروائي واسيني الأعرج.
ومن أجل تحقيق غاية هذا الكتاب قسمه محرراه في فصول ثلاثة، تسبقها مقدمة، ومفتتح، وتتلوها خاتمة وببلوغرافيا، وذلك على النحو الآتي: مفتتح، ويتضمن شذرات من سيرة فيصل دراج: الصعود إلى المنفى الأول، حين كنا نطوف في باريس قبل أن نصل إليها، والطريق الطويل إلى فعل: كتَب.
وفصل ينطوي على الشهادات المعرفيّة، التي قدمها المشاركون عن الدكتور دراج، وهي شهادات انطوت على ذكريات شخصيّة ومراجعات عمليّة كتبها أصدقاؤه ورفاق دروبه الطويلة في المعرفة والفكر والنقد الروائيّ.
أما الفصل الذي يليه فكان تحت عنوان المراجعات النّقديّة، وهي مراجعات علميّة انبرت لمراجعة مشروع درّاج الممتد من الفلسفة إلى الفكر العربيّ المعاصر انتهاء بالرواية محور اهتمامه، وشغله الشاغل منذ سنين طوال ماضيات. وقد ضم الدراسات التي أنجزها المشاركون في المحاور التي كتب فيها دراج دراساته وكتبه، وهي: الرواية العربيّة وإشكالات النشأة، والرواية والحداثة والقوميّة، والمثقَّف والتَّنظير الرِّوائيّ، وفي التاريخ ورواية التخييل التاريخيّ، وفيصل دراج مُفكِّرًا.
وبالنسبة إلى الفصل الأخير فقد ضم في تضاعيفه الدراسات المُهداة التي قدمها المشاركون تكريما للدكتور دراج، وهي دراسات تتقاطع مع انشغالات الدكتور فيصل دراج في النقد والفكر، وقد شارك فيها باحثون أكاديميون مرموقون.
وفي نهاية الكتاب وضع المحرران فصل بعنوان تركيب: الاغتراب وأطياف المدينة الفاضلة، وهي مقالة نقديّة كتبها دراج لتكون بمثابة خاتمة لهذا الكتاب.
وقد أعدّ الباحث حازم الزواهرة ببلوغرافيا كتب ودراسات ومقالات فيصل دراج، لتكون بمثابة فهرس لأعمال دراج يمكن للباحثين في مشروعه أو المهتمين بمنجزه العودة إليها والإفادة منه.
وبين محررّا الكتاب أن الكتاب النقدية والمعرفية عموما عند دراج تنماز بخصائص قلما تجمتع لدى ناقد غيره، إذ يشير إلى ذلك المحرران بقولهما: «ولعل على المرء أن يقول وهو واثق مما يقول إن الكتابة عند دراج تمثل ضربًا من الاكتواء بنار المعرفة، إذ تجتمع في أتونها عناصر قلّما تجتمع في كتابة غيره من الكتاب والباحثين، وهي: صوته المتفرّد، ورؤيته الخاصة، وجرأته، وكذلك غواية آسرة لا يعرف المرء مبعث سرها!، على أن القول الثابث في هذه الكتابات إنها كتابات تمنح قارئها نشوة المعرفة ولذة الإدراك».
وفي مجال الرواية بين محررا الكتاب أن دراج أسهم إسهامات مهمة في نقد الرواية العربية «لقد انشغل دراج بالرواية العربيّة، ردحًا من الزمن، وهو على وَعْيٍ ببلاغتها، ومفارقاتها، ووظيفتها الأيديولوجيّة وتعددها الماثل في أعطافها، انشغالًا استطاع أن يستولد، في أتون انفتاحه المنهجيّ المائز، منهجًا قادرًا على تفكيك شفرات النَّص، في سياقٍ تأويليّ، يسترفد ممكنات مناهج مختلفة»
أما بالنسبة إلى مسألة الحداثة والتنوير التي دأب الدكتور دراج على الكتابة عنها والتنظير لها، يقول المحرران: «في إطار الحديث عن انشغالات فيصل دراج بسؤالات الحداثة والتنوير تكاد تكون ثنائيّة الحداثة والتنوير وما يتصل بأسبابهما معاقد المنجز الفكريّ الذي انشغل به دراج منذ بداياته أو قل يفاعته الأولى، إذ تمثل الحداثة والتنوير من منظور دراج الاشتراطات الغائبة لنهضة الأمة العربيّة؛ فهي متراجعة، مهزومة حضاريًّا، وحتى في تعاملها مع مقولات الحداثة والتنوير لم تأخذ منهما إلا قشورهما، وبذا أهملت لُبابهما»
وكان الدكتور فيصل ولد دراج في الجاعونة عام 1943 عام ألف وتسمعئة وثلاثة وأربعين، وتخرج في فرنسا عام 1974م في قسم الفلسفة، ونال درجة الدكتوراه عن أطروحته (الاغتراب بين ماركس وهيجل). ونال دراج جائزة أفضل كتاب عربي 2002، عن كتابه (نظرية الرواية والرواية العربية)؛ وجائزة الإبداع الثقافي لدولة فلسطين – 2004م، وجائزة الدراسات الأدبية والنقد سنة 2010م. ومن أهم كتب دراج ومؤلفاته: دلالات العلاقة الروائية. ذاكرة المغلوبين: الهزيمة والصهيونية في الخطاب الثقافي الفلسطيني. الرواية وتأويل التاريخ. بؤس الثقافة في المؤسسة الفلسطينيّة. نظرية الرواية والرواية العربية.