23-12-2021 11:35 AM
بقلم : محمد يونس العبادي
يجيء لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني، برؤساء الكنائس رؤساء الكنائس في القدس والأردن، وشخصيات مسيحية، وممثلي أوقاف القدس، كتعبيرٍ عن أدوار وصاية ملوك بني هاشم الموصولة.
إذّ حمل هذا اللقاء ملامح راسخة، منذ أدوار العهدة العمرية الموصولة، بالرعاية والوصاية الهاشمية، والتي تشمل العمرانين الحجري والبشري، بما يمثله الأخير من وجه عيش مشتركٍ في المشرق العربي، وفي تاريخ وحاضر أمتينا العربية والإسلامية.
ومن بين ملامح اللقاء الهامة، إنعام جلالة الملك عبدالله الثاني، بوسام المئوية على بطريركية المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس، بالإضافة إلى إنعام جلالته بوسام المئوية على مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، نظير أدوارهم في ترسيخ الوجود المسيحي وتجسيد الوصاية الهاشمية في القدس الشريف، وأدوار مجلس الكنائس في الأردن.
هذا الإنعام الملكي، وما حمله اللقاء من تعابير، أكّد على الدور الموصول للوصاية الهاشمية، هو واحدة من ملامح مسيرة هاشمية مباركة، وضعت ضمن مبادئ حُكمها عروبة المقدسات، والحفاظ على هويتها كمبدأ ثابتٍ لا يقبل التنازل، مهما تقادم عليه الزمن.
فالحفاظ على هذه الوصاية، وصونها، وصلابة مواقف ملوك بني هاشم، تجاهها، هي حكمة راسخة، لها حاضرٌ غني، تقرأ سياقاته من التبرعات السخية لجلالة الملك بترميم الكنائس في فلسطين.
وجوانب الوصاية الهاشمية، كانت حاضرة خلال اللقاء، بما أكّده مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى فضيلة الشيخ محمد عزام الخطيب، بقوله: "إن لقاءاتنا المتكررة مسلمين ومسيحيين مع جلالتكم لهي خير دليل على تمسككم بالعهدة العمرية وتمسكنا بالوصاية الهاشمية وتضحياتنا المشتركة دفاعا عن هوية وأصالة مقدساتنا كما كانت منذ 14 قرنا من الزمان".
وهذا تأكيد على عميق الإرث الهاشمي في المنطقة، وشرعيته ومشروعيته، في الدفاع عن مقدسات الأمة، وصون مقدساتها، في منعطفٍ تاريخيٍ تمرّ به الأمة، ويبدو بأنه هو المنعطف الأطول في تاريخها، بتصديها للصهيونية المتطرفة، ومحاولات عبثها بنسيج العيش المشترك.
غير أنّ جهود ملوك بني هاشم، وحكمتهم، في تعزيز هذه الوصاية، كان لها الأثر الأبرز، في صون مقدسات أمتنا، منذ عهد الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه، وما أرسته الثورة العربية الكبرى من مبادئ بقيت راسخة في نفوس أهل المشرق العربي، بالإضافة إلى تبرعه للمسجد الأقصى عام 1924م، وكانت القدس إحدى أهم الحواضر بقيت في وجدانه ليوارى الثرى في ظلالها.
وهي وصاية استمرت الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، طيب الله ثراه، إذّ لا زالت تروي الوثائق عن أدواره، في إرساء الإعمار الهاشمي الأول (1922 – 1952م) وما زالت الوثائق شاهدة على مواقف بارزة له في سبيل القدس، حتى سمي بشهيدها، إذ رمم كنيسة القيامة، ودعم ثورة البراق، وقاد معركة إنقاذ القدس عام 1948م، وبايعه أهل القدس، ليرسي وحدة الضفتين.
ولا زال أهل القدس يذكرون عهد الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وتذهيب الصخرة المشرفة، والأمر بصناعة منبر صلاح الدين، وهي جهود موصولة للملك طلال بن عبدالله الذي حارب على أسوار القدس الشريف عام 1948م.
إضافة، إلى الإعمارات الهاشمية، ومأسسة أدوارها عبر إقرار قانون لجنة الإعمار الهاشمي، إلى جانب ما خاضه الجيش العربي الأردني معارك الدفاع عن القدس القديمة جبل المكبر، وعصيون، والشيخ جراح عام 1967م.
إنّ أهمية الوصاية الهاشمية، ليس في ما تحمله من جوانب عمرانية وحسب، بل بما تجسده من معانٍ عميقة الحضور في وجدان الناس، واهمها العيش والأخوة القائمة على روابط عميقة تصون قيم الإنسان العربي المسلم، يعبر عنه لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني الأخير بشخصيات مسيحية، وممثلي أوقاف القدس، وتهنئة جلالته للمسيحيين في الأردن وفلسطين بالأعياد المجيدة، فهوهو لقاء محبة، ويحمل رسائل هامة، ونحن على أعتاب المئوية الثانية من عمر دولتنا الراسخة بمبادئها الهاشمية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-12-2021 11:35 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |